تمضي شركة "هلا" السعودية نحو بناء بنك رقمي مستقبلي يركز على تلبية احتياجات المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك بعد أن بدأت أعمالها في قطاع المدفوعات، وانتقلت مؤخراً إلى تقديم خدمات التمويل، عقب انتهاء جولة تمويل نجحت خلالها في جمع 157 مليون دولار.
في مقابلة مع "الشرق"، قال ماهر لوبيه، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، إن "هلا" تخدم حالياً نحو 140 ألف منشأة، ويُشكل قسم المدفوعات المصدر الأكبر للإيرادات في الوقت الراهن. لكنه أشار إلى أن قطاع التمويل يمثل فرصة نمو كبيرة، ومن المتوقع أن يُشكل مستقبلاً الحصة الأكبر من الإيرادات، نظراً لكون السوق لا يزال غير مخدوم بالشكل الكافي.
وأوضح لوبيه أن معدل النمو السنوي المركب للشركة خلال السنوات الخمس الماضية يتراوح بين 60% و70%، مشيراً إلى أن وتيرة النمو تتباطأ مع تقدم الشركة في مراحلها، إلا أن "هلا" تستهدف الحفاظ على معدل نمو سنوي يقارب 50% خلال الفترة المقبلة.
وكشف أن الشركة تمكنت من الوصول إلى نقطة التعادل في الأرباح قبل الفوائد والضرائب (EBIT) اعتباراً من بداية عام 2025، ما يعكس تحسناً في الأداء المالي وسط خطط توسع طموحة.
وأشار إلى أن "هلا" تخطط للإدراج في السوق المالية السعودية الرئيسية، حيث يجري العمل حالياً على إجراءات الطرح ومتطلباته، متوقعاً أن يتم الإدراج في عام 2027.
توسع إقليمي بعد جولة التمويل
وحول خطط التوسع الجغرافي، أوضح لوبيه أن "هلا" تعتزم التركيز على السوق السعودي، ومن ثم التوسع في أسواق الخليج، على أن يلي ذلك دخول السوق المصري، الذي وصفه بأنه "لا يمكن التغاضي عنه رغم التحديات المرتبطة به".
كانت شركة "هلا القابضة" قد أعلنت عن جمع 157 مليون دولار ضمن جولة تمويل من الفئة (B)، بقيادة صندوق The Rise Fund التابع لشركة TPG العالمية، وبمشاركة شركة سنابل للاستثمار المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF).
وأوضحت الشركة في بيان أن هذا التمويل سيُستخدم لتعزيز مكانة "هلا" في السوق السعودي، وتوسيع مجموعة خدماتها المالية، خصوصاً في مجال التمويل الموجه للشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، إلى جانب دعم خطط التوسع الإقليمي خلال المرحلة المقبلة.
تُعد "هلا" منصة تقنية مالية (فينتك) تركز على تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من إدارة إيراداتها ومدفوعاتها، من خلال حلول رقمية متكاملة تسهم في تسريع نموها وتحقيق التحول المالي لتلك الفئة الحيوية من الاقتصاد.
