تحليلات ذكية تقلص نسب التسرب الوظيفي 18% في السعودية

تحليلات ذكية تقلص نسب التسرب الوظيفي 18% في السعودية

باتت تحليلات الموارد البشرية تستخدم لفهم أسباب مغادرة الموظفين، والاحتراق الوظيفي من خلال مراقبة مؤشرات مثل ساعات العمل، وعدد الإيميلات المتبادلة، والوقت الذي يقضيه الموظف أمام الشاشة، ومدة الاجتماعات، للتنبئ بهؤلاء الموظفين قبل تقديم استقالاتهم وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" رئيس وحدة تحليلات الموارد البشرية في صندوق الاستثمارات العامة (PIF) خالد بخاري.

وقال بخاري خلال قمة ومعرض الموارد البشرية في الرياض اليوم إن النتائج تُظهر نجاح هذه التحليلات الذكية في تقليل معدل التسرب الوظيفي في عدة شركات متعددة، بما في ذلك قطاعات البنوك والتكنولوجيا والاستثمار، بنسبة تصل إلى 18% ، ووفرت الشركات في تكلفة التوظيف ما يعادل من 20 إلى 30% مقارنة بالفترات السابقة.

دور التحليلات كما يقول رئيس وحدة تحليلات الموارد البشرية يأتي كمنقذ من الاحتراق والتسرب الوظيفي الذي يكلف الشركات ملايين الريالات في زمن التنافس على الكفاءات، ويتضمن تقديم حلول وقائية مثل زيادة الراتب أو توفير دورات تدريبية خارج السعودية، ما يسهم في تقليل التكاليف وتحسين رضا الموظف.

العوامل المؤثرة في الاحتراق تشمل العمر، الجنسية، سنوات الخبرة، وطبيعة المدير المباشر، إلى جانب بيانات مثل ساعات العمل، عدد الإيميلات، مدة الاجتماعات، ووقت عمل الشاشة، التي توضح مدى استهلاك الموظف وعبء عمله.

اعتماد تحليلات الموارد البشرية في الجهات الحكومية في السعودية يأتي باستثمار عالي العائد، حيث إن كل دولار يُنفق على تحليلات القوى العاملة يحقق عائدًا لا يقل عن 13 دولارا من حيث الكفاءة التشغيلية وتحسين الإنتاجية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة PwC الشرق الأوسط بعنوان "قوة البيانات".

التقرير أظهر أن 58% من الجهات الحكومية السعودية تستخدم حاليا تحليلات البيانات في مجالات تتعلق بجذب الموظفين وقياس الرضا الوظيفي وتخصيص مسارات التطوير. وتُعد هذه الأرقام مؤشراً على أن الاستثمار في البيانات والتحليل لم يعد خيارًا تقنيًا فقط، بل أداة اقتصادية تساهم بشكل مباشر في رفع كفاءة الإنفاق وتعظيم الأثر المؤسسي.

في بيئات العمل الحديثة، أصبح الاحتراق الوظيفي والتسرب الوظيفي من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات، ليس فقط لأنها تؤثر في معنويات الموظفين، بل أيضاً لما تسببه من خسائر مالية.

شركة Deloitte على سبيل المثال وفقا لدراسة نشرتها على موقعها، نجحت مع إحدى شركات الأدوية الكبرى باستخدام تحليل بيانات 3 سنوات لبناء نماذج تنبئية برفع نسبة الاحتفاظ بالموظفين الأساسيين إلى 98% في عام واحد فقط. هذه النماذج التنبئية تساعد على التعرف المبكر على الموظفين المعرضين للمغادرة، ما يمكن المؤسسات من التدخل بفاعلية وتقليل التسرب بنسبة تصل بين 5 إلى 8% سنويًا، مع العلم أن تكلفة فقدان الموظف قد تصل إلى 13-23% من راتبه السنوي.

الأكثر قراءة