دول العالم تقلص إصداراتها من السندات المقومة بالدولار 19% خلال 5 أشهر
تقلصت إصدارات السندات الدولارية في العالم 19% في أول 5 أشهر من هذا العام مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وفقا لبيانات شركة "ديلوجيك" المتخصصة في أبحاث أسواق المال، التي أظهرت أن السعودية من بين الدول التي أخذت هذا المنحى.
سجل حجم إصدارات هذا النوع من السندات 86.2 مليار دولار بعد هذا الانخفاض، الذي جاء مع اتجاه الحكومات في آسيا وأوروبا إلى تقليص إصدار الديون السيادية المقومة بالدولار بفارق كبير عن المعتاد.
أصبح الاتجاه السائد بين الجهات المصدرة هو تفضيل الإصدارات بالعملات المحلية، تجنبا للتعرض لتداعيات ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتقلب العملة والمخاوف الأوسع نطاقا إزاء ماليات الحكومة الأمريكية.
المستثمرون يبتعدون عن الأصول الأمريكية
يعد انخفاض إصدار السندات الدولارية على مستوى العالم الأول من نوعه في 3 سنوات، بحسب ما نقلته "رويترز"؛ ويأتي في وقت يبتعد فيه المستثمرون العالميون عن الأصول الأمريكية، وهو ما يرجع جزئيا إلى الرسوم الجمركية، ومع تزايد المخاوف إزاء الهيمنة المالية الأمريكية ومدى سلامتها.
سجلت إصدارات السندات الدولارية من حكومة كندا في الفترة من يناير إلى مايو 31% إلى 10.9 مليار دولار؛ وانخفضت إصدارات السعودية 29% إلى 11.9 مليار دولار.
قابل الانخفاض في إصدار السندات الدولارية ارتفاع في إصدارات السندات السيادية بالعملات المحلية إلى أعلى مستوى في 5 سنوات عند 326 مليار دولار حتى الآن هذا العام، بحسب البيانات.
السعودية ضمن قائمة الدول التي تنوع إصداراتها
جاءت زيادة إصدار السندات السيادية بالعملات المحلية مدفوعة إلى حد كبير بانخفاض أسعار الفائدة المحلية مع انحسار الضغوط التضخمية، وفقا لما قاله جوني تشن، مدير المحافظ في قطاع ديون الأسواق الناشئة لدى "وليام بلير".
جمعت السعودية 2.25 مليار يورو (2.36 مليار دولار) من خلال بيع سندات مقومة باليورو، بما في ذلك الشريحة الأولى ما يسمى بالسندات الخضراء، في إطار برنامجها العالمي للسندات متوسطة الأجل، بما يتماشى مع إستراتيجة البلاد لتنويع التمويل بعيدا عن المصادر المربوطة بالدولار.
من بين الدول التي تقلصت إصداراتها من السندات المقومة بالدولار البرازيل، حيث أظهرت البيانات تراجعها 44% إلى 2.4 مليار دولار هذا العام.
وتدرس البرازيل إصدار أول سندات سيادية مقومة باليوان الصيني، وذلك بعد أن اختتم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا زيارته إلى بكين بالإعلان عن استثمارات صينية واتفاق لتبادل العملة، بحسب ما نقلته رويترز عن مصدرين حكوميين.