من "انتقام السفر" إلى عادة مستقرة .. كيف ترسم السياحة ملامح نمو طويل الأمد؟

من "انتقام السفر" إلى عادة مستقرة .. كيف ترسم السياحة ملامح نمو طويل الأمد؟

من "انتقام السفر" إلى عادة مستقرة .. كيف ترسم السياحة ملامح نمو طويل الأمد؟
ثقة المستهلكين شهدت تحسنا واضحا خلال الربع الثاني. رويترز

في منتصف أغسطس، يتجه تفكير معظم الناس نحو العطلات الصيفية، وهي أخبار سارة لشركات السياحة والترفيه.

رغم أن العام الجاري كان مليئا بالتقلبات المالية بالنسبة إلى كثير من الأمريكيين، الذين عاشوا قلقا متزايدا من تأثير الرسوم الجمركية في الأسعار والاقتصاد، إضافة إلى تذبذب خططهم التقاعدية، فإن مؤشرات السوق بدأت تظهر تحسنا تدريجيا، وفقا لما أكده روبرت مولينز محلل مؤسسة جوردون هاسكيت، عادا أن هذا الاتجاه يمثل إشارة إيجابية للقطاع.

أوضح مولينز في تقريره، أن ثقة المستهلكين شهدت تحسنا واضحا خلال الربع الثاني من العام وامتدت إلى يوليو، وهو ما عزته بعض إدارات الشركات إلى تراجع حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية والضرائب.

أضاف "تقريباً كل فرق الإدارة التي تحدثنا إليها أبدت نبرة متفائلة بشأن يوليو". وفي قراءة لاتجاهات الإنفاق، أشار مولينز إلى أن الأثرياء باتوا يعطون أولوية أكبر للسفر.

سجلت وكالتا السفر عبر الإنترنت "بوكينق"و "إكسبيديا" زيادة في إنفاق عملائهما من ذوي الدخل المرتفع على الفنادق الفاخرة والسفر الدولي، حسب مجلة بزنس إنسايدر.

أكدت سلاسل الفنادق الكبرى أن عقاراتها من فئة 5 نجوم ينفق الأثرياء عليها أكثر، بخلاف الفنادق الأقل تكلفة. وكتب مولينز أن "معظم شركات الطيران التي شملها تحليلنا لاحظت طلبا قويا على المقاعد المميزة".

وتُعتبر الولايات المتحدة متأخرة في هذا الصدد، فقد كان أداؤها ضعيفًا على جميع الأصعدة بالنسبة إلى وكالات السفر عبر الإنترنت وجميع الفنادق تقريبًا التي فحصها مولينز.

أشارت إدارة ماريوت إلى أنها تتوقع استمرار هذا الضعف مقارنةً بالأسواق الخارجية حتى نهاية العام.

ومع ذلك، يرى مولينز أن آفاق الصناعة ما زالت قوية. رغم أن المستهلكين كانوا يفضلون إجراء الحجوزات في وقت قريب من موعد السفر نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي، إلا أن هذه العادة بدأت تتغير مع عودة فترات الحجز المبكر، وهو ما يعزز القدرة على التنبؤ بالأرباح.

كما أن وضوح السياسات الحكومية يضيف زخما إضافيا. فمؤشرات وول ستريت مثل "إس آند بي 500" و"ناسداك" تقترب من مستويات قياسية، إضافة إلى توقيع قانون الضرائب والإنفاق وإبرام بعض الاتفاقيات التجارية، ما يعزز ثقة المستهلكين بقدرتهم على الإنفاق على السفر.

وبحسب مولينز، فإن شركات القطاع تبدو متفائلة عموماً. فقد أوضحت وكالات السفر الإلكترونية أن إنفاق الأمريكيين الأكثر حذرا يقابله ارتفاع في الطلب من الأوروبيين. أما إدارات فنادق مثل "هيلتون" و"ماريوت" و"آي إتش جي" فأشارت إلى أن المستهلك الأمريكي واجه تحديات أخيرا، لكنها عبرت عن نظرة إيجابية على المدى الطويل.

رغم أن ما يعرف بـ"السفر الانتقامي" ازدهر عقب قيود جائحة كوفيد-19، فإن المشهد اليوم مختلف، حيث أصبح الناس حول العالم يخصصون جزءا أكبر من ميزانياتهم للأنشطة الترفيهية مقارنة بما قبل الجائحة.

يرى خبراء أن هذا الاتجاه يظهر فرص نمو طويلة الأجل أمام الشركات التي تستثمر في تلبية هذا الطلب المتزايد.

بقدر ما يواصل الاقتصاد الأمريكي السير بخطى متماسكة، فمن المرجح أن يستمر هذا النمط.

وفي ظل اضطرابات 2025، يبقى السؤال: من الذي لا يرغب في دفع تكاليف عطلة تتيح له الهروب من الضغوط اليومية؟

الأكثر قراءة