رئيس هنقرستيشن لـ«الاقتصادية»: لا خطط للإدراج ولا علاقة لنا بأسعار الوجبات في التطبيق

في مشهد يبرز كيف يمكن للتقنية أن تعيد تشكيل تفاصيل حياتنا، تتوسع خدمات شركات توصيل الطلبات بما لها وما عليها من تأثيرات على نمط الاستهلاك والمستهلكين في السعودية.

وبين داعم لنقاط القوة التي تمثلها شركات التوصيل مثل توفير مجال عمل حر للشباب، وتنشيط التنافسية في الاقتصاد المحلي، وتوسيع الخيارات أمام المستهلكين، إلى منتقد لسلبياتها مثل ارتفاع أسعار التوصيل، والمخاطر التي يسببها المناديب على الحركة المرورية، دون إغفال لبعض العشوائية التي تعتريها.

"الاقتصادية" التقت المهندس علي الدمنهوري الرئيس التنفيذي لشركة "هنقرستيشن" التي تعد من أكبر الشركات في قطاع التوصيل في السعودية، تحدث فيها عن أثر دخول لاعبين عالميين في السوق المحلية، وهل سيؤثر هذا في حصتهم السوقية، كما تطرق فيها إلى علاقة الشركة بعملائها.

الدمنهوري أشار أن الإدراج في سوق الأسھم قرار يستلزم الدراسة المتأنیة، مؤكدا أنه لا یوجد قرار نهائي بهذا الخصوص في الوقت الحالي، لكن الشركة تتابع تطورات السوق وتقيم الخيارات الممكنة.

شكاوى المبالغة في أسعار التوصیل، والتزام المناديب بقوانین السلامة للدبابات ملفات فتحتها "الاقتصادية" مع الرئيس التنفيذي لشركة "هنقرستيشن" الذي أكد أن جمیع الملاحظات تؤخذ بجدیة، موضحا أن أسعار رسوم التوصیل تخضع لعوامل متعددة مثل المسافة وتوقیت الطلب، وإلى تفاصيل الحوار:

كيف تتعاملون مع المنافسة الشدیدة في ھذا السوق؟ وھل سيؤثر دخول شركات عالمیة على حصتكم السوقیة؟

المنافسة جزء طبیعی من أي سوق ناجحة، ونحن نرحب بھا لأنھا تدفعنا لنرفع من مستوانا باستمرار، ودخول لاعبین عالمیین یؤكد أن السوق السعودية مھمة وجاذبة، وھذا بحد ذاته مؤشر إیجابي.

في ھنقرستیشن، نعتمد على قاعدة عملاء قویة وثقة مبنیة بأكثر من 13 عاما، ونعمل باستمرار على تقدیم تجربة مدعومة بأفضل بنیة تقنیة في القطاع. لدینا خبرة واسعة في السوق السعودية وكفاءة تشغیلیة عالیة، وھذا ما یجعلنا نحافظ على حصتنا.

في الربع الأول من 2025، تجاوز معدل النمو السنوي للطلبات المكتملة في ھنقرستیشن عدة أضعاف، ما عزز من مكانتنا في قطاع التوصیل. كما أننا خدمنا أكثر من 9 ملايين عمیل في السعودیة في العام الماضي، ونستھدف كسر هذا الرقم في السنوات المقبلة.

ما ھي إستراتیجیتكم لزيادة حصتكم السوقیة؟

نجاح ھنقرستیشن قائم على عناصر رئیسیة عدة منها، الخبرة والتغطیة الواسعة في السوق السعودية، والتقنیة العالیة، ودقة التنفیذ.

نحن نعمل مع أكثر من 70 ألف شریك من المطاعم والمتاجر، كما نمتلك بنیة تقنیة قوية في القطاع، مصممة خصیصا للمستھلك السعودي، تطبیقنا وخوارزمیاتنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعمل على تحسین تجربة العمیل من اقتراحات الطلبات إلى أوقات التوصیل.

