"كافد" تدشن القطار الكهربائي في 2027 وإضافة 7 آلاف موقف سيارات قريبا

تستكمل شركة إدارة وتطوير مركز الملك عبدالله المالي "كافد" في العاصمة السعودية الرياض، تطوير عدة مواقع إنشائية تضم مرافق عامة، مشاريع بنية تحتية، مساحات مكتبية، إضافة إلى تطوير فنادق عالمية ومرافق ضيافة، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" المهندس فادي العقل الرئيس التنفيذي لتسليم الأصول في الشركة.

وقال العقل، إنه يتم التجهيز حاليا لاستقبال طلبات الحجز للنزلاء خلال الأيام المقبلة، لأول فندق في كافد "كيمبتون كافد" الذي يعد أول فندق في المنطقة للعلامة التجارية الشهيرة Kimpton.

فيما سيتم استكمال تطوير عدد من مشاريع البنية التحتية، التي ستضيف 7 آلاف موقف سيارات جديدة قريبا، إضافة إلى ألفي موقف زائر قائم، لتخطي تحديات الدخول والخروج والمواقف مع تنامي أعداد السكان والزوار والموظفين.

وبحسب العقل، ستشمل مباني المواقف أيضا على مرافق ترفيهية ورياضية ومساحات تأجيرية تجارية تربط بشبكة كافد الداخلية لـ "مونوريل" أو القطار الأحادي التي بدورها تعزز من استخدام تلك المرافق وتحسين تجربة المستخدم.

إستراتيجية مدينة الـ 10 دقائق

ويعمل المركز على إستراتيجية التنقل من خلال مفهوم مدينة الـ 10 دقائق، حيث يكون كل شيء على بعد 10 دقائق سيرا على الأقدام باستخدام جسور المشاة المعلقة التي تربط جميع المباني بعضها ببعض، بما فيها محطة المترو داخل كافد.

وفيما يتعلق بمشروع القطار الكهربائي "المونوريل" في كافد، أوضح العقل أنه لا يزال قيد مرحلة التصميم، وسط تطلعات لبدء أعمال الإنشاء مع مطلع الربع الأخير من 2025.

وأعلنت شركة إدارة وتطوير مركز الملك عبدالله المالي "كافد" في أكتوبر من العام الماضي، إطلاق مشروع القطار الكهربائي "المونوريل"، بالتوقيع مع تحالف شركات CRRC و CRRC Nanjing Puzhen وحسن علام.

كما أضاف العقل أنه "من المقرر أن تبدأ اختبارات التشغيل التجريبي مع بداية عام 2027، تمهيدا لتشغيل النظام وفتحه أمام الجمهور قبل نهاية العام نفسه".

طاقة استيعابية للقطار بـ 3500 راكب في الساعة

أشار العقل إلى أنه بحسب التصاميم الحالية ومتطلبات المشروع، يتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية للقطار إلى نحو 3500 راكب في الساعة، وهو ما يبرز أهمية المشروع في دعم منظومة التنقل الذكي والمستدام داخل المركز، وتسهيل حركة الموظفين والزوار، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 نحو مدن أكثر ترابطا وكفاءة.

وبحسب الرئيس التنفيذي لتسليم الأصول في "كافد"، يضم المركز حاليا 95 مبنى من تصميم 25 شركة معمارية عالميا، ويعد أول مدينة عمودية في السعودية تمتد على مساحة 1.6 مليون متر مربع، بمساحة بناء إجمالية تبلغ 3.2 مليون متر مربع.

وفيما يخص التزام "كافد" بالاسنتدامة، يعد من أكبر المشاريع العقارية على مستوى العالم التي حصلت على أعلى مستوى لشهادة الـ LEED ND Platinum Stage 2 للريادة في الطاقة والتصميم البيئي، ليس فقط للأصول، وإنما على مستوى المخطط العام.

