من المسابقات المدرسية إلى الأكاديميات الرسمية .. رحلة رعاية المواهب السعودية
من المسابقات المدرسية إلى الأكاديميات الرسمية .. رحلة رعاية المواهب السعودية
رغم أن مصطلح أو مفهوم "الأكاديمية" ظهر في العصر اليوناني، جاءت الكلمة من أكاديمية في اليونان القديمة، التي تشتق من البطل "أكاديموس"، ويعود أصل الاسم إلى مدرسة أفلاطون الفلسفية، المؤسسة نحو عام 385 قبل الميلاد، إلا أنه بدأ ينتشر في السعودية بعد قرار من مجلس الوزراء في 1999 بتأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ومن بعدها انتشرت الأكاديميات في شتى المجالات آخرها أكاديمية التسويق الإبداعي التي أعلن عنها في الرياض البارحة.
ومن المنتظر أن يجذب المهرجان السعودي للإبداع "أثر" المزمعة إقامته في أكتوبر المقبل أكثر من 3 آلاف شاب سعودي من الفئة العمرية بين 12 و15 عاما في ظل وجود 150 متحدثا و80 جهة عارضة وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" إيان فيرسيرفس، رئيس المهرجان.
حديث فيرسيرفس جاء خلال مؤتمر صحفي للجهة المنظمة للجنة كشف خلاله عن أبرز الفعاليات الجديدة والتي تشمل مركز تطوير المواهب، ومركز الرواد، ومسرح سعودي جيمر أرينا إضافة إلى عديد من الأنشطة وفرص التواصل، واستعرض القائمون على المهرجان تفاصيل النسخة الثالثة المقرر انطلاقها في أكتوبر المقبل في حي جاكس في مؤسسة بينالي الدرعية في الرياض.
وكان ميلاد أول أكاديمية في البداية على شكل برامج إثرائية، ثم مع تطورها أصبحت أكاديمية رسمية، واختلفت أنواع الأكاديميات بين رياضية وإبداعية وفنية، وحازت إقبالا واسعا، وأسهمت في تخريج عدد كبير من المواهب ودعم المشاريع المرتبطة بالاقتصاد الوطني.
كانت الأكاديميات في بدايتها مجرد برامج، ثم بعد 2010 بدأت تُعرف رسميًا باسم "الأكاديميات الإثرائية لموهبة"، لتصبح أول برامج علمية منظمة في السعودية بالشراكة مع الجامعات. أول برنامج أكاديمي منظم انطلق بين عامي 2000 و2003، حيث أطلقت موهبة برامج الإثراء الصيفية بالشراكة مع جامعات مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وفي 2004، انطلق المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين بالشراكة مع وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم، ليصبح أساس جميع الأكاديميات الإثرائية لاحقًا.
كما صرح محمد العايد، نائب رئيس المهرجان والرئيس التنفيذي لشركة تراكس، مشيرًا إلى أن المهرجان يوفر منصة للمواهب والشركات الناشئة لتبادل الخبرات وتحويل الأفكار إلى مشاريع عملية، مع مسارات متعددة تشمل التسويق عبر المؤثرين والفنون الإبداعية والألعاب الرقمية، وأشار إلى أن النسخة السابقة حققت نحو 247 مليون فرصة تفاعل، وتمت إضافة 14 فئة جديدة للجوائز ليصبح الإجمالي أكثر من 30 فئة.