ارتفعت أعداد الشركات الفرنسية التي تبحث عن شراكات واستثمارات في السوق السعودية في قطاعات تتضمن المجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي والصناعة، بنحو 20% خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي 2024، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" القنصل الفرنسي في جدة محمد نهاض.
وأكد أن هناك توافدا كبيرا من الشركات الفرنسية إلى السوق المحلية التي تعد وجهة جيدة، ولا سيما مع وجود مشاريع قيد الدراسة يتم مناقشتها مع الشركات السعودية في قطاعات الصناعة والطاقة ومن المتوقع الإعلان عنها خلال نهاية العام الحالي، إضافة إلى مشاريع في مجال السياحة والثقافة والمجالات الرقمية.
وفي سياق متصل، وقّعت شركة نسما وشركاه مع مجموعة سور الفرنسية، مذكرة تفاهم إستراتيجية لدعم تحول قطاع المياه في السعودية بهدف تطوير مشاريع متقدمة في قطاع المياه والسعي لبناء كيان رائد في منظومة المياه في السعودية.
القنصل الفرنسي أوضح عقب التوقيع الذي تم في في مقر إقامته بجدة، أن الاتفاقية تأتي لتقديم حلول تناسب السوق السعودية والأسواق الإقليمية في الخليج وشمال إفريقيا، مع النمو الكبير للشركات الفرنسية الراغبة في تعزيز وجودها في السوق السعودية.
وتركز المبادرة على مشاريع تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، وتشمل تطوير المشاريع، والهندسة، والمشتريات، والإنشاء، إضافة إلى التشغيل والصيانة طويلة الأمد. وبالاستفادة من قدرات نسما وشركاه في التنفيذ وحلول سور الرقمية المتقدمة، حيث سيقدم الطرفان خدمات متكاملة تعزز أنظمة المياه في السعودية، وتُحسن استخدام الموارد، وتدعم أجندة الاستدامة الوطنية.
من جهته أوضح لـ"الاقتصادية" سامر عبدالصمد الرئيس التنفيذي لشركة نسما وشركاه أن هذه الاتفاقية السعودية - الفرنسية تشمل مشاريع المياه على مستوى السعودية كلها، حيث يتم حاليا مناقشة أفضل المشاريع التي سيتم العمل عليها نظرا لوجود التكنولوجيا والتصاميم الهندسية من جهة الشركة الفرنسية والاستفادة منها في المشاريع السعودية لرؤية 2030.
شركة نسما هي شركة سعودية ذات ملكية خاصة، ولديها محفظة أعمال عبر قطاعات متعددة في السعودية، والإمارات ومصر وتركيا، وتعمل في قطاعات الإنشاءات، الطاقة والكهرباء، النفط والغاز، العقارات وإدارة الممتلكات، الضيافة والسياحة، الموانئ والخدمات البحرية والشحن، الطيران والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتقنية المعلومات.
الرئيس التنفيذي أفاد بأن الشركة الفرنسية ستقوم بنقل الخبرات والتقنيات، لتطبيقها في المشاريع السعودية، وهناك سعي للتواصل مع الجهات الراغبة في إنشاء المشاريع على مستوى السعودية، مشيرا إلى أن الاتفاقية ستكون على مدى سنتين وقابلة للتجديد، وهناك توجه لأن تكون المشاريع حاليا في السعودية، وبعد ذلك سيتم التوجه إلى خارج السعودية لمشاريع منظومة المياه والصرف الصحي.
بدوره قال باتريك بليثون الرئيس التنفيذي لمجموعة سور خلال كلمته "يشكل هذا التعاون مع نسما وشركاه مرحلة جديدة في مسيرة سور داخل السعودية، إذ تعكس الشراكة قناعتنا بأن التعاون المحلي هو الأساس لبناء قيمة مستدامة وتحقيق التحول".
يشار إلى أن مجموعة سور تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 90 عاماً، وتعمل في أكثر من 20 دولة، وهي شركة متخصصة حصرياً في قطاع المياه، ولها حضور في السعودية منذ أكثر من 15 عاماً.
كما أصبحت أول شركة مياه تُصدر "السندات الزرقاء"، وتخدم 20 مليون مستهلك، وتتعاون مع 9,200 جهة محلية وصناعية، وفي 2024، حققت المجموعة إيرادات تفوق 2.3 مليار يورو.
وبيَّن بليثون أنَّ الشراكة تركز أيضاً على معالجة المياه الصناعية عبر عقود الامتياز والتشغيل، وتطوير محطات المعالجة من التصميم حتى التشغيل طويل الأمد، إلى جانب تنفيذ مشاريع في القطاعات الحضرية والصناعية المتنامية بالمملكة. وتتماشى هذه المبادرات مع أهداف برنامج التحول الوطني لضمان استدامة الموارد الحيوية وتعزيز البنية التحتية المرنة.

