بوادر انفراج في أزمة الكاكاو.. هل ستنخفض أسعار الشوكولاتة؟
بوادر انفراج في أزمة الكاكاو.. هل ستنخفض أسعار الشوكولاتة؟
بدأت أزمة الكاكاو العالمية تظهر بوادر انفراج مع تحسّن المحاصيل في أميركا الجنوبية وتراجع الطلب، ما يضع السوق على مسار فائض للعام الثاني على التوالي.
ويتوقع محللون ومتداولون استطلعت بلومبرغ آراءهم أن يتجاوز الإنتاج الاستهلاك بنحو 186 ألف طن في موسم 2025-2026 الذي يبدأ الشهر المقبل، أي أكثر من ضعف فائض الموسم الحالي.
يساعد هذا التحسن على إعادة تكوين المخزونات العالمية التي استنزفتها مواسم حصاد ضعيفة في غرب أفريقيا، أحد أهم مناطق إنتاج الكاكاو. وكان هذا النقص دفع العقود الآجلة في نيويورك إلى الارتفاع بأكثر من أربعة أضعاف خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حتى بلغت مستوى قياسياً في ديسمبر، ما رفع أسعار الشوكولاتة على المستهلكين.
تحسن الإنتاج في أمريكا الجنوبية
رغم أن الأسعار ما زالت عند مستويات تاريخية، فقد تراجعت بنحو 40% منذ بداية العام مع انخفاض استهلاك الشوكولاتة ولجوء المصانع إلى تعديل وصفاتها، فيما يعزز تحسّن المحاصيل المرتقب احتمال الحد من موجات صعود جديدة.
وقال أوران فان دور، المحلل في "رابوبنك" على هامش منتدى الكاكاو الأوروبي الأسبوع الماضي "من المتوقع أن تواصل الأسعار تراجعها على المديين القصير والمتوسط".
يعود جانب كبير من تحسّن الإمدادات إلى أميركا الجنوبية. ففي غانا وساحل العاج، أكبر منتجي الكاكاو في العالم، يحصل المزارعون على سعر ثابت تحدده الحكومة، ما قلّص استفادتهم المباشرة من موجة ارتفاع الأسعار. أما في الأسواق الأكثر تحرراً، فقد دفع صعود الأسعار المزارعين إلى توسيع المساحات المزروعة، وبدأت الأشجار الجديدة بإنتاج محاصيلها.
في الإكوادور، ثالث أكبر منتج عالمياً، يُتوقع أن يرتفع الإنتاج بنحو 5% ليصل إلى 580 ألف طن في الموسم المقبل بفضل تحسّن الغلال وإضافة مزارع جديدة، وفق ما قاله خوليو موسكوسو، المدير التجاري لشركة "لاتام كوموديتي ترايدرز" (Latam Commodity Traders) على هامش المنتدى الأوروبي للكاكاو.
وأشار فلاديمير زينتيك، المتداول في مجموعة "ستون إكس"، إلى أن هذه الزيادة، إلى جانب نمو الإنتاج في دول مثل البيرو وكولومبيا وفنزويلا، قد تعزز إنتاج أميركا الجنوبية بما يصل إلى 100 ألف طن، ما لم تعرقل الأحوال الجوية ذلك.
يضغط ارتفاع أسعار حبوب الكاكاو على الطلب، إذ يرفع صانعو الشوكولاتة أسعار منتجاتهم، ما يزيد احتمالات تراكم الفائض. ويتوقع محللون ومتداولون أن يواصل الاستهلاك تباطؤه مع تقليص المستهلكين مشترياتهم، ولجوء بعض المضانع إلى شراء كميات أقل أو إدخال بدائل للكاكاو بهدف خفض التكاليف.
وتراجع نشاط الطحن في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية خلال الربع الثاني، فيما قد تكشف البيانات الفصلية المقبلة عن مزيد من الانخفاض.
مع ذلك، ما زال الإنتاج في دول غرب أفريقيا، أهم مناطق زراعة الكاكاو، يواجه صعوبات في العودة إلى مستويات الذروة، بسبب الطقس غير المساعد وتقدّم أعمار الأشجار وانتشار أمراض المحاصيل مثل تورم البراعم ما يشكّل خطراً أساسياً على الإمدادات.
توقّع متوسط تقديرات خمسة متداولين أن يبلغ إنتاج ساحل العاج نحو 1.8 مليون طن، وهو مستوى يقترب من إنتاج الموسم الحالي.
ويراقب المتعاملون الظروف المناخية، إذ تُسهم عودة الأمطار في تعزيز رطوبة التربة، بعد واحدة من أشدّ موجات الجفاف المسجلة خلال شهري يوليو وأغسطس.
وقال فان دورت: "على الرغم من تحسن معدلات الأمطار خلال الأسبوع الماضي، والتوقعات التي تشير إلى مزيد من الهطولات، فإن الأحوال الجوية بشكل عام لم تكن مثالية لإنتاج موسم 2025-2026". ومن المرجّح أن تكون الظروف السائدة خلال الشهرين الماضيين قد تسببت في خفض بعض التوقعات بشأن الإنتاج".