«مؤشر الخوف» يتراجع .. لماذا تتجاهل الأسهم العالمية الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

«مؤشر الخوف» يتراجع .. لماذا تتجاهل الأسهم العالمية الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

انخفض مؤشر ستوكس أوروبا 600 بنسبة 0.9% في بداية التداول، لكن هذا كان الحدث الدرامي الوحيد في أسواق الأصول العالمية حتى الآن، بعد أن رجحت التداولات عودة المستثمرين المتفائلين إلى النشاط رغم ما تشهده الأسواق من ارتباك.

وتراجع مؤشر التقلبات "VIX" الذي يعرف بـ "مؤشر الخوف" ويرصد توقعات الأسواق، بعد أداء قوي حققه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بالأمس، في حين انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% فقط هذا الصباح، قبل بدء التداول، وفي اليابان. ارتفعت الأسهم، بينما ظلت مستقرة في الصين.

وبحسب مجلة فورتشن، المفاجأة الكبرى هذا الأسبوع هي المزاج الهادئ، بل المتفائل تقريبًا، لدى المستثمرين تجاه الصراع الإسرائيلي الإيراني. فقد ارتفعت الأسهم الأمريكية خلال جلسات التداول الخمس الأخيرة، فيما يترقب المتداولون قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة غدًا.

ومن المتوقع أن يُبقي رئيس الفيدرالي، جيروم باول، على أسعار الفائدة كما هي، وأي تغيير في تعليقاته سيكون المحرك للأسواق.

لماذا تتجاهل الأسهم الأحداث الأخيرة؟

مسح من بنك أوف أمريكا لمديري الصناديق العالمية شمل 222 مشاركًا يديرون أصولًا بقيمة 587 مليار دولار، أكد أن المستثمرين المؤسسيين المتفائلين قد عادوا.

وقال مايكل هارتنت وفريقه في مذكرة للعملاء اطلعت عليها "فورتشن": "الخلاصة: تعافت ثقة المستثمرين إلى مستويات "التفاؤل المعتدل" التي كانت سائدة قبل فرض رسوم ترمب الجمركية، مع انحسار مخاوف الحرب التجارية والركود".

ومع ذلك، هناك أصل واحد ينبذه المستثمرون حاليًا، وهو الدولار الأمريكي، الذي فقد نحو 10% من قيمته مقابل العملات الأجنبية هذا العام وفقًا لمؤشر الدولار الأمريكي.

ووفقًا لبنك أوف أمريكا، فإن انكشاف المستثمرين للدولار بات الآن في أدنى مستوى منذ 20 عامًا، إذ يقول هارتنت وفريقه: "أسوأ صفقة هذا الصيف هي الرهان على ارتفاع الدولار".

أشار أنطونيو روجيرو من شركة كونفيرا أيضًا إلى ضعف الدولار: "أدى ارتفاع أسعار النفط - بنسبة تصل إلى 12% يوم الجمعة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط - إلى كشف الغطاء عن تراجع جاذبية الدولار كملاذ آمن.. هنا يبرز تباين واضح: النفط يرتفع، لكن الدولار لا يواكبه.

"وهذا يؤكد أن المعنويات السلبية تجاه الاقتصاد الأمريكي محت التأثير الإيجابي لارتفاع النفط على الدولار، ولا سيما في فترات المخاطر الجيوسياسية. والنتيجة؟ موجة جديدة من التخارج مع استمرار تقويض الثقة في الأصول الأمريكية"، بحسب روجيرو.

وأضاف: "الدعم الوحيد الجوهري للدولار حاليًا هو موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد، والذي عاد إلى وضع التأهب الكامل، سواء كانت الضغوط التضخمية ناتجة عن الرسوم الجمركية أو عن ارتفاع أسعار النفط، فإنها تصعب على الفيدرالي فرض خفض الفائدة الذي تسعى إليه إدارة ترمب، ما يعزز من حجة إبقاء السياسة النقدية كما هي في الوقت الراهن".

الأكثر قراءة