"تام" السلوفينية للحافلات تبدأ تجميع مركباتها في السعودية استعدادا للتصنيع الكامل

"تام" السلوفينية للحافلات تبدأ تجميع مركباتها في السعودية استعدادا للتصنيع الكامل

بدأت شركة "تام" السلوفينية (TAM-EU) لصناعة السيارات ومركبات النقل، تجميع حافلاتها في الرياض قبل التوجه للتصنيع الكامل بمكونات محلية خلال عقد، وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" يوسف مي، الرئيس التنفيذي للشركة.

الشركة أنشأت بالفعل مصنعا في المدينة الصناعية الثالثة في الرياض، وبدأت عمليات التجميع في قطاع السيارات الكهربائية، والحافلات، والشاحنات الخفيفة، وسيارات الفان، مع خطط للتحول إلى التصنيع الكامل خلال 10 إلى 15 عاما.

الرئيس التنفيذي للشركة التي تعود جذور تأسيسها إلى زمن يوغوسلافيا الاشتراكية وتعمل حاليا على تطوير وإنتاج المركبات التجارية، مع التركيز بشكل خاص على الحافلات، قال: "بينما شهد العقد الأخير توسع (تام) في آسيا وأوروبا، فإن عودتنا إلى السوق السعودية بعد 60 عاما تأخذ طابعا مختلفا. نحن لا نبدأ من الصفر في المنطقة، لدينا تاريخ في السوق المحلية منذ 1961، ولا تزال بعض حافلاتنا القديمة تعمل حتى اليوم".

تعتمد خطة "تام" في السعودية على مرحلتين: الأولى، بناء شبكة مبيعات وصيانة قوية، تشمل توفير الحافلات الكهربائية وحافلات النقل داخل المدن والمركبات اللوجستية، ثم التوسع نحو التصنيع المحلي.

ولفت إلى أن العودة للسوق السعودية اليوم جاءت بعد اختبار ميداني صارم، استغرق عامين ونصف بعد الجائحة، للتأكد من ملاءمة المركبات الكهربائية للبيئة المناخية القاسية في البلاد.

الشركة قامت بتشغيل 20 حافلة كهربائية في مطار الرياض في 2021، بالتعاون مع الخطوط الجوية السعودية، وبحسب الرئيس فقد أثبتت التجربة أن الأداء والكفاءة تجاوزا التوقعات، وأسهما في بناء الثقة مع الجهات المشغلة، وأضاف: "ننظر إلى السعودية كمنصة تصنيع إقليمي، وليس فقط كسوق مستهلكة، حيث نمتلك خطة طويلة الأمد تمتد 25 عاما تستهدف الوصول إلى مركبات مصنوعة بالكامل في السعودية، وبمكون محلي يصل إلى 100%".

وفي عام 1947 أنشأت الشركة التي مرت بـ3 مراحل تعكس تحولات جيوسياسية وصناعية عميقة في أوروبا والعالم، الأولى بدأت في يوغوسلافيا بعد الحرب العالمية الثانية، حين تأسست كمصنع مملوك للدولة مكلف بإنتاج جميع أنواع المركبات التجارية والعسكرية والخاصة ضمن إطار الاقتصاد الاشتراكي.

وآنذاك، كانت تخدم أسواق الكتلة الشرقية ودول عدم الانحياز، ووصلت إلى ذروة طاقتها الإنتاجية بـ200 ألف وحدة سنويا، مع أكثر من 10 آلاف موظف.

المرحلة الثانية جاءت بعد تفكك يوغوسلافيا واستقلال سلوفينيا عام 1991، حيث أعادت هيكلة عملياتها لتواكب اقتصاد السوق، وركزت على إنتاج الحافلات والمركبات التجارية، خصوصا للأسواق الأوروبية، ورغم أن هذا التحول كان ضروريا لمواءمة معايير الجودة الأوروبية، لكن رافقه انكماش في حجم العمليات مقارنة بالمرحلة الاشتراكية.

أما الثالثة، فبدأت في 2012 عندما دخل مستثمر صيني إلى هيكل ملكية الشركة، ما أتاح لها الحصول على التمويل والربط بسلاسل التوريد العالمية، وسرّع انتقالها إلى تصنيع المركبات الكهربائية والهيدروجينية، وفقا لـ "مي" الذي قال "منذ 2014، أصبح الابتكار محركا رئيسيا لنمونا، ودخلنا قطاعات جديدة مثل مركبات المطارات والنقل الذكي".

مي يشير إلى أن الطلب المرتفع على خدمات النقل المدرسي والنقل اللوجستي في السوق السعودية يشكل حافزا استثماريا، لكنه يقر أيضا بأن التحديات قائمة، خصوصا محدودية الموردين المحليين، "نحن نبني المنظومة من الصفر تدريب كوادر، نقل تقنية، وبناء سلاسل توريد محلية".

ورغم توسعها في الأسواق الآسيوية، لا تخطط "تام" للإدراج في البورصات حاليا، حيث يقول الرئيس: "ما زلنا في مرحلة مبكرة، ولدينا شركاء متعددون، ولا نرغب في اتخاذ خطوات متسرعة دون تنسيق كامل".

وتشدد الشركة -على لسان الرئيس التنفيذي- على أن رؤيتها تمتد إلى تحويل السعودية إلى منصة تصنيع وتصدير إقليمي، خصوصا مع دخول لاعبين عالميين كـ "مرسيدس"، "رينو"، و"لوسيد" إلى المشهد الصناعي المحلي، مضيفا "من ينجح اليوم في السعودية، سيكون جزءا من خريطة صناعية جديدة ترسم في المنطقة، ونحن لا نعتزم البقاء على الهامش".

الأكثر قراءة