لماذا لا تؤثر المخاطر الجيوسياسية في الأسهم السعودية طوال القرن الحالي؟
طوال القرن الحالي، سجلت السوق المالية السعودية تحركات إيجابية في فترات النزاعات العسكرية التي تقع على حدود البلاد، ما يظهر سيطرة العوامل الأساسية للشركات والحالة الاقتصادية، على قرارات المتعاملين.
عاطفة الخوف قد تؤدي دورا في بداية الأمر، إلا أن إيرادات الشركات وربحيتها في مناخ اقتصادي ملائم لتحقيق معدلات النمو هي أساس قيمة المنشأة، لذلك تعود السوق دائما إلى الأساسيات.
في القرن الحالي، حدثت عدة عمليات عسكرية بالقرب من حدود البلاد، تحرك "تاسي" بشكل إيجابي خلالها. وتحققت أعلى المكاسب أثناء غزو العراق في 2003 ليرتفع المؤشر العام 17% منذ بداية الغزو في نهاية شهر مارس إلى مطلع مايو حين انتهت العمليات القتالية الكبرى مع إعلان الرئيس الأمريكي "بوش".
أظهرت دراسة "العلاقة بين الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي وحالة عدم اليقين" للدكتورة ابتهال المطيري في سبتمبر 2024، عدم وجود تأثير كبير للمخاطر الجيوسياسية في الناتج المحلي الإجمالي، في حين أظهرت أن التأثير أكبر لأسعار النفط.
أثناء النزاعات العسكرية في مناطق إنتاج النفط، ترتفع أسعار الذهب الأسود، ما يكون له أثر إيجابي في المالية العامة، ونمو الناتج المحلي. وفي المقابل الشركات تواصل أعمالها وإنفاق المستهلكين مستمر، وتلك العوامل تسهم في رفع قيمة الشركات لا خفضها.
لم تفصح الشركات عن تأثر أعمالها بشكل جوهري بما يحدث في المنطقة، وعلى نطاق الاقتصاد، أعلنت وكالة كابيتال إنتليجنس للصتنيفات الائتمانية يوم الجمعة، تأكيدها للتصنيف الإئتماني طويل الأجل بالعملة الأجنبية، والعملة المحلية للسعودية عند مستوى AA-، وفي الوقت نفسه أكدت التصنيف قصير الأجل بالعملة المحلي والأجنبية عند A1+.
يظهر ذلك قدرة الحكومة على الوفاء بالتزامتها بالعملة المحلية والأجنبية بدرجة عالية، التي تبرز الحالة الجيدة التي تتمتع بها السعودية.