محللون لـ"بلومبرغ": هذه العوامل تحدد مسار الأسواق بعد ضربة إسرائيل لإيران

محللون لـ"بلومبرغ": هذه العوامل تحدد مسار الأسواق بعد ضربة إسرائيل لإيران
أضرار في المنازل جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران اليوم. "إ.ب.أ"

يرى خبراء استراتيجيون أن السؤال الرئيسي الذي يواجه الأسواق عقب الضربة التي شنتها إسرائيل ضد إيران يدور حول ما إذا كان من الممكن احتواء تداعياتها.

نفذت إسرائيل ضربة جوية داخل الأراضي الإيرانية، وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأنها "ضربة استباقية". هذه التوترات ألقت بظلالها على الأسواق، حيث ارتفعت أسعار النفط، وتراجعت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية، بينما عاود الدولار تعويض خسائره السابقة مع تخلي المتداولين عن العملات عالية المخاطر.

وفيما يلي أبرز آراء مراقبي السوق:

قالت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في سنغافورة لدى "ساكسو ماركتس" (Saxo Markets): "عناوين الأخبار التي تناولت الضربة الجوية الإسرائيلية داخل إيران أعادت إشعال فرص المخاطر الجيوسياسية. واستمرار هذا المزاج الحذر في الأسواق يعتمد الآن على ما ستسفر عنه الساعات الـ24 إلى 48 المقبلة".

وأضافت تشانانا: "إذا كان رد طهران محدوداً واستمرت تدفقات الطاقة دون انقطاع، فإن التجربة تشير إلى أن فرص المخاطرة قد تتلاشى بسرعة. لكن أي مؤشر على رد انتقامي أو اضطرابات في الإمدادات سيُبقي التقلبات مرتفعة ويدفع أسعار النفط والأصول الآمنة إلى الصعود".

ضربة إسرائيل تغير مزاج السوق
من جهته، قال بيلي ليونغ، استراتيجي الاستثمار في سيدني لدى "غلوبال إكس إي تي إف" (Global X ETFs)، إن العامل الحاسم للمستثمرين الآن هو مدى بقاء الهجمات الأخيرة تحت السيطرة، مما يوفر فرصاً للمتداولين لتجاوز تحركات السوق.

وأوضح أن "ما نشهده هو انعكاس حاد لموجة التفاؤل التي سادت الليلة الماضية، عندما كان التفاؤل حيال قطاع التكنولوجيا وتراجع التضخم وضعف مراكز التداول يدفع السوق نحو المخاطرة، لكن ضربة إسرائيلية مباشرة على إيران قلبت هذا السرد رأساً على عقب".

وتابع: "هذا السيناريو يذكرنا بنقاط اشتعال سابقة مثل اغتيال قاسم سليماني في عام 2020، وهجمات الناقلات في 2019، حيث شهدنا ردود الفعل الأولية نفسها: ارتفاع أسعار النفط، وقوة في سندات الخزانة الأميركية والفرنك السويسري".

وأفاد أن "المفتاح الآن هو ما إذا كانت هذه التطورات ستبقى محصورة، فالتاريخ يُظهر أن الأسواق غالباً ما تتلاشى الصدمة إذا كان التصعيد محدوداً".

أصول الملاذ الآمن تحت المجهر
أفاد وي ليانغ تشانغ، استراتيجي الاقتصاد الكلي لدى "دي بي إس غروب هولدينغز" (DBS Group Holdings) في سنغافورة، أن الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الين الياباني وسندات الخزانة الأميركية سيظل قائماً، بينما تترقب الأسواق أي مؤشرات على تصعيد التوترات بين إسرائيل وإيران.

وقال تشانغ: "قد نشهد رد فعل انعكاسي سريع في الأسواق، مع عودة المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط إلى الواجهة. الأسواق ستقيم تأثير الضربة الجوية وتراقب مخاطر التصعيد".

وتابع: "قد تشهد الأصول عالية المخاطر تراجعاً، في حين يُقبل المستثمرون على أصول الملاذ الآمن مثل الين وسندات الخزانة الأمريكية".

أوضح ماثيو هاوبت، مدير محفظة في سيدني لدى "ويلسون أسيت مانجمنت" (Wilson Asset Management): "نشهد تحركات كلاسيكية لتجنب المخاطر، مع ارتفاع الطلب على السندات والذهب، إلى جانب قفزة في أسعار النفط. وغالباً ما تتلاشى هذه التحركات بعد الصدمة الأولية. ما نراقبه الآن هو سرعة وحجم رد فعل طهران، فهذا ما سيحدد مدة استمرار التحركات الحالية في الأسواق".

الأكثر قراءة