الأصول الأمريكية والأسهم الآسيوية ترتفع بعد حكم جمد رسوم ترمب
حصلت الأصول الأمريكية على دفعة اليوم الخميس، بعد أن اعتبرت محكمة التجارة الأمريكية أن الرسوم المتبادلة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب غير قانونية، وجرى تعليقها. كما ساهمت نتائج الأرباح الإيجابية لشركة "إنفيديا" في رفع معنويات المستثمرين.
ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشري "إس آند بي 500" و"ناسداك 100" بنسبة وصلت إلى 1.7% و 2.1% بعد الحكم القضائي، والذي قالت إدارة ترمب إنها ستستأنفه.
وارتفعت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.2% بقيادة قفزة بنسبة 1.2% في الأسهم اليابانية. كما صعد مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوع، في حين ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس، وتراجع الين بنسبة 0.8% مقابل الدولار.
قفزت أسهم "إنفيديا" بما يقارب 5% في التعاملات الممتدة بعد إغلاق السوق في نيويورك، وذلك بعدما قدمت شركة الرقائق توقعات قوية للإيرادات.
استراحة مؤقتة من الرسوم
يمنح الحكم القضائي المستثمرين استراحة مؤقتة، بعد أن شهدت الأسواق المالية عمليات بيع كثيفة منذ إعلان ترمب في 2 أبريل عن رسوم جمركية عند مستويات قياسية تهدف إلى إعادة صياغة النظام التجاري العالمي.
أثار هذا التحرك، إلى جانب خطط ترمب لخفض الضرائب، مخاوف المستثمرين الذين اندفعوا لبيع الأصول الأميركية، خشية أن تلحق الحرب التجارية ضرراًبالنمو العالمي.
كبير استراتيجيي الاستثمار في "غلوبال إكس إيه تي إف" بيلي ليونغ قال "ينظر إلى الحكم بشأن الرسوم كعامل دعم معنوي أكثر من كونه تحولا هيكليا"، مضيفا أن "القرار يزيل أحد المخاطر التكتيكية قبل الموعد الحاسم في يوليو، لكن تدفقات التموضع ومؤشرات المعنويات تشير إلى أن المستثمرين ما زالوا يتداولون بحذر".
الأنظار تتجه إلى المحكمة العليا
أصدر 3 قضاة في محكمة التجارة الدولية الأمريكية في مانهاتن، حكما أمس الأربعاء لصالح ولايات يقودها الديمقراطيون، ومجموعة من الشركات الصغيرة، التي جادلت بأن ترمب استخدم قانون الطوارئ بشكل خاطئ، لتبرير بعض رسومه.
قد يكون للمحكمة العليا الأمريكية الكلمة الفصل في هذه القضية التي ستحظى بمتابعة واسعة، والتي قد تؤثر على تريليونات الدولارات من التجارة العالمية.
يعلق الحكم الغالبية العظمى من رسوم ترمب الجمركية، بما في ذلك الرسوم المتبادلة الموحدة، والرسوم المرتفعة المفروضة على الصين، والرسوم المتعلقة بالفنتانيل على الصين وكندا والمكسيك، فيما لا تتأثر الرسوم المفروضة بموجب صلاحيات أخرى، مثل رسوم "القسم 232" و"القسم 301"، وتشمل الرسوم على الفولاذ والألمنيوم والسيارات.
كبير المحللين في شركة "كي سي إم ترايد" تيم ووترر قال "أي عائق أمام أجندة ترمب الجمركية، تفسره الأسواق بشكل عام على أنه خبر إيجابي"، مضيفا "الأصول الخطرة مثل الأسهم من المرجح أن تتجاوب مع هذا الخبر".
الدولار يستعيد زخمه
ارتفع الدولار بنسبة وصلت إلى 0.4% في تداولات آسيا المبكرة يوم الخميس. وكان الدولار قد تراجع بأكثر من 7% منذ ذروته في فبراير، حيث أضرت الحرب التجارية بثقة المستثمرين تجاه الأصول الأمريكية، ودفعت العالم إلى إعادة النظر في اعتماده على العملة الأمرسكية.
متداول العملات في شركة "ستون إكس فاينانشيال" مينغزي وو قال "تم بيع الدولار بشكل مكثف بسبب الرسوم الجمركية، لذا من المنطقي أن نرى العكس الآن مع تحسن التوقعات التجارية بشكل هامشي".
في سياق منفصل، طمأن الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانغ، المستثمرين بشأن التباطؤ في الصين، من خلال تقديم توقعات مبيعات قوية، مؤكدا أن سوق الحوسبة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لا تزال مهيأة لـ"نمو هائل".
في المقابل تراجعت أسهم شركة "إتش بي" 8% في التداولات الممتدة ما بعد الإغلاق، بعد أن جاءت توقعاتها للأرباح دون التقديرات، وخفضت توقعاتها السنوية، مشيرة إلى اقتصاد أضعف وتكاليف مستمرة ناجمة عن الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية.
"تسلا" تطلق خدمة "الروبوتاكسي"
أدت تقارير إعلامية عن تحرك إدارة ترمب لتقييد بيع برمجيات تصميم الرقائق للصين إلى انخفاض حاد في أسهم شركتي "كادينس ديزاين سيستمز" و"سينوبسيس"، في حين أفادت تقارير بأن شركة "تسلا" تعتزم إطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة "روبوتاكسي" في مدينة أوستن في 12 يونيو.
ورد ترمب بغضب على مزاعم بأن وول ستريت تعتقد بأنه غير مستعد فعلياً لتنفيذ تهديداته بشأن الرسوم الجمركية، مؤكدا أن تراجعاته المتكررة ما هي إلا جزء من استراتيجية لانتزاع تنازلات تجارية، وقال أمس الأربعاء: "هذا يسمى تفاوض"، مضيفا "أبدأ برقم مرتفع بشكل مثير للسخرية، ثم أهبط قليلا ضمن إطار المحادثات".