لكن تركیزنا لا یقتصر على النمو التجاري فقط، بل نركز كذلك على الابتكار والأثر المجتمعي، كنا أول تطبیق یعمل في مدینة نیوم، باستخدام أسطول من المركبات الكھربائیة والھجینة بالكامل، تأكیدا على التزامنا بالاستدامة، كما یتجاوز عدد المنادیب العاملین معنا 175 ألف سنویا، منھم أكثر من 40 ألف سعودي، ما یوفر فرص عمل حقیقیة على مستوى السعودية.

فریقنا يضم أیضا أكثر من ألف موظف ذوي كفاءة عالیة بنسبة سعودة تبلغ 80%، وھو ما نعده عنصرا رئیسیا في قوتنا التنافسیة.

أخيرا، أطلقنا مركز ھنقرستیشن للابتكار داخل واحات الریاض، وبدأنا أولى برامجھ بـ أكادیمیة المطاعم والمقاھي، وھي مبادرة تھدف إلى تدریب رواد المطاعم في مجالات مختلفة بما یشمل كیفیة تحسین قوائم الطعام، إدارة التكالیف، واستخدام الأدوات الرقمیة لتوسیع أعمالھم.

ورغم أننا أتممنا أكثر من 13 عاما، ما زلنا نحقق نموا من رقمين، ونتفوق في الإیرادات والربحیة، إذ إن النجاح في ھذا القطاع لا یعتمد فقط على الحجم، بل على القدرة على التكیّف والتنفیذ العالي المستوى—وھذا ما یمیزنا في أحد أكثر الأسواق تنافسیة في العالم.

ما الخدمات الجدیدة التي أطلقتموھا أخيرا؟ وما نتائجها؟

نعمل في ھنقرستیشن على تطویر خدماتنا بما یتماشى مع سلوك العملاء المتغیر، وقد شھدنا خلال الفترة الأخیرة نجاحا في خدمة التجارة السریعة (Quick Commerce) التي تشمل الطلبات من متاجر غیر المطاعم مثل البقالة، الصیدلیات، والمتاجر المتنوعة. حيث سجلت الشركة نموا بنسبة 68% في عدد المستخدمین النشطین شھریًا لخدمات التجارة السریعة خلال العام الماضي، وھو مؤشر قوي على زیادة الاعتماد على ھذه الخدمة لتلبیة الاحتیاجات الیومیة بسرعة وكفاءة.

كما أطلقنا خدمة الاستلام من الفرع (Pickup) التي تمكّن العملاء من الطلب عبر التطبیق واستلام الطلب مباشرة من الفرع، ومنذ إطلاقھا قبل أشھر عدة، استخدم أكثر من 50% من المستخدمین النشطین شھریا ھذه الخدمة مرة واحدة على الأقل.

كيف تتعاملون مع شكاوى المبالغة في أسعار التوصیل؟

نأخذ جمیع الملاحظات بجدیة، بینما تحدد المطاعم بنفسھا أسعار الأصناف على التطبیق، تخضع أسعار رسوم التوصیل لعوامل متعددة مثل المسافة وتوقیت الطلب، لكننا نعمل باستمرار على تحسین طریقة التسعیر لتكون واضحة.

قمنا أيضا بإطلاق أكثر من خدمة لتقلیل التكلفة على العملاء: مثل برنامج الولاء Hrewards وبرنامج الاشتراك Hplus الذي حقق نجاحات كبیرة مع وصول عدد المشتركين فيه إلى أكثر من 10 ملايين مشترك في الخدمة، وأكثر من 100 ملیون طلب تم تنفیذه، وحصل مشتركي الخدمة على خصومات فاقت 1.5 ملیار ﷼.

برأيكم ما تأثیر التكنولوجیا على صناعة توصیل الطعام؟

أحد أكبر التحدیات التي واجھناھا كان موازنة النمو السریع مع الكفاءة التشغیلیة. مع ارتفاع عدد الطلبات، من السھل أن ینصب التركیز على التوسّع فقط، لكن التوسّع غیر المدروس قد یؤدي إلى تحدیات مثل تأخیر التوصیل، انخفاض رضا العملاء، أو زیادة الضغط على السائقین.

