حرب إيران وإسرائيل .. ماذا قال خبراء لـ"الاقتصادية" بشأن النفط وتصريحات وكالة الطاقة؟

حرب إيران وإسرائيل .. ماذا قال خبراء لـ"الاقتصادية" بشأن النفط وتصريحات وكالة الطاقة؟

مع إعلان أمين عام منظمة "أوبك"، هيثم الغيص، أن مدير وكالة الطاقة الدولية "يبعث إنذارات كاذبة ويبث شعورا بالخوف" في سوق النفط العالمية، توجهت "الاقتصادية" إلى خبراء في قطاع الطاقة لاستطلاع آرائهم حيال دلالات هذه التصريحات.
تأتي التصريحات في وقت تشهد فيه الأسواق توترات جيوسياسية متفاقمة، خصوصا في ظل المواجهة بين إسرائيل وإيران، وسط تساؤلات حول دور المنظمات الدولية في تشكيل المزاج العام للسوق، ومدى تأثر السياسات النفطية بالرسائل الإعلامية المتبادلة.

تصريحات تزيد ضبابية الأسواق
هنا قال لـ"الاقتصادية" مدير مركز معلومات ودراسات الطاقة في لندن مصطفى البزركان: "بالفعل ينطبق وصف أمين عام أوبك على تصريحات مدير وكالة الطاقة الدولية والتي تزيد ضبابية على مشهد أسواق النفط، خاصة حينما لوّح باتخاذ مواقف قد لا يكون لها تفسير إلا نشر القلق، إلى جانب ما تشهده الأسواق بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران."
أضاف "عودتنا وكالة الطاقة الدولية أن تطلق تصريحات أقرب إلى سياسية منها إلى اقتصادية، الهدف منها إثارة القلق والتشكيك بقرارات وإحصائيات وتوقعات منظمة أوبك ومجموعة أوبك+، لكن أوبك تمتلك ثقة الأسواق بشكل أكبر من وكالة الطاقة الدولية".
وفيما يتعلق بجاهزية "أوبك+" لأي اضطرابات محتملة، قال البزركان "إن تأثر المعروض من النفط، وخاصة إذا تم منع النفط الإيراني، فإن منظمة أوبك ومجموعة أوبك+ لديها الإمكانيات لزيادة كميات معروضها من النفط الخام لتعويض عن النفط الإيراني في حال انقطاعه".

الثقة العالمية تميل إلى "أوبك"
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" الكاتب المتخصص في شؤون الطاقة والصناعة، المهندس عماد الرمال، إن "أوبك تمثل الدول المنتجة للنفط، والثانية تمثل الدول المستهلكة للنفط، وجميع الأطراف ترغب في كسب الثقة العالمية من خلال دراساتها وتوقعاتها للطلب والعرض النفطي".
أوضح، يبدو أن الثقة العالمية بدأت تميل لمصلحة منظمة أوبك، مع تقلص تأثير تصريحات وكالة الطاقة على نفسية المتداولين في بورصة النفط كما كانت سابقا، خاصة مع إعلان أوبك في 2022 وقف التعامل مع تقارير الإنتاج لوكالة الطاقة الدولية، بسبب تناقض تصريحاتها فيما يخص الاستثمار في حقول النفط.
حول مصداقية وكالة الطاقة، قال الرمال "لعل طلب بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي التحقق في تضليل تقارير وكالة الطاقة الدولية المضللة يعكس تدهور الثقة العالمية في تقارير الوكالة".
أما بشأن التهديد بالسحب من المخزونات، فذكر الرمال بأن "التهديد باستخدام احتياطات مخزونات النفط لدى الدول الأعضاء لوكالة الطاقة الدولية للتأثير في أسعار النفط مع ارتفاع الأسعار نتيجة الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل حالياً لا يجدي نفعا، فقد حاولت إدارة بايدن سابقا استخدام هذا السلاح وقامت بالفعل بالسحب من مخزونات النفط إلا أنها فشلت في التأثير على الأسعار".
أضاف أن "الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية تدرك تماما أن انخفاض مخزونات النفط الاحتياطية سيؤثر في أسعار النفط إيجابا نتيجة حاجة تلك الدول إلى التعويض لاحقا عن كميات النفط المسحوبة".

النفط يسجل أعلى مستوياته منذ يناير
وقفزت أسعار النفط في ختام تعاملات الجمعة، لتسجل أعلى مستوياتها منذ أواخر يناير، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ليستقر خام برنت عند 74.23 دولار للبرميل، مرتفعاً بنسبة 7.02%، بعد أن لامس خلال الجلسة 78.5 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 27 يناير.
كما أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 72.98 دولار، مرتفعا 7.62%، بعدما بلغ 77.62 دولار أثناء التداول، مسجلا أعلى مستوى له منذ 21 يناير.
وتعكس هذه القفزة المخاوف المتزايدة من احتمال تعطل الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط، في ظل تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، وهو ما أعاد رسم ملامح السوق وأعاد تسعير المخاطر الجيوسياسية لدى المستثمرين.

الأكثر قراءة