القمة الخليجية الأمريكية تؤكد على الشراكة الاستراتيجية ودعم استقرار المنطقة
أكد القمة الخليجية الأمريكية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء الضوء على الشراكة بين الجانبين، والتي وصفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته بمناسبة انطلاق القمة بأنها استراتيجية.
أكد ولي العهد على عمق هذه الشراكة بين الجانبين، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري فيها بين الطرفين يبلغ 120 مليار دولار.
في كلمته، تطرق ولي العهد إلى عدة ملفات، من بينها وحدة الأراضي السورية، ومساعي تحقيق الاستقرار في اليمن والسودان ولبنان، وسبل إيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أعلن أمس خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي عزمه رفع جميع العقوبات المفروضة على دمشق.
انطلقت القمة الخليجية الأمريكية اليوم بمشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترمب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
شدد ولي العهد على ضرورة وحدة أراضي سورية ووقف الحرب في السودان، وأشار إلى عمل السعودية على إيجاد حل سياسي شامل في اليمن.
كما أكد الأمير محمد بن سلمان على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في قطاع غزه وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، فضلا عن دعم الاستقرار في لبنان.
العالم يراقب الفرص في الخليج
قال الرئيس ترمب إن العالم يراقب الفرص في منطقة الخليج، التي وصف دولها بأنها باتت في مقدمة الدول المستقرة.
وأكد الرئيس الأمريكي ضرورة الحفاظ على هذا الاستقرار الذي تنعم به المنطقة، قائلا إن الشرق الأوسط "يمكن أن يكون مزدهرا بالسلام"
كانت السعودية والولايات المتحدة قد أعلنتا أمس توقيع وثيقة شراكة استراتيجية واتفاقيات بقيمة 300 مليار دولار ضمن شراكة بقيمة 600 مليار، مع استهداف بلوغها ترليون دولار في المرحلة الثانية.
أمريكا تعمل مع الخليج على استقرار المنطقة
تطرق الرئيس الأمريكي إلى الملف النووي الإيراني وقال عن طهران لا يمكنها لإيران الحصول على سلاح نووي، داعيا جميع الدول على الانضمام إلى بلاده في تطبيق العقوبات على إيران.
فيما يتعلق بالملف السوري، قال ترمب إنه أمر برفع العقوبات على سورية بعد مشاورات مع الأمير محمد بن سلمان.
وقبيل انعقاد القمة، عقد الرئيس الأمريكي مباحثات مع نظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
تطرق ترمب أيضا إلى الملف اللبناني؛ وقال إن على لبنان التحرر من قبضة حزب الله.
يشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان قد وجه دعوات لقادة الخليج من أجل حضور القمة، التي تأتي ضمن زيارة ترمب إلى السعودية.
علاقات تاريخية وروابط متينة بين الخليج وأمريكا
ترتكز الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج وأمريكا على علاقات تاريخية ومصالح مشتركة؛ ويشكل انعقاد قمة اليوم بين الجانبين فرصة لمناقشة أبرز التحديات السياسية والأمنية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وتنسيق العمل المشترك لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.
شهدت العلاقات الخليجية الأمريكية تطورا ملحوظا، حيث عقد الجانبان 5 قمم مشتركة والعديد من الاجتماعات على المستوى الوزاري بهدف حوكمة جهود تطوير الشراكة الاستراتيجية.
وقد تشكلت 10 مجموعات عمل وفرق مشتركة لتعزيز التعاون في عدد من المجالات المحورية ذات الاهتمام المشترك.
يعد التعاون الدفاعي المشترك أحد أبرز مجالات التعاون بين الجانبين؛ وقد مثل القطاع الدفاعي جزءا ضخما من الاتفاقيات الموقعة بين السعودية والولايات المتحدة أمس، حيث يصل حجم الاتفاقيات في القطاع إلى 142 مليار دولار.