أسعار النفط تتراجع مع تركيز السوق على تداعيات الرسوم الجمركية
تراجعت أسعار النفط لثالث مرة خلال أربعة أيام، مع تركيز المستثمرين على تداعيات موجة الرسوم الجمركية الأمريكية، وقرار تحالف "أوبك+" بإعادة المزيد من الطاقة الإنتاجية المعطّلة إلى السوق.
وانخفض خام "برنت" باتجاه 69 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام "غرب تكساس الوسيط" إلى ما دون 68 دولارا.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد كشف عن أول دفعة من الرسائل المتوعّدة بفرض معدلات جمركية أعلى على شركاء تجاريين رئيسيين، مع إشارته إلى أنه لا يزال منفتحاً على المفاوضات. ولن تدخل هذه الرسوم حيّز التنفيذ قبل الأول من أغسطس على الأقل.
عكس النفط اتجاهه بعد هبوط مبكر يوم الاثنين، على الرغم من الزيادة في الإمدادات المقررة من "أوبك+" لشهر أغسطس، والتي جاءت أعلى من المتوقع وتم الإعلان عنها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ذكر مسؤولو التحالف أن الطلب الصيفي هو أحد الأسباب وراء تفاؤلهم بقدرة السوق على استيعاب البراميل الإضافية، فيما رفعت السعودية سعر خامها الرئيسي الموجّه إلى آسيا.
شهدت سوق النفط تقلبات في الأسابيع الأخيرة عقب الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي انتهت بهدنة هشة لا تزال قائمة، إلا أن التوترات في الشرق الأوسط بدأت تتصاعد مجدداً بعد هجمات جديدة استهدفت الشحن في البحر الأحمر.
إضافة إلى ذلك، يتعامل المتداولون مع تداعيات حرب ترمب التجارية الممتدة، وكذلك مع المخاوف من حدوث تخمة في الإمدادات مع التزام "أوبك+" بضخ كميات أكبر من الخام.
الرسوم الجديدة ومخاوف الطلب تهيمن على الأسواق
قال حارس خورشيد، المدير التنفيذي للاستثمار في شركة "كاروبار كابيتال" المحدودة: "يراقب المتداولون تهديدات ترمب الجمركية الجديدة ومخاطر تباطؤ النمو العالمي، والتي قد تُضعف الطلب"، مضيفا "في المرحلة المقبلة، ينبغي الانتباه لأي إشارات جديدة من أوبك+ بشأن تمديد أو تعديل تخفيضات المعروض".
في الشرق الأوسط، تم استهداف سفينة ثانية قرب اليمن يوم الإثنين، بعد ساعات من إعلان الحوثيين المدعومين من إيران مسؤوليتهم عن هجوم سابق على سفينة في المنطقة ذاتها.
أضاف خورشيد: "هذه الهجمات ترفع من كلفة سلاسل التوريد وأقساط التأمين على شحنات النفط"، مضيفاً: "لكن ما لم يحدث انقطاع كبير في الإمدادات، يبقى التأثير محدوداً في الهوامش".
في سياق متصل، بدأت تظهر مؤشرات على شح في سوق الديزل، إذ يتعامل المتداولون مع ضغوط معروض خلال فصل الصيف.
تظهر بيانات أن المخزونات الأمريكية في أدنى مستوياتها الموسمية منذ عام 1996، بينما تشير العقود الآجلة المرجعية في أوروبا إلى سوق أكثر ضيقاً من تلك التي سادت خلال ذروة الصراع بين إسرائيل وإيران.