لماذا لا يريد جيل زد المناصب الإدارية؟

لماذا لا يريد جيل زد المناصب الإدارية؟
تتضمن الأسباب معاناة المديرين من فقدان الوظائف. "جيتي"

مَن لا يرغب في أن يكون مديرا هذه الأيام؟ حسبما تقوله العناوين الرئيسية، جيل زد لا يريد الإدارة.

إن عقول الغد الشابة الواعدة لا تسعى جاهدة لتسلق السلم الوظيفي مثل زملائهم الأكبر سنا، وهذا لا ينبع من عدم اهتمامهم بالمناصب القيادية، بل السبب، هو اختلاف نظرتهم لدور القائد وآلية ممارسة السلطة، بحسب مجلة فورتشن.

يشعر موظفو جيل زد بالقلق إزاء المهارات الشخصية الأساسية للقيادة، ويرغب نصفهم تقريبا في الحصول على تدريب أفضل على التواصل والعمل الجماعي، وفقا لتقرير حديث صادر عن شركة كورن فيري.

تُقلص شركات كبرى مثل أمازون مناصب الإدارة الوسطى، ما يحرم الموظفين الذين يخوضون بداية مسيرتهم المهنية من وجود نماذج قيادية يمكنهم التعلم منها. وذكر التقرير أن نحو 41% من الموظفين قالوا إن مؤسساتهم ألغت الإدارة الوسطى.

وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يتضاءل ​​​​عدد قادة المستقبل، حيث يؤدي عدم اليقين الذي تسببه موجات تسريح الموظفين وانعدام الحماس في انخفاض الروح المعنوية بين الموظفين الذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم العمل.

تشير بيانات شركة التوظيف روبرت والترز إلى أن أكثر من نصف موظفي جيل زد لا يرغبون في تولي مناصب إدارية، خاصة بعد أن شهدوا معاناة مديريهم الإرهاق الوظيفي أو فقدان وظائفهم.

ليس من المستغرب أن الجيل الأصغر من الموظفين لا يريد مواجهة المصير نفسه. ومع استعداد جيل طفرة المواليد للتخلي عن شاراتهم والتقاعد، يُهدد هذا الفراغ القيادي المتزايد القوى العاملة الحديثة.

ورغم ذلك، لا يعني عزوف جيل زد عن القيادة أنهم غير مهتمين بها؛ بل إنهم يريدون قيادة مختلفة عن الأساليب التقليدية.

قالت كيتي تروبريدج، خبيرة في إستراتيجيات أماكن العمل متعددة الأجيال "الأجيال الشابة تريد أن يكون لها هدف، وتريد أن يكون لما تفعله قيمة وأهمية".

أشارت إلى أن هذه العقلية تختلف عن عقلية الأجيال السابقة الذين اعتادوا العمل بصمت دون طرح أسئلة أو السعي وراء غاية أعمق، مؤكدة أن الشباب يقودهم الفضول، وينبغي تعزيز هذا الفضول لا تثبيطه.

وتشير إلى أن ضعف قدرة القادة على تدريب الجيل الجديد من الموظفين يعود إلى تصديقهم للأحكام المسبقة عن التزام جيل زد وأسلوبهم في العمل.

أضافت، "نُصنفهم أنهم كسالى. هم ليسوا كسالى، بل أبعد ما يكونون عن الكسل. إنهم فضوليون بطبيعتهم ويبحثون عن المعرفة (...) يطلبون منا فقط أن نُعلّمهم كيفية فعل ذلك".

لكنها في المقابل، تعتقد أن القادة اليوم لا يستجيبون لهذا النداء ولا يمنحون الشباب التوجيه الذي ينتظرونه.

وشهد استثمار الشركات في برامج تطوير القيادة انخفاضا كبيرا، حيث انخفض متوسط ​​الميزانيات 70% من يناير 2023 إلى يناير 2024، وفقا لبيانات حديثة من منصة LEADx.

كما تراجعت الميزانيات بشكل أكبر من يناير 2024 إلى الفترة نفسها من هذا العام، بنسبة 15%.

وتؤكد تروبريدج أن القادة لا ينبغي أن يفترضوا أن موظفيهم يشاركونهم الأولويات نفسها، خصوصا فيما يتعلق بالتوازن بين العمل والحياة، مشيرة إلى أن زمن تقديم الوظيفة على كل شيء آخر قد ولّى.

وتقول إن أحد الأمور التي يُحسن جيل الألفية وجيل زد إتقانها هي عدم سماحهما للعمل بأن يكون هو المعيار الوحيد الذي يحدد هويتهم، موضحة أن من مصلحة القادة الحاليين التخلي عن جزء كبير من الصرامة التي سادت ثقافة العمل على مدى العقود القليلة الماضية.

وتشير إلى أن أحد الحلول الفعالة هو التفكير بطريقة مختلفة في الإدارة، من خلال إدارة الأقسام كوحدات صغيرة تعمل كأنها مشاريع صغيرة مستقلة، مع التركيز على تنمية المسار المهني لكل موظف بشكل شخصي.

ويشير هذا النهج إلى أهمية التكيف مع ميول جيل زد الذين ينجذبون أكثر فأكثر إلى اقتصاد العمل الحر والمستقل.

الأكثر قراءة