صناعة الأقلام العالمية .. النهاية لم تكتب بعد

صناعة الأقلام العالمية .. النهاية لم تكتب بعد

صناعة الأقلام العالمية .. النهاية لم تكتب بعد

منذ عقود، والقلم الأداة الأولى للتعبير والتدوين والتعلّم، ومكان الفكرة الأولى، لكن مع صعود الأجهزة اللوحية والأقلام الرقمية والتطبيقات الذكية بدأت مكانته تهتز في حياة الناس اليومية.

اليوم، لم تعد الكتابة مقتصرة على الورق، بل أصبحت مجرد لمسة على شاشة، ورغم ذلك لا يزال القلم يظهر في مشاهد كثيرة في يد طالب أو على مكتب موظف، أو في حقيبة معلم.

"الاقتصادية" طرحت سؤالاً في معرض القرطاسية المقام في الرياض، حول حقيقة تراجع نسب استخدام القلم "الأداة العتيقة"، أم أنه يعيد تشكيل حضوره بصمت في زوايا التعليم والمهن اليومية؟

مدير التسويق في الشرق الأوسط في شركة "بايلوت" اليابانية مساتو حمادة، كشف عن عدة مؤشرات تؤكد استمرار الطلب على الأقلام التقليدية رغم التطورات التكنولوجية.

قال حمادة إن القلم لا يزال حاضرًا بقوة في السوق السعودية، خصوصًا في قطاع التعليم، حيث لا يزال يشكّل الوسيلة الأولى والأساسية للتعلّم، مبينا أنه رغم تأثير التكنولوجيا وانخفاض استخدام القلم حول العالم في عدة مناطق إلا أن السوق السعودية تتميز بارتفاع عدد الطلاب إذ يوجد أكثر من 7 ملايين طالب في المدارس ولا يزال القلم الوسيلة الأولى والأفضل.

تأسست الشركة اليابانية "بايلوت" عام 1918 وتُعد من أقدم الشركات المصنعة للأقلام في العالم، وتشتهر بعدة أنواع من الأقلام، مثل قلمها الشهير الملقب بالسوق السعودية قلم أبو مساحة "فريكسيون"، والذي بلغت مبيعاته في 2025، 10 ملايين ريال حتى الآن.

التركيز على الفخامة والتصميم الكلاسيكي
تبرز عدة شركات عالمية في مجال صناعة الأقلام منها من ركز على الفخامة والتصميم الكلاسيكي ومنها من اتجه نحو الابتكار والوظائف اليومية، مثل "بايلوت" اليابانية.

وتحظى شركات مثل "مون بلان" الألمانية التي تأسست عام 1906 بمكانة مرموقة في عالم الأقلام الفاخرة وتستخدم منتجاتها في المناسبات الرسمية وعلى مكاتب التنفيذيين، إضافة إلى شركة "باركر" البريطانية و "بيك" الفرنسية.

تحديات السوق
حول التحديات التي تواجه السوق، قال حمادة إن أقلام"أبل" الرقمية تشكل خطراً وتهديداً على سوق الأقلام التقليدية، مبينا أن الطالب لا يزال بحاجة إلى القلم التقليدي لترسيخ المعلومة، بينما الأقلام الإلكترونية قد تكون دقيقة لكنها معرضة للأخطاء وهذا لايخدم العملية التعليمية بشكل كافي.

أما عن أرقام السوق، أكد حمادة أن حجم مبيعات الأقلام في السعودية خلال عام 2025 يُقدّر بـ 150 مليون ريال، تبلغ حصة "بايلوت" منها 10%.

وأشار إلى أن أداء سوق الأقلام تختلف من منطقة لأخرى حيث تشهد السوق اليابانية تراجعًا نتيجة انخفاض عدد السكان بينما تسجّل الأسواق الإفريقية والشرق الأوسط وعلى رأسها السعودية نموًا ملحوظًا بفضل التزايد السكاني وارتفاع معدلات التعليم.

وأوضح أن السوق الآسيوية وخاصة إندونيسيا، تعد من الأسواق الأسرع نموا عالميا لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية السوق السعودية باعتباره الأقوى في منطقة الشرق الأوسط.

أشار حمادة إلى أن الابتكار يظل وسيلة الشركات لجذب المستهلكين، حيث يعد قلم "فريكشن" أحد أبرز الابتكارات التي أسهمت في تعزيز موقع "بايلوت" في السوق، ويتميز هذا القلم بقدرته على المسح بعد الكتابة ما يجعلة مفضلاً للطلاب والمستخدمين اليوميين.

تاريخ الكتابة
يُعتقد أن تاريخ الكتابة بدأ نحو عام 3200 قبل الميلاد في منطقة بلاد الرافدين "العراق حاليًا"، حيث إن أقدم نظام كتابة هو الكتابة المسمارية وابتكرها السومريون واستخدموها لنقش الرموز على ألواح طينية لتسجيل المحاصيل والمعاملات التجارية، وتقريباً في نفس الحقبة ظهرت الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة.

وفي دلالة على استمرارية القلم، قال مدير مبيعات التصدير الدولي في شركة Snopake Brands البريطانية إن سوق القرطاسية عالميا يعيش تحولات متسارعة إذ باتت أكثر موسمية من السابق مع نمو بعض القطاعات، واستكشاف أخرى لفرص جديدة.

أما عن السوق الإقليمية، فيصفه بـ “السوق الصحي”، مؤكداً أن المنافسة في الشرق الأوسط صحية وتجعلك دائماً مستعد للمنافسة.

تشير التقارير الدولية إلى أن حجم سوق الأقلام العالمية بلغ 17.4 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 20.56 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2.7% خلال الفترة المتوقعة 2026-2032.

الأكثر قراءة