روبوتات الذكاء الاصطناعي ستضيق فجوة الناتج المحلي بين الصين وأمريكا
ستكون الصين أكبر المستفيدين اقتصاديًا من روبوتات الذكاء الاصطناعي، وستقلص بذلك الفجوة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بينها وبين الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة المقبلة. لكن انخفاض عدد سكانها مستقبلاً قد يعيق هذا النمو، وفقًا لتوقعات المركز الياباني للأبحاث الاقتصادية.
في توقعات طويلة الأجل صدرت يوم الخميس، يتوقع المركز أنه بحلول نهاية خمسينيات القرن الحادي والعشرين، سيبلغ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين 3.5 أضعاف مستواه في 2024، ليصل إلى 89% من حجم الاقتصاد الأمريكي عام 2057، وستتقلص الفجوة بين أكبر اقتصادين إلى أدنى مستوياتها.
وفقا لـ "نيكاي آسيا"، يرى المركز أن إدخال "الذكاء العام الاصطناعي" في روبوتات التصنيع سيكون المحرك الرئيس لهذا النمو. يشير مصطلح "الذكاء الاصطناعي العام" إلى مفهوم ذكاء لم يحقق بعد، يملك قدرات معرفية تُضاهي الإنسان.
هذا النوع من الذكاء الاصطناعي – وهو مفهوم ذكاء لم يُحقق بعد، يحاكي قدرات الإنسان الإدراكية - سيساعد الصين أكثر من غيرها بسبب اعتمادها الكبير على التصنيع. ويتوقع أن تدمج الشركات الخاصة الذكاء الاصطناعي العام ي مجال البرمجيات بحلول 2030، وفي صناعة الروبوتات بحلول 2035.
يتوقع مركز الأبحاث أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين بمعدل 4.3% سنويا خلال ثلاثينيات القرن الحالي، مدعومًا باعتماد الذكاء الاصطناعي العام في صناعة البرمجيات، ما سيُسهم في رفع إنتاجية القوى العاملة في مجالات مثل البرمجة والتعليم والتخطيط. وفي أربعينيات القرن، يتوقع أن يتراجع النمو إلى 3.7% سنويًا، مع تقلص القوة العاملة.
لكن بدءا من خمسينيات القرن، سيشهد الاقتصاد الصيني تباطؤا حادا بسبب الانخفاض السريع في عدد السكان، إذ يُتوقع أن ينخفض عدد السكان 40% مقارنة بعام 2024، ليبلغ نحو 854 مليون نسمة في 2075. ونتيجة لذلك، أفاد التقرير بأن معدل نمو الصين سيقترب من الصفر بحلول 2075.
في المقابل، ستستفيد الولايات المتحدة أيضًا من الذكاء الاصطناعي، وإن كان بدرجة أقل من الصين. ستستمر الولايات المتحدة في تحقيق نمو مطرد بفضل ضغوط ديموغرافية أقل، مع توقعات بنمو 3.3% سنويًا في الثلاثينيات وانخفاض تدريجي إلى 1.4% بحلول 2075، وهو معدل أعلى من نمو الصين.
ويرى التقرير أن تفوق الصين اقتصاديًا على الولايات المتحدة غير مرجح، فبالرغم من أن الفجوة ستكون في أدنى مستوياتها عام 2057، فإنها ستتسع مجددًا بعد ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التوقعات لا تأخذ بالحسبان آثار الحرب التجارية الأخيرة بين البلدين، مع هذا، لا يزال كثير من الاقتصاديين يرون أن تجاوز الاقتصاد الصيني للأمريكي وارد، لكن
أكد هيدينوبو إيشيباشي، كبير الاقتصاديين في المركز الياباني للأبحاث الاقتصادية، على أهمية تأثير الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الحقيقي. وبأخذ الولايات المتحدة مثالا، يُقدر فريقه النمو السنوي للإنتاجية الكلية لعوامل الإنتاج، وهو مؤشر على زيادة الإنتاجية نتيجةً للابتكار التكنولوجي، بنسبة 1.7% في الفترة من 2024 إلى 2075. وأوضح أن هذا المعدل يُقارن بالفترة التي شهدت اختراعات كبرى مثل الكهرباء والسيارات، حيث بلغ النمو آنذاك 1.9% بين 1919 و1970، باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية.