BMW تطلق أول سيارة بالهيدروجين في 2028 .. هل تهيمن التكنولوجيا على مستقبل النقل؟

BMW تطلق أول سيارة بالهيدروجين في 2028 .. هل تهيمن التكنولوجيا على مستقبل النقل؟
ألمانيا توفر خدمات أفضل للهيدروجين.

رغم أن سيارات خلايا وقود الهيدروجين طُرحت في الأسواق بالتوازي تقريبا مع موجة السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، إلا أن الإقبال عليها لا يزال محدودا.

في 2024، تم تسجيل 12866 سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين عالميا، مقابل 10.8 مليون سيارة تعمل بالبطاريات.

رغم ذلك، لا يزال بعض المصنعين يأملون في أن يلعب الهيدروجين دورا في قطاع النقل.

ومن بين هذه الشركات بي إم دبليو، التي أعلنت أنها ستطلق أول سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في 2028.

أجرت مجلة فورتشن مقابلة مع يورجن جولدنر، المدير العام لمشاريع تكنولوجيا الهيدروجين ومشاريع المركبات في مجموعة بي إم دبليو، في قمة عُقدت أخيرا للترويج للسيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، إلى جانب عدد من أنصار الهيدروجين.

كانت تويوتا الشركة الرائدة في بيع سيارات الهيدروجين مع إطلاق سيارة ميراي في 2014، لكنها ليست الشركة الوحيدة في هذا المجال.

بدأت هيونداي ببيع طراز نيكسو منذ 2018، وهوندا، بعد طرحها سيارات متنوعة تحت اسم كلاريتي بين 2008 و2021، طرحت سيارتها CR-V e:FCEV الهجينة التي تعمل بالهيدروجين في 2024.

أما بي إم دبليو، فقد كانت أكثر حذرا، إذ بدأت باختبار سيارات الهيدروجين مع مجموعة تجريبية من المركبات القائمة على طراز X5 منذ 2023. وتُعد سيارة iX5 الهيدروجينية سيارة عملية، بفضل قيادتها السلسة وتصميمها الداخلي المألوف.

مع ذلك، لن تكون بالضرورة السيارة التي ستطلقها بي إم دبليو في 2028.

يقول جولدنر "إن الميزة في سيارات الهيدروجين أنها في الأساس سيارات كهربائية، لكن الفرق يكمن في طريقة تخزين الطاقة، إذ تستخدم خلايا الوقود بدلا من البطاريات. وهذا يتيح إعادة استخدام عديد من المكونات مثل المحركات الكهربائية المستخدمة في سياراتنا الكهربائية".

كما أن هذه التقنية تتميز بميزة فريدة، فهي تجمع بين مزايا القيادة الكهربائية – مثل التسارع، والهدوء، وانعدام الانبعاثات – مع إمكانية التزود بالوقود خلال 3 إلى 4 دقائق فقط، لتكون السيارة جاهزة للانطلاق من جديد.

مشكلة البنية التحتية للهيدروجين
يبدو أن فكرة استخدام الهيدروجين جذابة نظريا، لكن في الواقع لم تنتشر محطات التزود بالهيدروجين مثل انتشار محطات شحن السيارات الكهربائية.

في المملكة المتحدة، انخفض عدد محطات الهيدروجين من 15 في 2019 إلى 4 فقط في 2025، بينما توجد أكثر من 39 ألف محطة شحن للسيارات الكهربائية، بحسب تطبيق Zap-Map.

ألمانيا توفر خدمات أفضل للهيدروجين، لكن دولا أوروبية مثل إسبانيا والبرتغال وإيطاليا تفتقر تماما إلى هذه المحطات.

يُجادل بعض مؤيدي الهيدروجين بأن هذا خطأ إستراتيجي إذا كان الهدف هو إزالة الكربون من النقل البري.

يؤكد ديفيد وونج، رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار في جمعية مصنعي وتجار السيارات، أن سيارات الهيدروجين مكملة للسيارات الكهربائية وتتجهان معا نحو طريق مشترك، مشيرا إلى أن الاستثمار في بنية تحتية مزدوجة للشحن والتزود بالهيدروجين قد تكون أوفر.

وبحسب نموذج استخدم ألمانيا كمثال، تبين أن توزيع السيارات بحيث تكون 90% كهربائية و10% هيدروجينية يقلل تكلفة البنية التحتية نحو 40 مليار دولار مقارنة بالاعتماد الكامل على محطات الشحن.

هناك أيضا قلق بشأن استخدام الموارد عند تصنيع السيارات الكهربائية. يُشير جولدنر إلى أن البطاريات تتطلب مواد خام كثيرة، ما يتسبب في الندرة.

ويُوضح: "إن وجود تقنية ثانية، وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة، يعزز المرونة (...) امتلاك بي إم دبليو تقنيتين أفضل من امتلاكها تقنية واحدة".

ويقول "إن بي إم دبليو تلقت تعليقات تشير إلى أن السيارات الكهربائية لا تناسب الجميع، خصوصا من يفتقرون إلى شحن منزلي أو يقودون لمسافات طويلة". ويضيف أن "خلايا الوقود تتفوق في بعض الظروف مثل السحب والطقس البارد بفضل قدرتها على استخدام الحرارة الزائدة دون فقدان نطاق السير".

أخيرا، في وقت تواصل فيه تويوتا وهوندا وهيونداي التزامها بتقنية الهيدروجين، تراهن بي إم دبليو على أن الطلب على هذه السيارات قد يتحول إلى واقع في الأعوام المقبلة.

لكن يبقى السؤال: هل سيكون الهيدروجين مستقبل النقل، أم خيارا هامشيا؟ الإجابة ستتضح مع إطلاق بي إم دبليو طراز 2028.

الأكثر قراءة