هل تؤثر هجمات أوكرانيا على مصافي النفط الروسية في معروض الخام العالمي؟

مع تصاعد وتيرة هجمات أوكرانيا بالطائرات المسيرة على المصافي الروسية، يبرز سؤال مهم حول الأثر المحتمل لهذا الهجمات في أسواق النفط العالمية، إذا أدت إلى تدفق المزيد من الخام وزيادة المعروض المتاح للمشترين.

يقدر محللون حجم طاقة التكرير الروسية التي دمرتها هجمات المسيّرات الأوكرانيّة بما لا يقل عن 17%، أي ما يعادل نحو 1.1 مليون برميل يوميا، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، وهو ما يتوافق مع الرواية الأوكرانية.

سجلت الطاقة التكريرية المعطلة في روسيا مستوى قياسيا بلغ 6.4 مليون طن في أغسطس، بحسب "رويترز"، سواء بسبب تلك الهجمات أو نتيجة لأعمال الصيانة الدورية، وفقا لما ذكرته رويترز. ويزيد هذا الرقم 65% على توقعات سابقة.

تشير بيانات "بلومبرغ" لتتبع نشاط المصافي إلى تعطل اثنتين من المصافي الروسية بسبب "حدث غير متوقع". تبلغ الطاقة التكريرية لإحداهما 399 ألف برميل يوميا، بينما تصل الطاقة التكريرية للمصفاة الأخرى إلى 52 ألف برميل يوميا.

كذلك، تظهر البيانات إجراء أعمال صيانة مجدولة في 4 مصاف، تراوح طاقاتها الإنتاجية بين 285 و177 ألف برميل يوميا.

أوكرانيا تصعد هجماتها على المصافي الروسية

استهدفت أوكرانيا مصافي تكرير روسية كبيرة، بما في ذلك في مدن "سامارا" و"سيزران" و"فولجوغراد". كما استهدفت ميناء أوست -لوجا على بحر البلطيق، إلى جانب "ريازان" و"منشت" في جنوب روسيا.

أدت الهجمات الأوكرانية على مختلف المصافي الروسية إلى تعطيل طاقة تكريرية إجمالية بنحو 3.1 مليون طن هذا الشهر، بما يمثل 48% من إجمالي الطاقة الإنتاجية المعطلة.

وقالت روسيا اليوم الخميس إنها أخمدت حريقا في مصفاة نفط في منطقة "كراسنودار" الجنوبية، بعد أن أعلنت أوكرانيا استهداف مصفاتين خلال الليل، مما أدى إلى اندلاع حرائق في كلتيهما.

أزمة وقود في مناطق روسية وموسكو تؤكد كفاية الإمدادات

تعطل المصافي الروسية نتيجة للهجمات الأوكرانية أحدث اضطرابات في سلاسل إمداد المواد المكررة في روسيا، بحسب ما ذكرته تقارير صحفية.

ذكرت "الجارديان" أن البنزين نفد من محطات وقود في عديد المناطق الروسية، بينما ارتفعت الأسعار إلى مستويات قياسية واصطف السائقون في طوابير طويلة لساعات طويلة.

قفزت أسعار الجملة للبنزين 95 بنسبة 49%، بينما زاد بنزين 92 بنسبة بلغت 38% منذ مطلع العام ، بحسب صحيفة "ذا موسكو تايمز".

بيد أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن الإمدادات مستمرة وإن الوضع في السوق مستقر و"تحت السيطرة". حسبما نقلت عنه وكالة "تاس" الروسية.

وأصدرت الحكومة الروسية حظرا مؤقتا على تصدير البنزين حتى نهاية سبتمبر.

أين سيذهب خام المصافي الروسية المعطلة

أدت الهجمات على المصافي الروسية إلى ضخ المزيد من الخام نحو سوق التصدير، حيث نقلت "رويترز" عن 3 مصادر وصفتها بالمطلعة أن روسيا زادت كميات صادرات الخام المخطط لها في أغسطس من الموانئ الغربية بمقدار 200 ألف برميل يوميا.

غير أن مصادر أخرى في القطاع قالت إن زيادة معدلات تكرير الخام في المصافي العاملة قد تحد من أثر تعطل المصافي التي طالتها الهجمات.

مع هذه التطورات على الساحة الروسية الأوكرانية، تشهد أسواق النفط العالمية تقلبات ملحوظة.

انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أكتوبر المقبل 80.3% إلى 63.7 دولار للبرميل، بينما سجلت عقود خام برنت تسليم الشهر ذاته تراجعا بلغ 0.73% إلى 67.55 دولار بحلول الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش.

لكن الخامان ما زالا مرتفعين خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بأكثر من 6%، وفقا لبيانات "بلومبرغ".