ترمب يفتح النار مجدداً على باول: لا يصلح كرئيس للفيدرالي
استأنف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انتقاداته لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بعدما امتنع البنك المركزي عن خفض أسعار الفائدة، منهياً بذلك فترة تهدئة قصيرة بين الطرفين.
قال ترمب في منشور عبر منصته "تروث سوشيال" يوم الخميس: "جيروم -المتأخر دائماً- باول فعلها مجدداً!!! إنه متأخر جداً، وغاضب جداً، وغبي جداً، وسياسي جداً، بحيث لا يصلح لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي"، منتقداً قرار البنك بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وجدد ترمب هجومه على باول بسبب مشروع تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي، الذي أثار حفيظة الرئيس وحلفائه بسبب تجاوز التكاليف، رغم أنه قام بجولة في موقع المشروع الأسبوع الماضي وقلل آنذاك من حجم المخاوف المتعلقة به.
تليمحات إلى فساد جيروم باول
كتب ترمب: "إنه يُكلف بلدنا تريليونات الدولارات، إلى جانب ما يُعد واحداً من أكثر مشاريع الترميم فشلاً أو فساداً في تاريخ البناء!"، مضيفاً: "بكلمات أخرى، المتأخر دائماً هو خاسر بالكامل، وبلدنا يدفع الثمن!".
تأتي تعليقات ترمب بعدما أبقى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، وخفضوا في الوقت نفسه تقييمهم للاقتصاد الأميركي، في إشارة إلى أن صناع السياسة قد يقتربون من خفض تكاليف الاقتراض.
وكان ترمب قد خفف من حدة انتقاداته العلنية لباول في الأيام الأخيرة، عقب زيارة نادرة -بل وغير مسبوقة في بعض أوجهها- لرئيس أمريكي إلى مقر البنك المركزي، حيث تفقد مشروع الترميم برفقة باول. وعلى الرغم من أن ترمب اعتاد توجيه انتقادات حادة لسياسات جيروم باول في تحديد أسعار الفائدة، إلا أن ملف أعمال البناء شكل ساحة جديدة لحلفاء ترمب لزيادة الضغط على رئيس البنك.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب للصحفيين إنه لم تكن هناك "توترات" بينه وبين باول أثناء جولتهما في موقع العمل، وإنه رغم تحفظاته على المشروع، فإنه لا يرى أن الأمر يستدعي إقالة باول. كما شدد مراراً على أن خفض أسعار الفائدة يُشكل أولوية أكبر لديه مقارنة بمشروع الترميم.
وفي لحظة لافتة خلال الجولة، مازح ترمب باول قائلاً: "أتمنى لو أنه يُخفض أسعار الفائدة. غير ذلك، ماذا عساي أن أقول؟"، مضيفاً لاحقاً أنه يعتقد أن باول "سيفعل الشيء الصحيح".
هجوم ترمب على باول
جاءت زيارة ترمب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ختام فترة مضطربة، شهدت تصعيداً في هجماته على باول، عبر انتقادات يومية لسياسات الفائدة وملاحظات لاذعة بشأن إدارة مشروع الترميم.
وقبيل الزيارة بأسابيع، سأل ترمب بعض المشرعين ما إذا كان ينبغي عليه إقالة باول، ثم قال لاحقاً للصحفيين إنه لا ينوي اتخاذ هذه الخطوة، في إشارة إلى استعداده لانتظار انتهاء ولاية باول في مايو المقبل.
ورغم التوتر الواضح بين الرجلين، فإن زيارة يوم الخميس الماضي لمقر الاحتياطي الفيدرالي خففت جزئياً من حدة انتقادات ترمب، خاصة بعد ظهورهما معاً وهما يرتديان الخوذ الواقية في موقع البناء ويجيبان عن أسئلة الصحفيين.
أما يوم الأربعاء، فقد تبنى باول موقفاً حذراً (تجاه مسار الفائدة)، مؤكداً أن الفيدرالي في وضع جيد حالياً، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن تأثير تعريفات ترمب الجمركية على الاقتصاد. وجاءت تصريحاته موزونة، إذ هدأت التوقعات بشأن خفض الفائدة في سبتمبر، لكنها لم تستبعد هذا الاحتمال كلياً.