وزار الحج والعمرة لـ"الاقتصادية": تفويج الحجاج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
أعلنت وزارة الحج والعمرة جاهزيتها الكاملة لاستقبال الحجاج، مع تحقيق نسبة امتثال لشركات تقديم الخدمة تتجاوز 97% في موسم حج هذا العام، وفقا لما ذكره لـ "الاقتصادية" المتحدث الرسمي للوزارة غسان النويمي.
وأوضح النويمي أن التحول الرقمي يُعد من الركائز الأساسية في إستراتيجيات الوزارة، من خلال الاستخدام الكبير لتقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة عمليات التفويج، وإضافة إلى استخدام الأتمتة للمحاكاة وتصحيح العمليات، مشيرا إلى أن التحول الرقمي في مختلف العمليات أحد أهم الركائز الرئيسية التي اعتمدت عليها الخطط الإستراتيجية لوزارة الحج والعمرة، سواء من خلال التطبيقات المباشرة أو حتى إدارة غرف العمليات المختلفة.
تقدم الوزارة من خلال تطبيق "نسك" أكثر من 100 خدمة للحجاج والمعتمرين، مستخدمة بطاقة رقمية كوثيقة تعريف رسمية، وتركز الجهود على رفع مستوى رضا الحجاج الذي ارتفع من 74% في موسم 1443هـ إلى 81% في عام 1445هـ.
تقنيات الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا هامًا في تحسين تجربة الحجاج عبر مساعد "Nusuk AI" وهو خدمة تفاعلية ذكية تتيح للحجاج طرح استفساراتهم وتلقي الإجابات بأكثر من 100 لغة، عبر واجهة صوتية ونصية سهلة الاستخدام، كما يقدم التوجيهات بما يتناسب مع الموقع الجغرافي وتحليل السياق.
وتُستخدم العمليات التقنية في مراحل مختلفة لضمان دخول الحجاج وتنقلهم بشكل منظم، ما يعزز الأمن ويمنع الازدحام، حيث تجمع الوزارة بين التقنية والتنسيق الأمني لتنظيم حركة الحشود.
الوزارة أكدت أنها تبذل جهودا مختلفة لمنع الافتراش في الحج، وذلك من خلال التركيز على توفير كافة الخدمات اللازمة للحجاج داخل مخيماتهم، ومكافحة حملات الحج الوهمية، وتكثيف برامج التوعية، وخطط تفويج تدفقات الحجاج في جميع مراحل تنقلاتهم، كما تقوم بالتنسيق مع مكاتب شؤون الحجاج منذ بداية كل عام للاتفاق على ترتيبات الحج، وإبلاغها بالتعليمات المنظمة للحج بما فيها التعليمات الخاصة بمكافحة الظواهر السلبية.
الشفافية والتنافسية في إدارة الحج
حققت وزارة الحج السعودية مستوى عاليًا من الشفافية والتنافسية في إدارة موسم الحج، حيث قامت بعقد العديد من الاجتماعات التحضيرية مع ممثلي جميع الدول.
ووفقاً للتقارير الرسمية، تم توقيع أكثر من 670 اتفاقية خلال مؤتمر حضره ممثلون عن أكثر من 180 دولة. وقد أسهم هذا الجهد الكبير في تسريع عملية التعاقدات بين دول الخارج ومزودي الخدمات للحجاج، وهو الأمر الذي انعكس إيجابياً على مستوى الخدمات المقدمة. بلغ عدد شركات تقديم الخدمات للحجاج الخارج نحو 34 شركة، ما يعكس التنوع والخيارات المتاحة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للحجيج.
تركز وزارة الحج على التعاون الدولي والاستفادة من الخبرات العالمية من أجل تقديم نموذج ناجح في إدارة الحج، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به في كيفية تعزيز التعاون بين الدول لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المسلمين من مختلف أنحاء العالم.
نسك واجهة رقمية متكاملة
طورت وزارة الحج والعمرة منصة وتطبيق "نسك"، التي تمثل واجهة رقمية متكاملة تُسهل على حجاج الداخل والخارج إدارة رحلتهم بفعالية.
وتتيح المنصة إصدار التصاريح اللازمة، حجز الباقات والخدمات الإضافية، إضافة إلى زيارة الروضة الشريفة، وتوفير الأدلة الإرشادية وتوجيه التنبيهات المهمة بعدة لغات، حسب ما أوضحته وزارة الحج والعمرة لـ "الاقتصادية".
تتضمن بطاقة "نسك" الرقمية، المرتبطة بباركود موحد، كافة بيانات الحاج الشخصية، الصحية والسكنية، مما يسهّل عمليات التحقق في مداخل المخيمات والمرافق ويمنع حدوث التزاحم أو الدخول غير النظامي.
لضمان تنظيم الحشود وسلامة الحجاج، يقوم مركز الرصد والتحكم التابع للوزارة بربط مئات الكاميرات المنتشرة في الحرم والمشاعر المقدسة وتحليل البيانات بشكل لحظي. ويعمل المركز على متابعة مؤشرات الازدحام وإصدار توجيهات للجهات المختصة لضمان تنظيم الحركة بكفاءة.
كما تُتيح منصة بيانات الحج الوصول إلى معلومات فورية حول أعداد الحجاج، نسبة الإشغال، ومعدلات الحركة، ما يعزز من قدرة صناع القرار على التدخل بشكل سريع لتحسين الأداء وضمان سير العملية بسلاسة. تُعد هذه التطورات نموذجاً لريادة السعودية في استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة الحجاج وضمان أمنهم.
التقنية في جميع المراحل
وزارة الحج والعمرة تبنت مجموعة من التطورات التقنية لتعزيز تجربة الحجاج في موسم الحج لهذا العام. عبر منصة "نسك"، تُقدم الوزارة حلاً شاملاً وموحدًا لإدارة العمليات والخدمات الرقمية المرتبطة برحلة الحاج، وذلك بدءًا من مرحلة التخطيط وحتى أداء المناسك.
في مراحل ما قبل الوصول إلى السعودية، تُسهل منصة "نسك" على الحاج حجز الباقات واختيار الخدمات، ما يسهم في تبسيط تجربة الحج. وعند وصول الحجاج إلى مكة المكرمة، توفر لهم المنصة خريطة تفاعلية وبطاقة "نسك" الرقمية، ما يسهم في تيسير حركتهم وتنقلاتهم اليومية داخل المدينة.
وفي المشاعر المقدسة مثل منى ومزدلفة وعرفات، تلعب أنظمة المسح الإلكتروني ونقاط الباركود دورًا حيويًا في التحقق السريع من هوية الحجاج وخدماتهم. يرتبط كل هذا بالمركز التقني للرصد والتحكم التابع للوزارة، الذي يراقب ويدير كافة العمليات عبر الكاميرات الذكية واللوحات التفاعلية، بجانب نظم الاستجابة الرقمية وتقنيات الذكاء الصناعي.
يذكر أن هذه الأدوات التقنية الحديثة تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين إدارة خدمات الحج، وتُظهر التزام السعودية بتوفير تجربة سلسة وآمنة للحجاج عبر الاستفادة من أحدث التطورات التقنية.