القضايا الجيواقتصادية تتصدر أجندة مؤتمر ميونخ للأمن في العلا
القضايا الجيواقتصادية تتصدر أجندة مؤتمر ميونخ للأمن في العلا
من المنتظر أن تتصدر القضايا الجيواقتصادية أجندة فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، الذي سينطلق في منطقة العلا السعودية غدا الثلاثاء وتستمر فعالياته حتى الثاني من أكتوبر المقبل، وفقا لما أكده الدكتور بينيديكت فرانكي، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للمؤتمر في مقابلة أجرتها معه "الاقتصادية".
شهد العالم في الآونة الأخيرة اضطرابات ألمّت بالتجارة العالمية، حيث خلقت سياسات الحمائية المتمثلة في الرسوم الجمركية الأمريكية حالة عدم يقين، تفرض على الحكومات بحث كيفية تعريف الأمن الاقتصادي وتعديل سياساتها في ضوء المشهد الجديد.
فرانكي قال: "سنحث خلال المؤتمر أسئلة بينها: ما تأثير اضطرابات التجارة العالمية والأزمات الإقليمية والتحول في مجال الطاقة على اقتصادات الشرق الأوسط؟ وما هو تأثير سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية المتطورة على المنطقة؟"
وفي حين أظهرت سلسلة حوادث أمنية في البحر الأحمر هشاشة سلاسل التوريد الحالية، سيتضمن جدول أعمال اجتماعات ميونخ كذلك مناقشات حول أمن طرق التجارة البحرية، بحسب فرانكي.
العلا ملتقى الثقافات على مر القرون
تُعقد اجتماعات قادة ميونخ مرة أو مرتين سنويا، في مدن مختلفة حول العالم. لكن هذه هي المرة الأولى التي تعقد في المنطقة، وتأتي بعد الاجتماعات الأخيرة في واشنطن العاصمة، وريو دي جانيرو، ونيروبي.
سيمهد مؤتمر العلا فرصة لاستكشاف أعمق لمباحث المؤتمر التالي، الذي يُعقد في فبراير المقبل، من منظور إقليمي.
حول الأسباب الرئيسية والجوهرية لاختيار مدينة العلا ، وللمرة الاولى في المنطقة، قال نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للمؤتمر: "خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، أدت السعودية دورا محوريا في جهود الوساطة الدبلوماسية والمبادرات الأمنية في المنطقة".
أضاف :"في ظل الوضع الأمني المتوتر في الشرق الأوسط، يثق مؤتمر ميونخ للأمن بأن الحوار المنفتح وبناء الثقة داخل المنطقة أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. لطالما شكّلت منطقة العلا ملتقىً للثقافات والمسافرين على مر القرون، وتوفر بيئةً فريدةً ومحميةً للمناقشات والتأملات البناءة".
هذه الميزة جعلت العلا "مصدر جذب سياحي واقتصادي وإستراتيجي، ومنطقة لجذب كثير من الجنسيات المتعددة. هذا ما يهدف إليه العالم لتحقيق مسألة التلاقح الثقافي مع مناقشة القضايا السياسية والأمنية الإستراتيجية التي تهم دول العالم" وفقا لفرانكي.
أوضح الدكتور بينيديكت فرانكي أن اجتماعات قادة ميونخ تجمع مجموعة حصرية، تضم نحو 100 مشارك رفيع المستوى لمناقشة تحديات السياسة الخارجية والأمنية الحالية، مع التركيز بشكل خاص على سياق إقليمي محدد.
منطقة الشرق الأوسط على رأس المناقشات
سيركز اجتماع قادة ميونخ على سؤال محدد، وهو كيفية تحسين الوضع الأمني والمساهمة في السلام والاستقرار من خلال الحوار، بحسب فرانكي.
نائب رئيس المؤتمر قال لـ "الاقتصادية": "في هذه المنطقة الديناميكية والنابضة بالحياة، تستحوذ مجموعة واسعة من المواضيع على اهتمامنا"، مشيرا إلى أن المشاركين من دول العالم سيناقشون قضايا بينها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والانتقال في سورية، والأمن النووي في المنطقة، وأمن البحر الأحمر.
سيُناقش المؤتمر كذلك تعميق التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الطاقة والأمن الاقتصادي. وستُعرض جميع الخيارات والتوصيات على قادة الدول المعنية.
على هامش المؤتمر، ستجتمع مجموعة مشاورات الشرق الأوسط (MECG) لمواصلة التباحث حول كيفية تعزيز الحوار والتعاون في المنطقة.
تأسست مجموعة مشاورات الشرق الأوسط في ديسمبر 2024 كأحدث مبادرة دبلوماسية مبتكرة لمؤتمر ميونخ للأمن. وتجمع المجموعة صناع سياسات وخبراء رفيعي المستوى حاليين وسابقين من دول متعددة في الشرق الأوسط وخارجه، حيث يشاركون في مناقشات مغلقة حول التحديات الملحة.
بعد اجتماعات في الدوحة والقاهرة وعمان وواشنطن العاصمة وميونخ، سيجتمع أعضاء مجموعة مشاورات الشرق الأوسط الآن في العلا.