هل تخاف من انهيار سوق الأسهم؟ التاريخ يقول لا تقلق
هل تخاف من انهيار سوق الأسهم؟ التاريخ يقول لا تقلق
مع اقتراب مؤشرات سوق الأسهم العالمية من مستويات قياسية جديدة، قد يشعر المستثمرون بالخوف من الارتفاعات الكبيرة، متسائلين: ماذا لو ساءت الأمور فجأة، وهبطت الأسهم هبوطا حادا، ما يمحو المكاسب؟
شركة ألاينس بيرنشتاين التي تدير أصولا بقيمة 785 مليار دولار، تقول إن هذا القلق أمر طبيعي، ولكنها وجدت في تحليل حديث أن ارتفاعات السوق تستمر عادة في السنوات التي تلي بلوغ ذروة جديدة.
وحسب بيزنس إنسايدر، صرحت الشركة في التقرير أنه من المعتقدات الشائعة بأن الأسواق عندما تصل إلى مستويات قياسية، فإن التراجع يكون وشيكا. وهذا التفكير يجعل المستثمرين مترددين في بدء او زيادة الاستثمار في الأسهم. ومع ذلك، تحليلنا لأكثر من 11 ألف يوم تداول منذ عام 1980 يروي قصة مختلفة."
خلال الـ 45 سنة الماضية، إذا استثمر شخص ما في يوم سجل فيه مؤشر إس آند بي 500 أعلى مستوى له على الإطلاق، لكان متوسط العائد خلال سنة واحدة 10.5 %، وهو نفس متوسط العائد الذي كان سيحققه لو استثمر في أي يوم عشوائي وفي كلتا الحالتين، كانت احتمالية تحقيق عائد إيجابي 78%.
وعلى مدار ثلاث سنوات بعد الاستثمار في يوم وصل فيه المؤشر إلى مستوى قياسي جديد، بلغ متوسط العائد 36.7%، متجاوز متوسط العائد البالغ 33.8% لأي يوم تداول عشوائي. وكانت هناك احتمالية 87 % لتحقيق عائد إيجابي بعد ثلاث سنوات من الاستثمار عند مستوى قياسي، و94% لأي يوم تداول عشوائي.
أرجعت "ألاينس بيرنشتاين هذا النمط إلى نمو الأرباح"، مؤكدة أن الأسواق قد تواجه تقلبات لأسباب مختلفة، من الضغوط الاقتصادية الكلية إلى الاضطرابات الجيوسياسية، ومع ذلك، على المدى الطويل، يتم تحديد أسعار الأسهم في نهاية المطاف بأداء الأرباح. وعندما تكون الأرباح في ارتفاع، فهي عادةً لا تتوقف فجأة، بل تستمر في النمو حتى تتباطأ تدريجيًا."
و رغم أن البيانات تشير إلى مزيد من الصعود، فإن كل دورة اقتصادية مختلفة، والنتائج السلبية وارده، ومن المخاطر المتزايدة في تحرك السوق ظهور ضعف في سوق العمل، حيث أضافت الولايات المتحدة 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس، وفقا لمكتب إحصاءات العمل، ومع أن معدل البطالة ارتفع قليلا فقط، تراجعت الأسهم على أثر هذا الخبر.
كما أثبت التضخم صعوبة في الانخفاض إلى 2%، وتهدد الرسوم الجمركية بزيادة الأسعار الاستهلاكية، مما أوقف دورة خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، رغم توقعات بخفض المعدل الأساسي في اجتماع سبتمبر المقبل.
رغم المخاطر الاقتصادية، صرح مو هاجبين، رئيس الصناديق الاستراتيجية في "بروشيرز"، لموقع بيزنس إنسايدر أن السوق المالي آمنة نسبيا في الوقت الحالي، مع استعداد الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف تخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة. ويشير إلى أن الأسواق عادة تحقق أداء جيدا بعد أولى تخفيضات الفائدة، مستعرضا التاريخ كدليل.
وتتفق "ألاينس بيرنشتاين" مع هذا الرأي، محذرة من أن التردد في الاستثمار عند وصول المؤشرات لمستويات قياسية قد يؤدي إلى تفويت فرص مهمة للعوائد. ورغم شعور المستثمرين بالحذر عند تسجيل الأرقام القياسية، فإن البيانات التاريخية تشير إلى استمرار احتمالية تحقيق أرباح في المستقبل القريب والمتوسط.