الأسواق تحبس أنفاسها.. الأسهم تقفز والدولار يترنح قبيل تقرير الوظائف الأمريكية

الأسواق تحبس أنفاسها.. الأسهم تقفز والدولار يترنح قبيل تقرير الوظائف الأمريكية

الأسواق تحبس أنفاسها.. الأسهم تقفز والدولار يترنح قبيل تقرير الوظائف الأمريكية

امتدت شرارة صعود الأسهم في وول ستريت إلى آسيا مع تزايد المؤشرات على تباطؤ سوق العمل، ما عزز الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة هذا الشهر.

صعدت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.7%، فيما تعافت المؤشرات في منطقة الصين الكبرى بعد تراجعها الخميس. كما ارتفعت عقود مؤشر "إس آند بي 500" المستقبلية بنسبة 0.2% بعدما أغلق عند مستوى قياسي، وأشارت العقود أيضاً إلى افتتاح قوي للأسواق الأوروبية. أما الأسهم اليابانية فقد ارتفعت بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً لتطبيق اتفاقه التجاري مع اليابان.

عين الأسواق على بيانات الوظائف
استقرت سندات الخزانة الأمريكية بعد موجة صعود الخميس، مع بقاء عائد السندات لأجل عامين (الأكثر حساسية لقرارات السياسة النقدية) قرب أدنى مستوى في عام.

يوجد شبه إجماع في أسواق المال على توقعات خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، ويتوقع التجار خفضين على الأقل بحلول نهاية العام. في المقابل، تراجع الدولار أمام عملات مجموعة العشر، بينما يتجه الذهب لتحقيق مكاسب أسبوعية ثالثة.

تعكس هذه التحركات أحدث القراءات الخاصة بالتوظيف ومطالبات إعانة البطالة قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية اليوم الجمعة، والتي يُتوقع أن تمدد أضعف فترة لنمو الوظائف منذ جائحة كورونا. فقد أدى ضعف الطلب وارتفاع التكاليف وسياسات ترمب التجارية غير المتوقعة إلى تباطؤ التوظيف، ما يزيد الضغوط على الفيدرالي لدعم سوق العمل.

آمال خفض الفائدة الأمريكية
قال ستيف سوسنيك من مؤسسة "إنترأكتيف بروكرز" (Interactive Brokers): "الكثير من المستثمرين يأملون بخفض الفائدة، لكن يجب أن نتذكر أن علينا الحذر فيما نتمنى. البيانات تُظهر تباطؤاً تدريجياً دون انهيار ستكون مناسبة لهذا الهدف. أما الأرقام المتدهورة فقد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من الخفض، لكنها قد تثير أيضاً القلق من أنه تأخر كثيراً عن اللحاق بالتطورات".

في سياق منفصل، وقع ترمب أمراً تنفيذياً يطبق الاتفاق التجاري مع اليابان، والذي يقضي بفرض رسوم جمركية قصوى بنسبة 15% على معظم المنتجات الأمريكية. ويشمل الاتفاق أيضاً التزام اليابان بإنشاء صندوق استثماري بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة. تم التوصل للاتفاق في يوليو لكنه لم يُصادق عليه قبل الآن بسبب مفاوضات مطولة بين واشنطن وطوكيو حول تفاصيله.

وبحسب مسؤول أمريكي، التقى كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين ريوسي أكازاوا بالرئيس ترمب في واشنطن هذا الأسبوع لمناقشة الاتفاق. وفي الوقت نفسه، أعلن ترمب أنه سيفرض قريباً رسوماً جمركية على واردات أشباه الموصلات، لكنه سيستثني منتجات شركات مثل "آبل" التي تعهدت بزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة.

الأسهم الصينية تنفض الخسائر
في الصين، ارتفع مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) بنحو 1% اليوم الجمعة بعد أن خسر 2.1% في الجلسة السابقة إثر تقرير أفاد بأن الجهات التنظيمية المالية تدرس اتخاذ إجراءات تهدئة بعد صعود السوق بنسبة 10% في أغسطس.

ويستعد المتعاملون الآن لبيانات الوظائف الأمريكية. وتشير التوقعات إلى أن نمو الوظائف في أغسطس بلغ 75 ألف وظيفة فقط، وهو الشهر الرابع على التوالي الذي يقل فيه التوظيف عن 100 ألف وظيفة. ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ 2021.

السندات "تتجاوز مرحلة الخوف"
بحسب المحللة الاستراتيجية للأسواق في بلومبرغ ماري نيكولا تجاوزت "أسواق السندات مخاوفها الأخيرة لتوجه الأنظار إلى بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، لكن الحفاظ على هذا الزخم يتطلب توازناً دقيقاً. فأي تباطؤ حاد في البيانات قد ينعش مخاوف الركود، فيما الأرقام القوية قد تعرقل وتيرة التيسير وتزيد الضغوط السياسية على الفيدرالي، مع استمرار مخاطر الاستدامة المالية والركود التضخمي".

وأظهرت البيانات الأخيرة قبل التقرير المنتظر أن طلبات إعانة البطالة الأمريكية ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ يونيو، فيما أضاف القطاع الخاص 54 ألف وظيفة فقط بحسب بيانات شركة "إيه دي بي" (ADP)، وهو معدل أقل من التقديرات. كما تراجعت خطط التوظيف إلى أضعف مستوى مسجل لأي شهر أغسطس، وفق شركة "تشالنجر، غراي آند كريسماس" (Challenger, Gray & Christmas).

ميول الفيدرالي في سبتمبر
قال جيمي كوكس من مجموعة "هاريس فاينانشيال" (Harris Financial Group): "انتهت فترة التساهل التي حظي بها الفيدرالي فيما يخص سوق العمل. يمكنكم أن تتوقعوا أن يميل البنك لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر".

يأتي ذلك بعدما أثارت بيانات التوظيف الضعيفة الصادرة بعد اجتماع يوليو قلقاً أكبر، فيما لمح رئيس الفيدرالي جيروم باول مؤخراً إلى أن خفض الفائدة قد يكون مبرراً بسبب "تغير موازين المخاطر".

الأكثر قراءة