الأسهم الآسيوية ترتفع مع تزايد رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

الأسهم الآسيوية ترتفع مع تزايد رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

ارتفعت الأسهم في آسيا مع ظهور مؤشرات على صمود الهدنة بين إسرائيل وإيران، في حين كثّف متداولو سندات الخزانة الأمريكية رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

وزاد مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم آسيا بنسبة 0.3% في تداولات الأربعاء، بعد ارتفاع بأكثر من 2% في الجلسة السابقة، والتي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف إطلاق النار بين الخصمين في الشرق الأوسط.

في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بعد أن صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.1%، وارتفع "ناسداك 100" بنسبة 1.5% يوم الثلاثاء، ليسجل أول رقم قياسي له منذ فبراير.

كما استقرت سندات الخزانة الأمريكية ومؤشر "بلومبرغ" للدولار، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس يوم الثلاثاء، بعد أن قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن "مسارات السياسة النقدية متعددة"، في ظل بيانات أظهرت ضعفاً في ثقة المستهلك.

ولا يزال المتداولون يراقبون عن كثب تطورات الشرق الأوسط، حيث تبقى اتفاقية وقف النار الناشئة هشة. وقد بدا أن إيران وإسرائيل تلتزمان بالاتفاق، بعدما هاجمهما ترمب علناً بسبب خروقات مبكرة.

وقال تيم ووترر، كبير المحللين لدى "كيه سي إم تريد" في سيدني إن "المخاطر الجيوسياسية قد انحسرت، لكن وقف إطلاق النار لا يبدو متيناً في هذه المرحلة". وأضاف: "الهدنة أعطت الأصول عالية المخاطر سبباً للصعود من جديد، وإن كان ذلك بحذر نسبي".


الدولار يتراجع... وباول لا يستبعد خفضاً قريباً


تراجع الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية. وشهد نظيره الأسترالي تقلبات بعدما جاءت بيانات التضخم الشهرية أدنى من التوقعات.

جاءت تصريحات باول أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب بعد قرار الفيدرالي الأسبوع الماضي بالإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير. وبينما تمسك باول في الغالب بدعوته إلى الصبر في ظل تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، قال إن تراجع التضخم وضعف التوظيف قد يدفعان البنك إلى خفض الفائدة في وقت أقرب.

وقال باول للمشرعين ردّاً على سؤال حول إمكانية خفض الفائدة في يوليو: "إذا اتضح أن ضغوط التضخم لا تزال تحت السيطرة، فسنصل إلى نقطة نخفض فيها الفائدة عاجلاً لا آجلاً".

لكنه أضاف: "لا أرغب في الإشارة إلى اجتماع بعينه. لا أعتقد أننا بحاجة إلى التسرع لأن الاقتصاد لا يزال قوياً".


الأسواق تُسعّر خفضين للفائدة


بحسب تسعير الأسواق المالية، فإنها باتت تُسعّر بالكامل خفضين للفائدة الأمريكية بحلول نهاية عام 2025، مع اعتبار سبتمبر موعداً مرجحاً أكثر من يوليو، رغم أن الرهانات على خفض الشهر المقبل زادت قليلاً مقارنة بالأسبوع الماضي.

اعتبر تشيتان سيث، استراتيجي الأسهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "نومورا هولدينغز"، لقناة "بلومبرغ" أنه "من المرجح أن ينتظر الفيدرالي مزيداً من البيانات قبل أن يكون مستعداً لخفض الفائدة فعلياً". وأضاف: "لا أعتقد أنه سيتعهد بالتحرك حتى يحصل على أدلة إضافية".

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إن المسؤولين بحاجة إلى وضوح أكبر بشأن كيفية تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار، رغم أن بيانات التضخم الأخيرة كانت "إيجابية إلى حد كبير".

من جهته، أشار نظيره في نيويورك جون ويليامز إلى أنه من "الملائم تماماً" الإبقاء على الفائدة لتحليل آثار التغيرات في السياسات. أما محافظ الفيدرالي مايكل بار فقال إنه يتوقع أن تؤدي الرسوم إلى زيادة التضخم، وأعرب عن تأييده لنهج الانتظار والترقب.

وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بيث هاماك إن صناع السياسة قد يُبقون تكاليف الاقتراض مستقرة لبعض الوقت. من جهتها، لفتت رئيسة فرع بوسطن سوزان إم. كولينز إلى أن السياسة النقدية الحالية "مقيدة باعتدال"، وأن هذه القيود لا تزال "ضرورية".


ترمب يربك ملف العقوبات على إيران


فاجأ ترمب يوم الثلاثاء المتداولين في سوق النفط ومسؤولين في حكومته، عبر ما بدا أنه تقويضٌ لسنوات من العقوبات الأمريكية على إيران، حين منح الصين، أكبر زبائن النفط الإيراني، الضوء الأخضر للاستمرار في شراء الخام، في مسعى لدعم اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وارتفع النفط بشكل طفيف، بعد أن سجل أكبر هبوط خلال يومين منذ عام 2022، بينما كان المتعاملون يُقيّمون الهدنة وتقارير صناعية تشير إلى تراجع جديد في مخزونات الخام الأمريكية.

وفي آسيا، من المتوقع أن يُبقي بنك تايلندا على سعر الفائدة من دون تغيير. وتعرضت كوريا الجنوبية لانتكاسة في مسعاها لنيل صفة "سوق متقدمة"، بعدما أبقتها "إم إس سي آي" ضمن فئة الأسواق الناشئة عقب مراجعتها السنوية.

الأكثر قراءة