جيل زد والأرق المالي .. كيف يسرق القلق الاقتصادي نومهم؟
جيل زد والأرق المالي .. كيف يسرق القلق الاقتصادي نومهم؟
تضخم مرتفع، ومعدلات بطالة في ازدياد، وعدم استقرار اقتصادي يلوح في الأفق. يعاني عديد من الشباب، وبالأخص جيل زد، من آثار هذه الأزمة الاقتصادية التي تؤثر في حياتهم المالية وصحتهم النفسية وحتى نومهم.
وفقا لبيانات شركة "أميراسليب" لمراتب النوم، يعاني نصف الأمريكيين من صعوبة في النوم بسبب التوتر المالي. لكن الوضع أسوأ لدى جيل زد، حيث يُعتبر الجيل الأكثر تأثرا بالقلق بشأن المال. أظهرت الدراسات أن 7 من أصل 10 من جيل زد يواجهون صعوبة في النوم بسبب التوتر المرتبط بارتفاع الأسعار، وزيادة تكاليف الإيجار، والقلق حول الأمان الوظيفي.
رغم أن هذه المشكلة مرتبطة بعوامل اقتصادية أوسع مثل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فإن تأثيراتها في جيل زد تعتبر الأكثر وضوحا، حسب ما ذكرت مجلة فورتشن.
ولكن كيف يتعامل هؤلاء الشباب مع قلقهم المتزايد؟ بشكل مفاجئ، عديد منهم يلجأون إلى البقاء في السرير والراحة، وهي سلوكيات سلبية تهدف إلى التهرب من المشكلات عن طريق قضاء ساعات طويلة في السرير، غالبًا ما يترافق ذلك مع مشاهدة التلفاز أو التصفح المستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اعترف واحد من كل ثلاثة من جيل زد بقضاء ساعات طويلة في السرير بدلاً من اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة القلق.
رغم أن هذه العادات قد توفر راحة مؤقتة، فإنها في الواقع لا تعالج السبب الجذري للتوتر، بل قد تجعل الأمور أسوأ. "قد تشعر بالراحة في البداية، لكن ذلك يمكن أن يؤثر في نمط نومك ويجعلك تشعر بالتعب لاحقًا"، كما تحذر الدراسة.
ينصح الخبراء باتباع خطوات استباقية لإدارة القلق المالي وتحسين العادات الصحية للنوم. أحد هذه الحلول هو إنشاء "نافذة القلق"—أي تخصيص وقت محدد خلال اليوم لمدة 15-20 دقيقة لتدوين المخاوف المتعلقة بالمال وحلولها المحتملة. يمكن أن يساعد ذلك على تقليص تأثير هذه المخاوف في النوم ليلاً، حيث يمكن للفرد طمأنة نفسه أنه قد عالج المشكلة فعلا.
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من التصفح المستمر أو "الدوامة الرقمية"، يُنصح بوضع "حظر على الهاتف" قبل ساعة من النوم. يمكن أن يساعد وضع الأجهزة بعيدًا عن غرفة النوم في الحد من إغراء تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو متابعة الأخبار، ما يزيد التوتر.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تحسين الوضع المالي على تقليل القلق وزيادة الشعور بالاستقرار. ينصح الخبراء بتحديد أهداف مالية صغيرة وقابلة للتحقيق، مثل بناء صندوق طوارئ أو سداد دين صغير، وذلك لتخفيف التوتر المالي. كما يُنصح بتتبع الدخل والنفقات والديون لمدة شهر على الأقل للحصول على صورة واضحة عن الوضع المالي، ما يساعد على تقليل القلق الناتج عن الجهل أو القلق المفرط.
في النهاية، رغم أن القلق المالي لجيل زد قد لا يختفي بين ليلة وضحاها، فإن اتباع هذه الخطوات الاستباقية يمكن أن يساعد على تخفيف بعض التوتر واستعادة النوم الجيد. من خلال مواجهة المخاوف مباشرة وتجنب أساليب التهرب، يمكن لشباب اليوم استعادة السيطرة على مستقبله المالي وصحته النفسية.