ركزنا على اتخاذ قرارات مبنیة على البیانات قمنا بتحسین توزیع الأسطول، وإعادة ضبط آلیات توزیع الطلبات، واستخدمنا تحلیلات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسین أداء المنادیب. كما استثمرنا في التدریب والأدوات الذكیة، من بینھا تقنیة بصمة الوجه ونظام تتبع الحركة (التیلیماتكس) الذي یراقب سلوك القیادة، ویضمن التزام المنادیب بأعلى معاییر السلامة المھنیة.

ماذا عن قوانین السلامة للدبابات حيث ينظر لها حاليا على أنها تتحرك بعشوائية وتسبب باضطرابات في حركة المرور؟

السلامة جزء أساسي من ثقافة ھنقرستیشن، خاصة مع انتشار دبابات التوصيل التي تعبر الطريق يوميا، لذا نفذنا برامج يخضع فيها جمیع منادیب التوصیل لدورات تدریب مكثفة تتماشى مع معاییر السلامة المروریة، مع مراقبة ميدانية صارمة، وأقمنا خلال الأشھر الماضیة 5 ورش عمل للسلامة المروریة في 5 مدن مختلفة بالتعاون مع هيئة النقل السعودية.

وعبر التقنية أيضا أدخلنا نظام تتبع الحركة "تیلیماتكس" في تطبیق المنادیب، الذي یقیس سلوك القیادة عبر 4 مؤشرات رئیسیة: السرعة، التسارع، تغییر المسارات، واستخدام الھاتف أثناء القیادة، وھذا النظام یمكننا من مراقبة الأداء وتحسینه بشكل مستمر لبناء سجل قیادة أكثر أمانا.

ومنادیب التوصیل؟

نحرص على توفیر بیئة عمل تحفّز أداء المندوبين وتدعم الاستقرار حيث نقدم للسعودیین مجموعة من الحوافز مثل دعم مالي شھري بالتعاون مع صندوق تنمیة الموارد البشریة (ھدف) وبرامج تمویل میسرة لامتلاك مركبة بالشراكة مع بنك التنمیة الاجتماعیة.

كما نحرص على توفیر معدات السلامة الأساسیة مثل الخوذ والسترات العاكسة، والبرامج التدریبیة حول القیادة الآمنة إضافة إلى الحوافز والمكافآت الشهرية.

ما أھدافكم الرئیسیة للشركة في السنوات المقبلة؟

تركیزنا الأساسي في السنوات المقبلة سیكون على تعزیز العناصر الأساسیة للنجاح في القطاع: زیادة التنوع في الخیارات، تقلیل التكالیف على العملاء، وتقدیم تجربة استثنائیة. سنواصل توسیع شراكاتنا مع مزید من المطاعم، والمتاجر، والصیدلیات، مع السعي إلى تقلیل التكالیف وتقدیم أسعار منافسة للعملاء و تحسین كفاءة التوصیل.

نحن أیضًا نستثمر بشكل كبیر في تطویر تجربة العمیل داخل التطبیق، من خلال تعزیز السرعة وجودة الدعم الفني.

نواصل التقدم في خدماتنا الرقمیة بما یشمل المجال المالي، حیث قمنا بتطویر حلول جدیدة مثل تمویل المطاعم والمتاجر، و إطلاق خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقًا"، إضافة إلى إنشاء نظام محفظة رقمیة.

سنواصل توسیع شبكة التوصیل والخدمة، حیث نوجد حالیًا في أكثر من 100 مدینة، ولكن ھناك عدیدا من المناطق التي ما زالت تملك مجالاً كبیراً للنمو خصوصًا في قطاع التجارة السریعة. نخطط لتوسیع ھذا القطاع بشكل أكبر وبسرعة متزایدة في الفترة المقبلة.

ھل لدیكم مخططات لإدراج ھنقرستیشن في سوق الأسھم؟

السوق السعودية تتمتع بجاذبیة عالیة وفرص نمو، وھو ما یجعل أي خطوة إستراتیجیة — مثل الإدراج في سوق الأسھم — تستلزم الدراسة المتأنیة، في الوقت الحالي، لا یوجد قرار نھائي بھذا الخصوص، لكننا نتابع تطورات السوق ونقیّم الخیارات الممكنة بما یتماشى مع رؤیتنا للنمو طویل المدى.