وفي 2023 فقط، قامت كافد بالحصول على شهادات الـ LEED لمجموعة كبيرة من مرافقها والتي تتجاوز مساحاتها 1,3 مليون متر مربع، وبذلك ساهمت بما مجموعه 59% من المساحات الإجمالية في السعودية لذلك العام، حيث تقدمت السعودية إلى المركز السادس عالمياً، وذلك بحسب القائمة الرسمية التي صدرت من المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء USGBC.

20 ألف موظف في "كافد" حاليا

بخصوص عدد الأبراج التي سيتم بناؤها خلال الأعوام الـ3 المقبلة، قال العقل إنه حتى الآن، لم يتم الإعلان رسميا عن عددها، لكنه أكد مواصلة تقييم فرص التوسع والتطوير بما يتماشى مع الطلب المتزايد على مرافقه وموقعه الإستراتيجي ليس فقط كمركز عالمي للأعمال، ولكن كوسط مدينة متكامل يشمل على مكاتب وتجارب ترفيهية ومرافق فندقية.

ويعمل في كافد اليوم أكثر من 20 ألف موظف موزعين على أكثر من 100 شركة محلية وعالمية، مثل صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو و 19 مقرا إقليميا لشركات كبرى مثل جولدمان ساكس، بيبسيكو، وباين آند كومباني، بحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي لتسليم الأصول، متوقعا استمرار هذا النمو بحلول 2026، مع استقطاب مزيد من الشركات ضمن بيئة عمل حديثة ومتكاملة تدعم الإنتاجية.

وفيما يخص المساحات المكتبية في المركز، ذكر أنه تم تأجير أكثر من 580 ألف متر مربع، ما يبرز الإقبال المتزايد من كبرى الشركات المحلية والإقليمية والعالمية على المركز.

وبحسب العقل، يمثل دخول شبكة الجسور المعلقة في كافد إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول شبكة جسور مشاة معلقة ومتصلة في العالم يفوق مجرد تحقيق رقم قياسي عالمي، إنما يبرز تميز فريق العمل في الجوانب الهندسية والتنفيذية، خاصة أنه قد تم تنفيذه وسط منطقة حيوية تعمل بكامل طاقتها بشكل يومي بين المباني المأهولة، وبإغلاق بعض الشوارع مؤقتا ورفع ممرات ضخمة بدقة متناهية.

ما يميز جسور المشاة المعلقة أنها مكيفة وتربط بين مباني كافد، ما يوفر تجربة مريحة للمشاة على مدار العام وتمتد حاليا على مسافة 15.46 كيلومتر، ويجري العمل على توسعتها لتتجاوز بشكلٍ تقريبي 17 كيلومترا عند اكتمالها من خلال 48 ممرا معلقا.

كما أن هذه الممرات تتيح إمكانية الوصول بشكل مباشر إلى محطة مترو كافد، ما يمكن الموظفين، والزوار، والمقيمين من التنقل بسهولة على مدار العام، بعيدا عن الازدحام المروري وتقلبات الطقس، ودون الحاجة للبحث عن موقف للسيارة بما يعزز انسيابية الحركة ويكرس مفهوم المدينة المتكاملة والمترابطة.

ويوفر المركز خدمة حافلات شاملة تتيح تنقلا سلسا داخل المركز، بما في ذلك الوصول إلى كافد شرق طريق الملك فهد، ليمثل المركز بذلك نموذجا حديثا للتكامل مع البنية التحتية الذكية في الرياض، ويعد من أوائل المشاريع التي تبنت مفهوم التنقل الذكي.

وأبرم المركز اتفاقية تعاون مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض ومشغل قطار الرياض، بهدف رفع مستوى التنسيق ودعم إدارة الحشود بفاعلية بين الجهتين، بما يضمن تكامل منظومة النقل العام مع الخدمات.

كما اعتمد في إطار تنظيم العمليات اللوجستية، لوائح خاصة لتنظيم دخول الشاحنات وعمليات التحميل والتنزيل، بما يضمن انسيابية الخدمات ورفع كفاءة التشغيل في مختلف أنحاء المركز.