ما الذي قد تتنازل عنه لتصبح مليارديرا بحلول سن الثلاثين؟
ما الذي قد تتنازل عنه لتصبح مليارديرا بحلول سن الثلاثين؟
في عالم ريادة الأعمال السريع، يثير الشاب إميل بار، البالغ من العمر 22 عامًا، جدلا واسعا بتصريحاته حول مفهوم التوازن بين العمل والحياة، فبالنسبة له، هذا المفهوم ليس سوى "فخ" يعيق الطموحين عن تحقيق ثروات ضخمة في سنواتهم الذهبية، ولكن ما الذي قد تضحي به لتصبح مليارديرا بحلول سن الثلاثين؟
في مقال رأي نُشر مؤخرا في صحيفة وول ستريت جورنال، تطرق إلى الجدل الدائر في أوساط القيادة، حيث يعتقد بعض الرؤساء التنفيذيين أن التوازن الصحي مفيد للموظفين والشركات، بينما يُصرّ آخرون، مثل جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، على الحفاظ على عقلية العمل الدائم.
قال بار - مؤسس شركة ستيب أب سوشيال، والشريك الإداري في شبكة كانديد، والمؤسس المشارك لشركة فلاش باس - إنه بنى بالفعل شركتين بقيمة إجمالية تزيد عن 20 مليون دولار، حيث كان يؤجل تحقيق المكافآت بينما كان أقرانه يحتفلون. كتب بار: "عندما تُركز على النجاح مُبكرا، فإنك تشتري رفاهية الاختيار لبقية حياتك".
وقد جاء هذا النجاح بثمن باهظ. فبينما كان يُؤسس شركة "ستيب أب سوشيال" في غرفته الجامعية بجامعة ميامي في أوهايو، قال إنه كان ينام في المتوسط 3.5 ساعات فقط في الليلة، ويعمل 12.5 ساعة يوميا في مشروعه خلال عامه الأول. "هذا المستوى من العمل المُكثف كان السبيل الوحيد لبناء شركة بملايين الدولارات"، كما قال.
بار يشير إلى أن هناك نافذة زمنية ضيقة لبناء إنجازات حقيقية، خصوصا مع توفر أدوات النجاح حاليا مثل سهولة الوصول إلى المعلومات والأسواق العالمية وأدوات الإنتاجية. ويضيف: "الراتب المبدئي لخريج الجامعة في الولايات المتحدة يبلغ 55 ألف دولار سنويًا، ما يعني أن الوصول إلى أول مليون دولار يحتاج أعوام. لكن إذا استثمرت سنواتك الذهبية بصرامة، قد تصل إلى الحرية المالية عند سن الثلاثين وتشتري لنفسك خيارات الحياة لبقية عمرك."عدد خمس طرق أظهر فيها قسوته:
- الأولى: الاستعانة بمصادر خارجية للقيام بالمهام غير الأساسية، مثل تنظيف المنزل، وإعداد الوجبات، وشراء البقالة
- ثانيًا: تقليص التزاماته الاجتماعية، مع إقراره بفقدان بعض الأصدقاء ومعاناته من العزلة
- ثالثًا: تحسين دراسته من خلال الالتحاق بدورات دراسية مرتبطة بمشاريعه التجارية أو اهتماماته، مع تجنب الفصول التي تمنعه من استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة
- رابعًا: اعتماد "تقويم صفري" حيث يجب موازنة كل التزام اجتماعي، بما في ذلك التجمعات العائلية، مع التزاماته التجارية
- خامسًا: توفير وقت المواصلات، حتى لو كان ذلك يعني دفع رسوم إضافية لرحلة طيران مدتها 20 دقيقة لتجنب القيادة لمدة ثلاث ساعات.
قال بار: "لا أقترح على الجميع التخلي عن التوازن بين العمل والحياة، بل أجادل بأن التوازن التقليدي بالنسبة للشباب الطموحين الراغبين في بناء ثروات، هو فخٌّ سيُبقيهم في وضع متوسط الأداء بشكل مريح".
مع ذلك، أشار أيضا إلى أن نشاطه المتواصل، الذي لا يتوقف، سيتباطأ في النهاية. وقال إنه يخطط ليصبح مليارديرا بحلول سن الثلاثين، وبحلول ذلك الوقت يتوقع أن يكون لديه الوقت والموارد اللازمة لقضايا شخصية أكثر، مثل تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية.
يُعد بار أحدث قائد يُقدم وجهة نظر حول التوازن بين العمل والحياة. قال الرئيس السابق باراك أوباما لبرنامج "ذا بيفوت بودكاست" العام الماضي: "إذا كنت ترغب في التفوق في أي شيء - الرياضة، الموسيقى، الأعمال، السياسة - فستكون هناك أوقات من حياتك تفتقر فيها إلى التوازن، حيث تعمل فقط وتركز على هدف واحد".
يقول الرئيس السابق باراك أوباما لبرنامج "ذا بيفوت بودكاست" في مقابلة العام الماضي: "إذا كنت ترغب في التفوق في أي شيء - الرياضة، الموسيقى، الأعمال، السياسة - فستكون هناك أوقات من حياتك تفتقر فيها إلى التوازن، حيث تعمل فقط وتركز على هدف واحد".
يؤكد هذه النظرية إريك يوان، الرئيس التنفيذي لشركة زووم، إن التوازن بين العمل والحياة الشخصية غير موجود لدى القادة، مضيفا أنه تخلى عن هواياته تماما ليكرس نفسه لشركته التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار. لكنه لا يزال يضع حدا للأمر عندما يتعلق الأمر بعائلته.
وعلى الطرف الآخر، يشجع الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورجان" جيمي ديمون موظفيه على رعاية صحتهم وعلاقاتهم الشخصية، مؤكدا أن العمل بكفاءة يتيح وقتا كافيا للاستمتاع بالحياة أيضا.