"مجلس الذهب" لـ"الاقتصادية": ارتفاع الأسعار يزيد إقبال الكيانات على المعدن الأصفر
"مجلس الذهب" لـ"الاقتصادية": ارتفاع الأسعار يزيد إقبال الكيانات على المعدن الأصفر
دفعت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي مشتري الذهب الأفراد إلى مزيد من الحذر بشأن توجيه مدخراتهم إلى المعدن الأصفر، بينما عززت عمليات الشراء من جانب المؤسسات، توقعات ارتفاع الأسعار، وفقا لأندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسات العامة في مجلس الذهب العالمي.
مع تحول الأفراد عن الذهب، وتفضيل المجوهرات الأخف وزنا أو الأقل قيراطًا بدلًا من القطع الأثقل، بلغت نسب الإدخار النقدي مستويات شبه قياسية.
وسجلت أسواق الذهب تعاملات استثنائية، رغم ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، حيث شهدت أفضل أداء استثماري في النصف الأول من العام منذ 2020، بحسب نايلور الذي أشار إلى أن الأداء القوي، عزز تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، والإقبال على السبائك والعملات، واستمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية.
رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسات العامة في مجلس الذهب العالمي أكد أن ارتفاع الأسعار أثر سلبًا في إقبال المستهلكين الأفراد، الذي تراجع إلى مستوى لم يسجل منذ الجائحة، لا سيما في الصين والهند، بالتزامن مع هبوط أسعار العقارات والتوترات التجارية.
يشار إلى أنه في الولايات المتحدة، قلل النمو المرن والأسهم القوية من الحاجة الملحة إلى الملاذ الآمن، بينما أدى التهديد بفرض رسوم جمركية على بعض منتجات السبائك إلى اضطرابات قصيرة الأجل في السوق، والتي تراجعت لاحقا. بشكل عام، أدى عدم اليقين بشأن التجارة والنمو إلى جعل مستهلكي المجوهرات أكثر حساسية للأسعار، ولكنه عزز الطلب الاستثماري على الذهب، والذي له دوافع مختلفة.
في الشرق الأوسط، تراجع الطلب على المجوهرات 11% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2025. ورغم أن الشراء القوي خلال عيد الفطر ساهم في تعويض بعض نقاط الضعف في الربع الأول، إلا أنه من المرجح أن يؤثر استمرار ارتفاع الأسعار على الطلب على المجوهرات خلال بقية العام.
نايلور أضاف "في ظل ترقب المستثمرين لبيانات التضخم وقرارات أسعار الفائدة، تحافظ أسواق الذهب على قوتها، ويعزى الطلب إلى تدفقات الاستثمارات الآمنة، بما في ذلك في سوق التداول خارج البورصة، وصناديق الاستثمار المتداولة عالميًا، والاستثمار في السبائك والعملات، مشيرا إلى توقعات انخفاض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام تعزز جاذبية الذهب مع انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
وفيما يتعلق بعدد الأونصات المتوقع تداولها خلال الأشهر الأخيرة من 2025، وما هي توزيعات الشراء الجغرافية عبر مختلف الأسواق العالمية، أفاد المجلس أن أنماط الطلب خلال الأشهر الأخيرة من العام تشير إلى تباينات إقليمية قوية، إذ أن استثمار التجزئة في الصين سيظل المحرك الرئيسي، مع وصول الطلب على السبائك والعملات إلى مستويات قياسية حتى مع استمرار ضعف مبيعات المجوهرات.
كما تُظهر الهند انقساما مشابها: لا سيما مع انخفاض أحجام بيع المجوهرات، لكن الشراء في الأعياد والموسم، ومشتريات العملات والسبائك من الفئات الأصغر، لا يزال يدعم الطلب، بينما يحافظ الشرق الأوسط، على الضغوط التضخمية والتوترات الجيوسياسية على تدفقات استثمارية قوية، حيث تقود إيران ودول الخليج عمليات الشراء الإقليمية.
وشهدت أوروبا انتعاشًا، بقيادة ألمانيا، حيث يتركز الطلب على الملاذ الآمن على المنتجات الأخف وزنًا، بينما في الولايات المتحدة، ضعف الطلب على السبائك والعملات بسبب جني الأرباح والأسهم المرنة، على الرغم من أن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة لا تزال قوية.
وفي أماكن أخرى، تشهد أسواق رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مكاسب قوية بنسبة مئوية مزدوجة، باستثناء فيتنام، حيث تُثقل قيود القدرة على تحمل التكاليف كاهل المشترين، في حين تُبدي اليابان وكوريا الجنوبية اهتمامًا ثابتًا، ولا تزال سوق أستراليا قوية، وفقا لنايلور.