مستشفيات اليابان لا تزال تحت وطأة كابوس كوفيد - 19 .. الكمامات مفروضة والزيارات مقيدة

مستشفيات اليابان لا تزال تحت وطأة كابوس كوفيد - 19 .. الكمامات مفروضة والزيارات مقيدة
الحكومة اليابانية خفضت مستوى التهديد في مايو 2023 وأدرجت كوفيد-19 ضمن فئة الإنفلونزا الموسمية. "الفرنسية"

ربما تجاوز معظم العالم جائحة فيروس كورونا، إلا أن إرثًا مؤلمًا ظل جاثما في اليابان، التي لا تزال مستشفياتها تقيد زيارات المرضى، حتى لمن يرغبون في رؤية أحبائهم المصابين بأمراض مميتة.

في أوائل هذا العام أحيت اليابان ذكرى مرور 5 سنوات على أول إصابة بفيروس كوفيد-19، الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص في البلاد.

وبحسب وكالة كيودو للأنباء، عادت الإصابات للظهور مجددا الآن على شكل موجات موسمية.

ومع أن الحكومة خفضت مستوى التهديد في مايو 2023 وأدرجت كوفيد-19 ضمن فئة الإنفلونزا الموسمية، لا تزال المستشفيات تقيد زيارة المرضي وتشترط ارتداء الكمامات وفحص درجة الحرارة، ووضع حدود زمنية لزيارة المرضى المنومين، وتحدد عدد الزوار. وتطالب مجموعة من الأطباء والإخصائيين الاجتماعيين بإلغاء هذه القيود أو الحد منها، باعتبارها انتهاكا لحقوق الإنسان.

أعرب طبيب في الثلاثينات من عمره عن دهشته واشمئزازه من استمرار سياسات كوفيد، قائلا: "لا يُعقل أن يظلوا بهذه الصرامة". في يناير نُقلت والدة زوجته إلى المستشفى بسبب إصابتها بالسرطان، فأبلغ المستشفى العائلة بأن الزيارة متاحة فقط "لفردين".

وعندما ذهب الطبيب وزوجته مع طفلهما للزيارة، تم منع الطفل وحاول الطبيب أن يشرح لموظفي المستشفى أن "هذه قد تكون آخر مرة" ترى فيها الجدة حفيدها، قوبل بالرفض بحجة أن الأطفال غير مسموح لهم بالزيارة نظرًا لارتفاع خطر نشرهم للعدوى.

وبعد إصرار الأسرة، قال المستشفى "إن المرأة يمكنها مقابلة أي شخص إذا غادرت المستشفى مؤقتًا". وبالفعل تم ترتيب "سيارة أجرة تمريض"، وهي خدمة سيارات مخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، على عجل لإعادتها إلى منزلها، حيث تمكنت من رؤية ابنتها وحفيدها وعائلتها وأصدقائها.

قال الطبيب: "إذا كان من المفترض أن يكون هذا إجراءً لمكافحة العدوى، فإن استجابة المستشفى تناقض نفسها"، مشيرا إلى أن الحيوانات الأليفة مسموح بها في زيارات المستشفى. "فكيف يُسمح للمرضى برؤية كلابهم وقططهم ولا يُسمح لهم برؤية أحفادهم؟".

أوصت وزارة الصحة "بمراعاة ضمان فرص الزيارات قدر الإمكان، مع مراعاة أهمية الزيارات وإجراءات مكافحة العدوى"، لكنها تركت للمستشفيات والمرافق الطبية تحديد التدابير المناسبة.

في خريف العام الماضي زارت مجموعة من الأطباء - يُشكلون جمعية تُعنى بالقضايا الطبية والرعاية الاجتماعية - المستشفيات الجامعية ومستشفيات الصليب الأحمر في جميع أنحاء البلاد، ووجدت أن معظمها لا تزال تُطبق بعض القيود، بينما لا يسمح بعضها بالزيارات على الإطلاق.

قال كازويا إيواي، الرئيس المُشارك للجمعية وكبير أطباء مكافحة العدوى في مستشفى شيزوكا سيتي في وسط اليابان، "إن مستشفاه لا يطبق أي قيود ويسمح للأطفال بزيارة المرضى". وعلى الرغم من أن المستشفى لا يُلزم بارتداء الكمامات، لا يوجد فرق في معدلات الإصابة مُقارنة بالمستشفيات الأخرى. وبحسب إيواي: "لا يوجد دليل علمي على فاعلية قيود الزيارة في منع انتشار العدوى".

الأكثر قراءة