لماذا لن ينقذ الذكاء الاصطناعي صناعة السينما والتلفزيون؟
رغم التقدّم السريع في أدوات الذكاء الاصطناعي، يؤكد خبراء أن هذه التكنولوجيا لن تُحدث تحولًا جذريًا في صناعة السينما والتلفزيون بين عشية وضحاها، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج الناتج عن "حروب البث" بين منصات العرض، وفقا لمجلة "فورتشن".
ومع تطور الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم، تتعدد استخداماته بشكل كبير، وبفضل أدوات جديدة مثل "فيو" من شركة جوجل، قد تصبح عملية إنتاج المحتوى أسهل وأيسر من ذي قبل.
ومع ذلك، وعلى الرغم من قدرة هذه الأدوات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لا يرى خبراء السينما والتلفزيون أن التكنولوجيا ستقلب الموازين في هذا القطاع بالكامل.
وصناعة المحتوى أصبحت باهظة التكاليف بسبب التنافس الشديد بين المنصات مثل "نتفليكس" و"أمازون" و"أبل تي في" و"ديزني" و"وارنر براذرز" وغيرها، ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي وحده حل هذه المعضلة.
وقال كيفن ماير، المدير التنفيذي السابق في شركة ديزني، في بودكاست "أوبيننج بدز": "إنشاء محتوى مرهق جدا حاليًا، ويتطلب المحتوى عالي الجودة مبالغ طائلة. إذا كنت تُنتج محتوى تقليديًا طويلا لأفلام أو مسلسلات بجودة عالية، فستكون التكاليف مرتفعة، بل تزداد يومًا بعد يوم. لا يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كثيرا".
وترى جنيفر تورنر، نائبة الرئيس التنفيذية السابقة في "ترستار" التابعة لشركة "سوني"، أن السبب الرئيس وراء تضخم التكاليف هو المنافسة بين المنصات لجذب أكبر عدد من المشتركين، فقد أنفقت مبالغ ضخمة على شراء الحقوق الفكرية، وتكاليف جذب النجوم، وحجم الإنتاج، وحينها، كانت المنصات تسعى للنمو بجذب المشتركين، أما الآن فقد أصبح التركيز منصبا على تحقيق الأرباح.
من جانبه، أشار روب روزنبرج، نائب الرئيس التنفيذي السابق والمستشار العام لشبكات "شوتايم"، إلى أن بعض المنصات دفعت مبالغ طائلة تفوق القيمة الحقيقية للمشاريع في سبيل الفوز بعقود الإنتاج، مضيفا أنه في بعض الحالات، دفعت ما يصل إلى 10 أضعاف المبلغ الممكن. فمثلا، بلغ إنتاج حلقة واحدة من مسلسل "سترينجر ثينجز" نحو 30 مليون دولار، وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عام 2022.
ومع ذلك، لا تزال شركات كبرى مثل "أبل" تستثمر مبالغ ضخمة في المحتوى، رغم أنها تخسر أكثر من مليار دولار سنويًا منذ دخولها سوق البث في 2019، بحسب موقع "ذا إنفورميشن".
أما من حيث إسهام الذكاء الاصطناعي، فقد لعب دورًا ملحوظًا أخيرًا، مثل تحسين اللهجات أو تقنيات التقدّم بالعمر والعكس، فقد حصل الممثل أدريان برودي على جائزة أوسكار مع أنه استعين بالذكاء الاصطناعي لتحسين لهجته المجرية.
ومع ذلك، تؤكد تورنر أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن إنتاج أفلام كاملة، حيث أثار استخدام الذكاء الاصطناعي خلافات في هوليوود، مع إضراب أكثر من 11 ألف كاتب سيناريو في 2023 احتجاجًا على استخدامه.
ويؤكد روزنبرج أن الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن لا يتعدى كونه أداة مثل المؤثرات البصرية، ولم تُقدَّم بعد نماذج عمل كافية تشجع الصناعة على الاعتماد الكلي عليه.
وقال: "يعول قطاع الإنتاج على وعود الكفاءة التي يُتيحها الذكاء الاصطناعي في تبسيط سير العمل وأتمتة المهام التي تتطلب جهدًا كبيرًا".