الخريجون الجدد عند مفترق طرق .. شركة تكنولوجيا كبرى أم ناشئة؟
مع قرب انتهاء الموسم الدراسي، يقف الخريجون عند مفترق طرق يؤثر في مسارهم المهني، فما بين استقرار وظيفي ومغامرة الرواتب الأعلى ووزن المسمى الوظيفي تشهد سوق العمل خيارات تعيد تشكيلها وسط محاولات لرسم صورة أفضل عن المسار المهني المستقبلي.
ترى جانفي كالرا، مهندسة في شركة أوبن إيه آي، أنه على الطلاب تنويع خبراتهم بعد التخرج، من خلال التدريب في شركة تكنولوجيا عملاقة وآخر في شركة ناشئة، وفي حلقة من بودكاست The Pragmatic Engineer، قالت إن بهذه الطريقة يستطيع الخريجون رسم صورة أفضل عن المسار المهني المناسب لهم.
وفقا لـ "بزنس إنسادير"، خاضت كالرا نفسها تجارب متعددة؛ إذ تدربت في مايكروسوفت وجوجل، ثم عملت في شركة كودا الناشئة قبل انضمامها إلى "أوبن إيه آي"، موضحة أن لكلا المسارين مزايا وعيوب.
ويمنح العمل في شركات التكنولوجيا الكبرى فرصة تعلم كيفية بناء برمجيات يمكنها العمل بفاعلية على نطاق واسع، بحسب كالرا التي أشارت إلى الفرق الكبير بين بناء برنامج يعمل فقط وبين بناء برنامج يعمل بسلاسة حتى لو واجه ملايين الطلبات في الوقت نفسه.
وأضافت أن من مزايا شركات التكنولوجيا الكبرى هو أنها تتيح لك العمل على مشاريع بعيدة المدى لا تعتمد على تحقيق أرباح فورية. فالشركات الكبرى لا تعاني الأزمة الوجودية نفسها التي تعانيها الشركات الناشئة.
وأشارت إلى مزايا عملية أخرى، مثل الرواتب الأعلى ووزن المسمى الوظيفي في السوق، الذي قد يشهد واقعا مؤسفا في بعض الأحيان مع تحمس الناس أكثر لتوظيف مهندس من جوجل من المستوى الخامس مقارنة بمهندس من المستوى الخامس من شركة ناشئة، خاصة إذا لم تحقق تلك الشركة الناشئة نجاحا كبيرا".
يذكر أن الشركات الناشئة قد توفر بدورها مزايا مهمة، أبرزها حجم الخبرة العملية التي يكتسبها الموظف من خلال إطلاق أكواد أكثر، ومواجهة تحديات جديدة بشكل مستمر.. وقالت إن في الشركات الناشئة عدد المشكلات يفوق عدد الموظفين، ما يمنحك فرصة لاكتساب خبرة بعد التعامل مع المشكلات ما يعطي فرصة غير متوفرة في شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث عدد الموظفين أكبر من عدد المشكلات.
ويمنح تنوع التحديات ميزة أخرى تسمح بتطوير الخبرة على عدة جبهات، فيما تمكن الشركات الناشئة الموظفين من طرح أفكار حقيقة وتمكنهم من تنفيذها بما يخدم الشركة.
ونظرا لاختلاف تجارب شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة، توصي كالرا الخريجين الجدد بتجربة العمل في شركتين مختلفتين، ناشئة وكبرى، لاكتساب رؤية شاملة بداية مسيرتهم المهنية.
