يعمل مركز مشاريع البنية التحتية في الرياض مع شركات مختصة لجمع وتحليل بيانات المشاريع، وإدخالها في نموذج ذكاء اصطناعي لاقتراح أفضل أوقات ومواقع تنفيذ المشاريع في العاصمة، وفق ما ذكره مدير عام الإستراتيجية الرقمية في المركز مجاهد العبدان.
وقال العبدان: على سبيل المثال، في 2025، ساعدنا النموذج على تجنب 140 ألف تضارب داخل المدينة فقط، ما يدعم النمو السريع للرياض.
وناقشت جلسة من منتدى البنية التحتية 2025 كيفية توظيف التكنولوجيا في تحسين التخطيط والتنفيذ لمشاريع البنية التحتية، وتسليط الضوء على الابتكار الرقمي كأداة أساسية لدعم المدن الذكية.
مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يدير دورة حياة كاملة للمشاريع بدءا من التخطيط والتنسيق مرورا بالإشراف وإصدار التصاريح، وفقا للعبدان الذي أشار إلى أن جودة الحياة للمواطنين والزوار تنجح من خلال تقليل الاختناقات والتلوث وتحسين السلامة حول مناطق البناء، إضافة إلى دعم الاقتصاد عبر ضمان تسليم المشاريع في الوقت المحدد، ضمن الميزانية، وبأقل الموارد المطلوبة.
من جانبها، أكدت كريستينا نيكوليسكو، مديرة التحول الرقمي في مجموعة نيميشيك (Nemetschek Group)، أن المدن الذكية ليست مجرد بنية تحتية رقمية، بل رؤية تعيد صياغة طريقة تفكير الحكومات في النمو وتقديم الخدمات.
وأشارت إلى أن مشاريع مثل نيوم تدفع بتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والخدمات الرقمية لتوليد وظائف نوعية للمواطنين السعوديين، وتحقيق خدمات ذكية في الصحة، التعليم، والتنقل.
وعودا على العبدان الذي قال إن البيانات الجغرافية المكانية والبيانات الصحيحة المركزية ضرورية لتحسين جودة اتخاذ القرارات، سواء بيانات المنشآت القائمة أو خطط المشاريع المستقبلية. الأجهزة المتصلة بالإنترنت، شبكات 5G، والحوسبة السحابية كلها تخدم هدفًا واحدًا، ويعتمد اختيار التكنولوجيا على الحالة العملية.
الإحصاءات الرسمية تظهر أن عدد سكان منطقة الرياض بلغ نحو 8 ملايين نسمة ما يمثل نحو ربع سكان السعودية الذين يقدّر عددهم بأكثر من 35 مليون نسمة وفق أحدث بيانات 2024.
وفي الجانب اللوجستي، أوضح علاء بنابيلة، مدير المناطق اللوجستية الجديدة بوزارة النقل أن السنوات المقبلة ستشهد مشاريع ضخمة للبنية التحتية اللوجستية، مع تفعيل 59 منطقة لوجستية على مساحة 110 ملايين متر مربع، وتطوير مستودعات من الدرجة A، مع إشراك القطاع الخاص في هذه الرحلة.
وأضاف: بعد الجائحة ارتفعت نسبة التوصيل النهائي والتجارة الإلكترونية بأكثر من 80%، والرياض لديها 8 مداخل رئيسية، والمساحة المطلوبة نحو 50 مليون متر مربع، ونسبة الإشغال الحالية للمستودعات أكثر من 90%. لذا نعمل على توزيع البنية التحتية والمستودعات، ونطبق حلولًا مثل الميكرو-مراكز والمستودعات المظلمة لتطوير التوصيل النهائي، نقدر الحاجة إلى 12 منطقة لوجستية بمساحة 51 مليون متر مربع، أي نصف إجمالي المناطق اللوجستية في السعودية.
المدير التنفيذي لحوكمة البيانات الجغرافية في الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجغرافية المهندس علي عواجي قال إن المعلومات المكانية تعد العمود الفقري للتخطيط الحضري وتشغيل البنية التحتية، حيث تم تحديد 15 موضوعا أساسيا لدعم التخطيط والخدمات في قطاعات متعددة مثل النقل، الصحة، والتعليم، مع دمج الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة هذه العمليات.
