واصلت أرباح الشركات المدرجة في السوق السعودية باستثناء شركة "أرامكو" نموها السنوي خلال الربع الأول من العام الجاري، وللفصل الخامس على التوالي، مسجلة ارتفاعا بنحو 22% لتصل إلى 40.3 مليار ريال.

وفقا لوحدة التحليل المالي في "الاقتصادية"، جاءت الأرباح بدعم عدد من القطاعات، كان أهمها البنوك الذي واصل تحطيم أرقامه القياسية والتي فاقت التوقعات، إضافة إلى الأرباح الكبيرة في قطاع تطوير العقارات، ثم الرعاية الصحية والاتصالات.

مع ذلك فإن الأرباح تقل مقارنة بالفترة السابقة "الربع الرابع"، بنحو 10%، كون تلك الفترة شملت أرباحا استثنائية في عدد من الشركات أهمها "إس تي سي" التي حققت أرباحا استثنائية من بيع شركة الأبراج "توال"، وكذلك صافولا بعدما وزعت حصتها في "المراعي".

في حال ضم نتائج أرامكو السعودية أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، فإن الأرباح المجمعة تبلغ نحو 136 مليار ريال، وهي تقل بشكل طفيف عن الفترة المماثلة من العام الماضي.

الأرباح الجيدة لا تنعكس على أداء “تاسي”

رغم تحقيق الشركات المدرجة، باستثناء “أرامكو”، أرباحا قوية، لم يظهر ذلك على حركة مؤشر السوق حتى الآن، في ظل تأثير العوامل الخارجية بشكل أكبر.

شهدت الأسواق العالمية ضغوطا خلال أبريل الماضي بسبب تصاعد التوترات التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي ترمب، ما انعكس على أسعار النفط التي تراجعت بنحو 18% قبل أن تقلص جزءا من خسائرها مع بوادر تهدئة بين واشنطن وبكين.

تراجع حدة التوترات قد يعيد الزخم إلى السوق السعودية، خاصة مع استمرار نمو الأرباح وانخفاض مكررات الربحية

القطاع "العقاري" الأعلى نموا

نمت أرباح 12 قطاعا في السوق الرئيسية، باستثناء قطاع الصناديق العقارية المتداولة التي لم يشملها التحليل، مقابل تراجع أرباح 8 قطاعات، وتسجيل قطاع المرافق العامة صافي خسارة متأثرة بنتائج "السعودية للكهرباء".

حقق قطاع إدارة وتطوير العقارات الذي يتكون من 15 شركة نموا هو الأعلى بين قطاعات السوق، مع تسجيله زيادة 395% لتصل أرباحه إلى 1.95 مليار ريال. وتعد هذه الأرباح الأعلى على الأقل خلال السنوات الـ6 الماضية، حيث كان النمو بفضل نتائج "جبل عمر" و"العقارية" والوافد الجديد "مسار" بعد استفادتهم من بيع أراضي وعقارات.

وجاء قطاع المنتجات المنزلية والشخصية ثانيا من حيث النمو بدعم من الشركة الوحيدة في هذا القطاع وهي الماجد للعود، تلاه قطاع "الأدوية" التي نمت أرباحه 66% إلى 251.5 مليون ريال.

في الجهة المقابلة، تصدر قطاع الخدمات الاستهلاكية التراجعات، بعد انخفاض أرباحه 26%، تلاه قطاع التأمين المتراجع بنحو 24% لتصل إلى نحو 700 مليون ريال، متأثرا بانخفاض صافي نتائج التأمين ورغم نمو إيرادات التأمين.

أكبر 10 شركات ربحية

تصدرت "أرامكو" أكبر الشركات تحقيقا للأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري، بعد تسجيلها 95.7 مليار ريال، تمثل نحو 70% من أرباح السوق، رغم تراجع أرباحها 7% تقريبا.

بعد ذلك جاء كل من البنك الأهلي ثم مصرف الراجحي، حيث حققا مجتمعان نحو 12 مليار ريال ما يمثل 30% من أرباح السوق باستثناء عملاق الطاقة، فيما يعد مصرف الراجحي ثاني أعلى الشركات نموا بين أكبر 10 شركات ربحية.

كانت "معادن" الأعلى نموا بين تلك الشركات العشرة بعدما نمت أرباحها 58% لتصل إلى 1.6 مليار ريال، لتحتل المرتبة السابعة من حيث القيمة.

شركات تنمو بأكثر من 100%

الربع الأول شهد زيادة في الربحية بشكل واسع لعدد من الشركات على رأسها جبل عمر والعقارية وكذلك مسار التي قفزت أرباحها ما بين 3 و4 أضعاف، مستفيدة من بيع أراضي وعقارات، كما سجلت 14 شركة أخرى نموا في الربحية ما بين 100% و680%.

شركة باتك للاستثمار والأعمال اللوجستية واحدة من الشركات التي نمت ربحيتها بشكل واسع بنحو 678% لتصل إلى 12.4 مليون ريال، لكن هذه الزيادة جاءت بفضل مكاسب إلغاء العقود وهي غير مكررة.

أيضا هناك عدد من الشركات المدرجة حديثا حققت نموا واسعا في الأرباح الصافية، مثل الموسى الصحية التي نمت أرباحها 270% إلى 51.1 مليون ريال، وكذلك "مياهنا" التي سجلت أرباح 61.8 مليون ريال بنمو 225%.

وحدة التحليل المالي