الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من التفاؤل بشأن محادثات التجارة
ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بدعم من التوقعات الإيجابية بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، بعدما تبنى المسؤولون نبرة متفائلة عقب اليوم الأول من المفاوضات.
وصعد مؤشر إقليمي للأسهم بنسبة 0.4% مع استعداد المسؤولين الأميركيين والصينيين لاستئناف المحادثات اليوم الثلاثاء. وتداولت الأسهم في هونغ كونغ والصين ضمن نطاق ضيق، بينما ارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية في التداولات الآسيوية.
واستقر الدولار قرب مستوياته التي سجلها آخر مرة في عام 2023. كما حافظت سندات الخزانة الأميركية على استقرارها، بعدما تراجعت عوائد سندات لأجل 10 سنوات في الجلسة السابقة إلى 4.47% مع انحسار توقعات التضخم.
تفاؤل حذر في انتظار بيانات التضخم
رغم عدم الإعلان عن اختراقات كبيرة بعد اليوم الأول من المحادثات، وتراجع الأسهم عن بعض مكاسبها المبكرة، فإن المسؤولين الأميركيين بدوا متفائلين بشأن سير المفاوضات.
وفي ظل ترقب الأسواق لبيانات رئيسية للتضخم يوم الأربعاء، ودخول الاحتياطي الفيدرالي في فترة التعتيم الإعلامي قبل قراره المرتقب بشأن أسعار الفائدة في 18 يونيو، يحاول مديرو الأموال تحديد ما يمكن أن يدفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى العودة إلى مستوى قياسي جديد، بعد أن قفز المؤشر بنسبة 20% من أدنى مستوياته المسجلة في أبريل.
وقال تاكرو أوجيهارا، استراتيجي تنفيذي في "أسيت مانجمنت وان" في طوكيو: "هناك تفاؤل متزايد من جديد بأن المفاوضات ستُفضي في النهاية إلى اتفاق". وأضاف: "لو استطاعت الولايات المتحدة والصين التوصل إلى تفاهم، فسيكون ذلك تطوراً إيجابياً للاقتصاد العالمي".
أداء الأسهم الأمريكية وتأثير محادثات التجارة
كان مؤشر "إس آند بي 500" قد سجل مكاسب طفيفة يوم الإثنين، ليظل على بُعد نحو 2% من ذروته المسجلة في فبراير. في المقابل، تراجعت أسهم "أبل" بأكثر من 1% بعدما لم يتضمن مؤتمرها للمطورين أي تطورات بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك إن المحادثات بين واشنطن وبكين كانت "مثمرة"، في حين وصف وزير الخزانة سكوت بيسنت الاجتماع بأنه "جيد". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين في البيت الأبيض يوم الإثنين: "نحقق تقدماً جيداً مع الصين. الصين ليست سهلة"، مضيفاً: "أتلقى تقارير جيدة فقط".
ومن المقرر أن تمتد المحادثات إلى يوم ثانٍ، وفقاً لمسؤول أميركي، مع سعي الجانبين إلى تخفيف التوترات بشأن شحنات التكنولوجيا والعناصر الأرضية النادرة. وأفاد المسؤول بأن المستشارين سيلتقون مجدداً اليوم الثلاثاء الساعة العاشرة صباحاً في لندن.
الصين ترى المحادثات "فرصة محورية"
أشارت افتتاحية في صحيفة الشعب الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، إلى أن محادثات التجارة توفر "فرصة محورية أخرى للطرفين لحل الخلافات من خلال الحوار والتفاوض على أساس المساواة".
وقالت هيبي تشن، محللة السوق لدى شركة "فانتاج غلوبال برايم" في سيدني: "يبدو أن الأسواق قد قامت بتسعير سيناريو (نجاح كامل)، ليس فقط على مستوى النتائج، بل أيضاً بناءً على وتيرة التقدم السريع ونمط ترمب المعتاد: التصعيد من أجل التهدئة".
وأضافت: "في الوقت الراهن، يبدو أن حتى اتفاق أولي غير ملزم كافٍ لإبقاء الأسهم الآسيوية في مسار صعودي".
البيانات التجارية تؤكد أثر الرسوم
ظهرت أدلة ملموسة على أن الرسوم الجمركية تؤثر على التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ أظهرت بيانات يوم الإثنين أن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة سجلت الشهر الماضي أسوأ انخفاض لها منذ أكثر من خمس سنوات.
ومع ذلك، كانت الأسواق الآسيوية أكثر تفاؤلاً يوم الإثنين. إذ دخل مؤشر الأسهم الصينية المتداولة في هونغ كونغ مرحلة السوق الصاعدة، وهو مصطلح يُستخدم عندما يسجل المؤشر ارتفاعاً بنسبة 20% عن أدنى مستوياته الأخيرة.
وفي وول ستريت، يتزايد تفاؤل الاستراتيجيين تجاه الأسهم الأميركية، إذ توقّع محللون في "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس" أن النمو الاقتصادي القوي سيحد من أي تراجعات محتملة في الصيف.
وقال مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" إن التحسن الحاد في توقعات أرباح الشركات الأميركية يبشر بمستقبل إيجابي لمؤشر "إس آند بي 500" حتى نهاية العام، مجدداً هدفه السعري لمدة 12 شهراً عند 6500 نقطة. وكان المؤشر قد أغلق يوم الإثنين عند 6005.88 نقطة.
في غضون ذلك، استقر مؤشر الدولار يوم الثلاثاء. وسلط ضعف الدولار بشكل عام الضوء على عدد من الأصول الأخرى. فقد واصل البلاتين ارتفاعه وسط علامات على شح شديد في السوق، في حين قفزت الفضة الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها في 13 عاماً، وارتفعت "بتكوين" لليوم الخامس على التوالي.