من شركات التونة إلى قطاع الإلكترونيات.. رسوم ترمب تدفع شركات آسيوية للانسحاب من أمريكا

من شركات التونة إلى قطاع الإلكترونيات.. رسوم ترمب تدفع شركات آسيوية للانسحاب من أمريكا

تلقي الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بظلالها على طيف واسع من شركات جنوب شرق آسيا يمتد من شركات التونة إلى قطاع الإلكترونيات، وتهدد بانسحاب شركات أسيوية كبرى من السوق الأمريكية.

وفقا لـ"نيكاي آسيا"، عدّلت شركة تاي يونيون، المالكة لشركة تشيكن أوف ذا سي الأمريكية، توقعاتها لنمو المبيعات في السنة المالية التي تنتهي في ديسمبر المقبل من 3%-4% إلى 1%-3%، مبررة ذلك برسوم جمركية شاملة بنسبة 10% أعلن عنها ترمب في مطلع أبريل، ما يعنى انخفاض المبيعات بواقع 27 مليون دولار تقريبا.

ووقالت الشركة إنها ستخفض استثماراتها الرأسمالية السنوية نحو 61 مليون دولار لتعزيز السيولة النقدية المتاحة.

تُمثل أمريكا الشمالية حوالي 40% من مبيعات "تاي يونيون". نمت الشركة من خلال معالجة المأكولات البحرية التي يتم اصطيادها في المحيطين الهندي والهادئ وتصديرها إلى الولايات المتحدة.

تعد الولايات المتحدة أيضا السوق الرئيسية لأعمال "تاي يونيون" في مجال أغذية الحيوانات الأليفة، وهو مجال نمو جديد. في نوفمبر، أعلنت الشركة عن خطة لزيادة مبيعات أغذية الحيوانات الأليفة بنسبة 80% من مستواها الحالي، بحيث تبلغ سبعة مليارات دولار بحلول العام المالي الذي ينتهي في ديسمبر 2030 - وهي خطة قد تكون الآن في خطر.

لمواجهة الصادرات غير المباشرة للمنتجات الصينية، فرض ترمب بعضا من أعلى التعريفات الجمركية خارج الصين على جنوب شرق آسيا.

التعريفات المفروضة على فيتنام وتايلاند وإندونيسيا بلغت 46% و36% و32% على التوالي، لكنها الآن معلقة لمدة 90 يومًا.

أفادت وسائل إعلام فيتنامية أن هو كووك لوك، رئيس مجلس إدارة شركة ساو تا فودز، الرائدة في إنتاج الروبيان، أبلغ المساهمين في منتصف أبريل أن الشركة قد تفكر في الانسحاب من السوق الأمريكية في حال بقيت فيتنام عالقة بتعريفة تبلغ 46% بينما تعريفات بعض الدول الأخرى حوالي 20%.

وفيما يتعرض مصنعو المكونات الإلكترونية أيضا إلى ضغوط مماثلة، قال فيكتور تشنغ، الرئيس التنفيذي للفرع التايلاندي لشركة دلتا إلكترونيكس التايوانية، في إحاطة للمستثمرين، إن سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية قد يكون لها تأثير كبير اعتبارا من يوليو فصاعدًا.. العملاء هم من يتحملوا التكاليف في حال تجاوزت الرسوم 15%.

شركة بي. أي. إي إندستريال، وهي شركة تصنيع إلكترونيات تعاقدية مقرها ماليزيا، تحقق 17% من مبيعاتها في الولايات المتحدة. في الأسبوع الماضي، خفضت شركة كينانجا ريسيرش تصنيفها الاستثماري من "أداء متفوق" إلى "أداء السوق".

حتى الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الطلب المحلي ستتأثر، إذ صرّح دجوني بونارتو تجوندرو، رئيس تكتل أسترا إنترناشونال الإندونيسي، هذا الشهر بأن القدرة الشرائية للمستهلك آخذة في الانخفاض، بينما التوقعات الاقتصادية العالمية تزداد غموضًا.

تشارك أسترا إنترناشونال في مجموعة واسعة من الأعمال، من السيارات والتعدين إلى الزراعة، ما يجعلها عرضة بشكل خاص لتباطؤ الاقتصاد المحلي.
انحسرت المخاوف بعد إرجاء تطبيق الرسوم لمدة 90 يومًا، إضافة إلى تقدم في مفاوضات تجري بين واشنطن وشركائها التجاريين. صرّح مسؤول تنفيذي في شركة تجارية يابانية في تايلاند، قائلًا: "يختلف مدى التقدم في المفاوضات مع الولايات المتحدة من دولة إلى أخرى في جنوب شرق آسيا، ومن الصعب التنبؤ بما سيحدث بعد يوليو". أضاف: "من غير المرجح أن يتم تخفيض الرسوم الجمركية على فيتنام وتايلاند - اللتين تتمتعان بفوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة - إلى الصفر".
نتيجة للرسوم الجمركية الأمريكية، عدل صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لعام 2025 لخمس دول من رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" إلى 4%، مخفضا 0.6 نقطة مئوية من توقعات سابقة.

الأكثر قراءة