بريطانيا لم تعد مرتعا للأثرياء .. وجهات جديدة تظهر على الساحة بينها السعودية
تستعد المملكة المتحدة لتسجيل أكبر هجرة لأصحاب الملايين في العالم هذا العام، حيث تدفع السياسات الضريبية المرتفعة الأغنياء إلى مغادرة البلاد، بحسب تقرير صادر عن شركة الاستشارات "هينلي آند بارتنرز" بينما يتجه هؤلاء إلى وجهات جديدة بينها السعودية.
يُتوقع أن يغادر بريطانيا صافي 16 ألفا و500 مليونير في 2025، مقارنة بـ10 آلاف و800 في العام الماضي، وهو ما يعدّ أكبر نزوح للمليونيرات تشهده أي دولة خلال العقد الماضي، وفقا لـ "ذا تيليجراف".
يعود السبب الأساسي لهذه الهجرة الكبرى، التي أطلق عليها البعض مصطلح "Wexit" (خروج الثروة)، إلى التغييرات الجذرية في قوانين الضرائب البريطانية، لا سيما إلغاء نظام "المقيمين"، وهو النظام الذي كان يسمح للأثرياء بالإقامة في المملكة المتحدة دون دفع ضرائب على دخولهم الأجنبية لفترة تصل إلى 15 سنة.
وتجدد الجدل حول ثروات الأغنياء في بريطانيا يوم الاثنين، حين أعلن حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بقيادة نايجل فاراج أن الحزب سيفرض رسوما بقيمة 250 ألف جنيه إسترليني على غير المقيمين مقابل العيش في المملكة المتحدة. وستُستخدم هذه الرسوم في دعم 10% من أفقر البريطانيين.
نزوح "غير مسبوق" لأصحاب الملايين من بريطانيا
ذكرت مجلة "بارونز" أنه مع هذا الخروج غير المسبوق لأصحاب الملايين من بريطانيا، يتجه عديد منهم إلى دول مثل السعودية والهند وجنوب إفريقيا.
ووفقا لبيانات "هينلي آند بارتنرز"، فإن عدد المليونيرات الذين ستخسرهم بريطانيا سيكون ضعف العدد المتوقع مغادرته للصين هذا العام، حيث تُقدر خسارة الصين بـ7800 مليونير فقط.
أما دول أوروبا الأخرى، مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا، فهي أيضا تواجه صعوبات في الحفاظ على أصحاب الثروات، مع تسجيل صافي مغادرة بلغ 800 و500 و400 مليونير بالترتيب.
في المقابل، برزت دولة الإمارات كأكبر مستفيد من هذه التحركات، مع استقبال 9800 مليونير خلال الفترة ذاتها، ما يجعلها الوجهة الأولى عالميا للعام الرابع على التوالي.
يعتمد التقرير على مصادر متعددة، منها تتبع تحركات 150 ألف من أصحاب الثروات العالية على مستوى العالم، باستخدام بيانات من منصات مثل "لينكد إن"، وسجلات الممتلكات، ووثائق الشركات.
أثرياء بريطانيا يشعرون بالاستقرار في أماكن أخرى
لا يتعلق الأمر فقط بالتغييرات في النظام الضريبي "بل يعكس شعورا متزايدا بين الأثرياء بأن الفرص والاستقرار والحرية أصبحت موجودة في أماكن أخرى" بحسب يورغ شتيفن، الرئيس التنفيذي لـ"هينلي آند بارتنرز".
يحذر شتيفن من أن التداعيات طويلة الأمد لهذا الاتجاه ستكون كبيرة على القدرة التنافسية الاقتصادية للمملكة المتحدة وجاذبيتها الاستثمارية.
خبراء آخرون يرون أن العدد الحقيقي لمن غادروا من المقيمين ورجال الأعمال البريطانيين لن يمكن تحديده بدقة قبل توافر بيانات الضرائب بعد 18 شهرا.
في الوقت ذاته، يشير تحليل حديث لـ "بلومبرغ" إلى أن المملكة المتحدة تشهد بالفعل هجرة جماعية لرواد الأعمال الأثرياء، حيث غادر نحو 4400 منهم البلاد العام الماضي.
بيد أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن نزوح أصحاب الملايين من بريطانيا ليس بالأمر الجديد؛ فبحسب تريفور ويليامز، كبير الاقتصاديين السابق في بنك "لويدز"، انخفض عدد المليونيرات المقيمين في بريطانيا 9% منذ عام 2014، بينما شهدت الدول الـ10 الأغنى عالميا نموا 40%.