إطلاق أول وقف سعودي لرعاية الحيوانات الأليفة يستهدف 5 ملايين ريال خلال عامين
إطلاق أول وقف سعودي لرعاية الحيوانات الأليفة يستهدف 5 ملايين ريال خلال عامين
أُطلق أول وقف متخصص لرعاية الحيوانات الأليفة في السعودية ومنطقة الخليج برأسمال ابتدائي 50 ألف ريال، مع خطة لرفع المحفظة الوقفية إلى 5 ملايين ريال خلال العامين المقبلين، لضمان الاستدامة في تقديم الرعاية الشاملة للحيوانات، خصوصًا القطط والكلاب والطيور، بحسب ما ذكرته لـ"الاقتصادية" ليال طلال، الرئيس التنفيذي للوقف.
ويحمل الوقف اسم "أمم أمثالكم"، وهو وصف قرآني للحيوانات والطيور، وبدأ بفتح محفظة في بنك البلاد مع العمل على إنشاء صندوق وقفي جديد في بنك الراجحي، والتوجه نحو جذب دعم عقاري لبناء ملجأ مجهز، وأشارت الرئيسة التنفيذية إلى بدء التواصل مع رجال الأعمال، وأمانة جدة، ووزارة البيئة لتنفيذ مبادرة توعوية مشتركة.
وأوضحت طلال، على هامش فعالية "غابة العجائب"، التي تضم أكثر من 200 حيوان، منها 40 تنتمي إلى فصائل نادرة من الزواحف، أن فكرة الوقف جاءت لمعالجة تحدي ضعف التمويل الذي تعانيه الجمعيات، والذي يؤدي إلى إغلاقها واعتمادها على جهود فردية، مؤكدة أن الوقف المالي يتيح استمرارية الدعم بعيدًا عن التقلبات.
وقالت: "جميع خدمات الملاجئ والعلاج تقدم حاليًا بمقابل مالي، مع خطة لتوفير بيئة طبيعية ومعايير إنسانية متوافقة مع الهدي النبوي في الرفق بالحيوان، كما نعمل على إنشاء حديقة متخصصة للحيوانات الأليفة".
وأضافت: "منذ تأسيس الوقف وحتى اليوم، جرى إطعام ما يقارب 500 قطة من قطط الشوارع في مناطق الهدد في جدة وبعض الأحياء، حيث تتم متابعة بعضها يوميا والبعض الآخر أسبوعيا، إضافة إلى علاج أكثر من 50 قطة في العيادات البيطرية المختلفة".
وخلال الشهر الماضي تم تبني 30 قطة، وهناك نحو 50 أخرى بانتظار فرصتها في الحصول على عائلة جديدة، وجميع هذه القطط جرى التخلي عنها من قبل أصحابها، فتولى الوقف رعايتها صحيًا وإعادة عرضها للتبني.
أرواح وليست ألعابا
فيما يتعلق بالتبني، أوضحت طلال أنه رغم الإقبال المتزايد عليه إلا أن ضعف الوعي المجتمعي لا يزال يمثل عائقًا، فبعض الأشخاص يتعاملون مع القطط على أنها مجرد وسيلة للترفيه، يتخلون عنها بمجرد إدراكهم مسؤولية رعايتها، الأمر الذي يعرضها للموت إما دهسًا تحت السيارات، أو بسبب الجوع، أو نتيجة اعتداء قطط أخرى عليها، ومن خلال المشاركة في الفعاليات، يسعى الوقف إلى إحداث نقلة في وعي المجتمع، والتأكيد على أن القطط والحيوانات الأليفة عمومًا أرواح وليست ألعابا، ويجب احترامها ورعايتها.
ويواصل الوقف عمله بالتعاون مع عيادات وملاجئ خاصة إلى أن يتم توفير ملاجئ مستقلة تابعة له لاستضافة الحيوانات الأليفة، إلى جانب خطط لإنشاء حدائق عامة مخصصة، والعمل بشكل مستدام على رعاية الحيوانات الأليفة ليبقى أثره ممتدًا لأجيال قادمة، دون انقطاع.
رعاية الحيوانات الأليفة في السعودية .. نمو 9 %
بعيدا عن الوقف، وعلى الصعيد الاقتصادي أظهر تقرير نشرته "الاقتصادية" أواخر العام الماضي أن حجم سوق العناية بالحيوانات الأليفة في السعودية السنوي بلغ 4.4 مليار ريال بمتوسط نمو 9% خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وتوقع التقرير أن يصل حجم السوق عالميا إلى 25 مليار دولار بحلول 2029، مقارنة بحجمه العام الجاري البالغ 20 مليار دولار، بنمو سنوي مركب 4.20% خلال الفترة.
وقال شاكر الغامدي المدير التنفيذي لشركة واحة الحيوان، "إن قطاع الحيوانات الأليفة يشهد نموا كبيرا، يصل في بعض المناطق إلى 70%، وتتصدر الرياض الطلب على الحيوانات ويتم استيراد بعض الأنواع التي تشهد طلبا"، موضحا أن سعر القطط يبلغ بحسب الفصائل من 500 إلى 2500 ريال، والكلاب من 1000 إلى 7 آلاف ريال.
جمعيات قليلة وموارد مالية محدودة
على صعيد العمل المجتمعي، قالت طلال، "توجد في جدة جمعية واحدة متخصصة تحمل اسم جمعية (تعايش معي)، إلا أن أبرز التحديات التي تواجه الجمعيات المهتمة برعاية الحيوانات الأليفة هي محدودية مواردها المالية وعدم انتظامها، وفي المقابل، تعمل فرق تطوعية متخصصة في هذا المجال، من أبرزها فريق (أرواح التطوعي) بقيادة نور الدين بشندي الذي يدير ملجأ للكلاب، وقد أقام الوقف شراكات مع هذه الفرق لتنفيذ مبادرات مشتركة تشمل رعاية القطط والكلاب على حد سواء، بما في ذلك الإطعام والإنقاذ".