انطلاقة جديدة للتجارة بين السعودية والمملكة المتحدة تُسرّع تحقيق طموحات رؤية 2030
لطالما جمعت المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية علاقات تجارية قوية، وهي اليوم تتعمق من خلال التعاون الاستراتيجي والطموح الاقتصادي المشترك. فمنذ عام 2018، نمت التجارة الثنائية بنسبة 30% بالقيمة الجارية، لتصل إلى 15.8 مليار جنيه إسترليني خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في سبتمبر 2024 — ما يؤكد مكانة المملكة العربية السعودية كأحد أسرع الشركاء التجاريين نمواً للمملكة المتحدة.
في قلب هذه العلاقة تأتي حملة GREAT FUTURES، التي أُطلقت في مايو 2024، وتهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التجارة، والاستثمار، والسياحة، والتعليم، والثقافة، دعماً لرؤية السعودية الطموحة 2030.
وقد تميزت حملة GREAT FUTURES ببعثة تجارية بريطانية غير مسبوقة إلى الرياض، ضمّت 450 شركة بريطانية — وهي أكبر بعثة تجارية بريطانية إلى المملكة العربية السعودية منذ عقد من الزمن — ما يعكس التزام البلدين بالنمو المتبادل والابتكار المشترك.
وقد أسفرت هذه الحملة بالفعل عن شراكات مثمرة في عدة قطاعات، ولا سيما التكنولوجيا المتقدمة والتعليم، بما يترجم إلى فوائد عملية لكلا الاقتصادين.
الريادة في التكنولوجيا المتقدمة: ابتكارات الجرافين من مانشستر (GIM)
من أبرز الأمثلة على الشراكة المتنامية بين المملكة المتحدة والسعودية شركة Graphene Innovations Manchester (GIM)، التي أطلقت GIM GrapheneFibre — كيان سعودي متخصص في ألياف الكربون المعززة بالجرافين، وهي مواد حيوية لتحقيق الاستدامة، وكفاءة الطاقة، وتنويع الاقتصاد، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وقد شكّل تأسيس GIM GrapheneFibre في أغسطس 2024 علامة فارقة في التزام المملكة المتحدة بالمساهمة في المشهد الصناعي والتكنولوجي في المملكة العربية السعودية. وتخطط الشركة لاستثمار أكثر من 1.6 مليار دولار وخلق أكثر من 4,000 وظيفة ماهرة بحلول عام 2030، ما يجسد الإمكانات التحويلية للتعاون بين الخبرات البريطانية والطموحات السعودية.
وقال الدكتور فيفيك كونشيري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ GIM:
"تمثل شراكتنا مع المملكة العربية السعودية من خلال GIM GrapheneFibre محطة مهمة في توظيف الابتكار البريطاني لدعم رؤية 2030. نحن ملتزمون بالاستثمار طويل الأمد والنمو المستدام."
التميز التعليمي: مدرسة ريغيت غرامر (RGS) – الرياض
يمثل التعليم مجالاً آخر تتألق فيه الشراكة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. وتُعد مدرسة ريغيت غرامر في الرياض مثالاً واضحاً على هذا التعاون الناجح. فهي من أوائل المؤسسات التعليمية البريطانية التي تعمل في المملكة، وتلعب دوراً محورياً في رفع مستوى التعليم وتعزيز الروابط الثقافية، تماشياً مع أهداف رؤية 2030.
ومن خلال المزج بين التميز التعليمي البريطاني والقيم السعودية، تسهم RGS الرياض في إعداد جيل يتمتع بمواصفات المواطن العالمي، من خلال منهج دراسي يشمل الأدب متعدد الثقافات والمنظورات العالمية، ما يزوّد الطلاب بالمهارات اللازمة للنجاح في اقتصاد اليوم. هذه المبادرة تبرز الأثر الإيجابي للتعاون التعليمي البريطاني السعودي في رسم ملامح مستقبل المملكة.
تعاون سعودي–بريطاني يقود نحو الازدهار
تؤكد البيانات الاقتصادية قوة الشراكة الثنائية بين البلدين؛ إذ بلغت صادرات المملكة المتحدة إلى المملكة العربية السعودية 12.4 مليار جنيه إسترليني في الاثني عشر شهراً المنتهية في سبتمبر 2024، حيث شكّلت الخدمات 64% من هذه الصادرات. كما ارتفع حجم الاستثمار البريطاني المباشر في السعودية ليصل إلى 6.2 مليار جنيه إسترليني بنهاية عام 2023، ما يعكس ثقة المستثمرين البريطانيين بفرص السوق السعودية والمشاريع الاستراتيجية الجارية.
من خلال مبادرات مثل GREAT FUTURES، لا تقتصر العلاقة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية على كونها علاقة تجارية فحسب، بل تتجسد في شراكة استراتيجية تهدف إلى تحقيق ازدهار طويل الأمد على المستويات الاقتصادية، الثقافية، والتقنية. إن هذه الشراكات، التي تقوم على الطموح المشترك والابتكار، تُسهم في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للبلدين.
لاكتشاف كيف يمكن للخبرات البريطانية دعم أهدافكم، زوروا:
GREAT FUTURES
مادة إعلانية