طريق التجارة في آسيا الوسطى ينعش الحياة ويجذب الاستثمارات الأوروبية

طريق التجارة في آسيا الوسطى ينعش الحياة ويجذب الاستثمارات الأوروبية
جيتي

يكتسب "الممر الأوسط" أو طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين أهمية متزايدة، ليصبح أحد المحاور الحيوية في إعادة تشكيل العلاقات التجارية بين الشرق والغرب، في ظل تغيرات جيوسياسية واقتصادية متسارعة.

وفقا لصحيفة نيكاي آسيا، ينطلق هذا الممر من الصين، ويمر عبر كازاخستان بواسطة الطرق البرية والسكك الحديدية، ليعبر بحر قزوين ثم منطقة القوقاز، ويصل أخيرًا إلى تركيا أو أوروبا، مشكّلًا بديلاً بريًا فعّالًا للمسارات البحرية التقليدية.

يمثل هذا الطريق نسخة حديثة من طريق الحرير التاريخي، ويقلل وقت الرحلة، فمثلًا تُختصر مدة شحن البضائع بين اليابان وتركيا بما يقارب الثلثين مقارنة بالشحن البحري.

في هذا السياق، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال منتدى أستانا الدولي في 30 مايو، "إن آسيا الوسطى طالما كانت ملتقى طرق بين الغرب والشرق".

بعد أن كان هذا الممر مجرد فكرة طموحة، أصبح اليوم طريقًا نشطًا ومحوريًا في التجارة العالمية، رغم أنه لا يزال أقل استخدامًا من الطرق البحرية الرئيسة.

أشار رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف إلى أن حجم الشحن عبر هذا الممر ارتفع 62% في 2024 ليصل إلى 4.5 مليون طن متري. وتهدف الحكومة الكازاخستانية إلى رفع هذا الرقم إلى 10 ملايين طن في المستقبل القريب، فيما أعلن نائب وزير التجارة أسيت نوسوبوف عن هدف بعيد المدى يبلغ 43 مليون طن بحلول 2030 - أي ما يقارب 10 أضعاف مستوى العام الماضي.

تُعزز التطورات الجيوسياسية من جاذبية هذا الممر، خاصة بعد تدخل روسيا في أوكرانيا عام 2022، ما دفع الدول للبحث عن بدائل آمنة لطرق الشحن عبر روسيا. كما أسهمت تحديات الشحن البحري، مثل إغلاق قناة السويس عام 2021 وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، في تسليط الضوء على أهمية النقل البري.

كما أعلنت كازاخستان عن استثمارات قدرها 10 مليارات دولار هذا العام، منها 7 مليارات لبنية الطرق التحتية و3 مليارات للسكك الحديدية. من جانبه، تعهّد الاتحاد الأوروبي بضخ 13.7 مليار دولار في مشاريع النقل الإقليمية، في حين تواصل الصين دعمها عبر مبادرة الحزام والطريق.

وصرح نوسوبوف بأن كازاخستان تعمل أيضًا على تحديث شبكة السكك الحديدية وتوسيع ميناء أكتاو، إلى جانب تسهيل الإجراءات الجمركية. وتسعى الدولة إلى توسيع شبكات النقل شمالا وجنوبا، وتعتزم تنفيذ مشروع خط سكة حديد مع تركمانستان وأفغانستان، يصل إلى إيران وجنوب آسيا، ما قد يعزز الاستقرار الإقليمي ويُوسع من نطاق الممر الأوسط ليشمل روابط جديدة مع الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

الأكثر قراءة