أمن الحج .. من حراس القوافل إلى طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي

أمن الحج .. من حراس القوافل إلى طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي

تُعد رحلة الحج واحدة من أروع التجارب الروحية التي يعيشها المسلمون، وقد شهدت هذه الرحلة تحولات جذرية عبر العصور، بدءًا من حراس القوافل الذين كانوا يضمنون سلامة الحجاج، وصولا إلى استخدام تكنولوجيا طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الحج.

في العصور القديمة، كانت رحلة الحج تتطلب جهدا كبيرا وتخطيطا دقيقا، وكان الحجاج يعتمدون على حراس القوافل الذين يتولون حمايتهم أثناء السفر عبر طرق صحراوية وعرة، هؤلاء الحراس كانوا مسؤولين عن تأمين سلامة الحجاج وحمايتهم من الأخطار المحتملة.

القوافل كانت تسير ببطء وتستغرق الرحلة أسابيع أو حتى أشهر وتتوقف في محطات متعددة لاستراحة الحجاج، ومع تقدم الزمن وتطور التكنولوجيا، شهدت رحلة الحج تغييرات كبيرة، ففي هذا العام بدأت الجهات المعنية بتنظيم الحج في استخدام تقنيات لتحسين تجربة الحجاج. من أبرز هذه التقنيات طائرات الدرون، التي أصبحت تؤدي دورا مهما في مراقبة وتوجيه الحجاج، حيث تستخدم اليوم في مجموعة متنوعة من المهام لضمان سلامتهم وراحتهم.

في هذا السياق، يتحدث لـ"الاقتصادية" اللواء خضر الزهراني، الذي شغل منصب نائب مدير الأمن العام سابقا ومدير التحريات الجنائية خلال مهام الحج على مدى 4 عقود، عن التطورات التي شهدتها منظومة الأمن والرقابة، مشيرا إلى دخول الذكاء الاصطناعي الذي أسهم في تحسين منظومة الحج، وأصبح استخدام التقنيات الحديثة جزءا أساسيا من خطط الحج.

الزهراني أوضح أن أهمية طائرات الدرون تكمن في قدرتها على المراقبة الجوية، ما يساعد في متابعة حركة الحجاج وضمان سلامتهم وتجنب الازدحام. كما تسهم هذه الطائرات في توجيه الحجاج من خلال تقديم إرشادات فورية حول الطرق والمناطق المزدحمة، بالتنسيق مع مركز القيادة والسيطرة، إضافة إلى رصد أي حالات طارئة والتعامل معها بسرعة وفاعلية.

وتتيح الصور والفيديوهات المباشرة من الجو للجهات المختصة اتخاذ قرارات فورية بناء على الوضع الفعلي، بحسب الزهراني الذي أكد أن استعداد طائرات الدرون هذا العام في إطفاء الحرائق في الأماكن المرتفعة، إذ أثبتت التكنولوجيا الحديثة قدرتها على تعزيز هذه التجربة، مقدمة حلولا مبتكرة للتحديات التقليدية.

بدوره يرى المطوف عدنان أكبر أن استخدام طائرات الدرون في مراقبة الحج خطوة متقدمة نحو تحسين سلامة الحجاج وتنظيم المناسك بشكل أفضل، إذ تساعد التكنولوجيا في تحسين تجربة الحج.

وأشار إلى أنه من تطبيقات الهواتف الذكية التي تساعد الحجاج في التنقل وتقديم المعلومات، إلى أنظمة المراقبة المتطورة التي تضمن سلامة الضيوف أصبحت رحلة الحج أكثر أمانا وراحة، وبفضل الجهود المبذولة والتطورات التكنولوجية أظهر هذا التطور كيف يمكن للتكنولوجيا أن تحسن من التجارب التقليدية، مع الحفاظ على المعاني العميقة لشعائر الحج.

الأكثر قراءة