المركبات الكهربائية تدعم مُدن المستقبل
تشهد البلدان النامية توسعًا حضريًا بمعدلٍ غير مسبوق؛ فمن المتوقع أن يزداد عدد سكان الحضر في العالم لأكثر من الضِعف بحلول 2050، حيث سيعيش نحو 7 من كل 10 أشخاص في المُدن. ويتيح هذا التوسع الحضري السريع فرصًا أكبر لتيسير الوصول إلى الوظائف والخدمات الأساسية.
وتُعد شبكة النقل الترددي الحديثة هذه الأولى من نوعها في إفريقيا التي يجري تشغيلها بالكامل بالحافلات الكهربائية، حيث تخدم 320 ألف راكب يوميًا، موفّرةً لهم وسيلة مواصلات أسرع وأكثر راحة وأمانًا.
وتعود هذه التقنيات بفائدتين: دعم التنمية الاقتصادية، ومعالجة مشكلة تلوث الهواء، فعندما تعتمد البلدان تقنيات مثل المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات أو مركبات خلايا الوقود الهيدروجيني، فإن ذلك يعود عليها بمكاسب اقتصادية وصحية متعددة تشمل:
زيادة وسائل النقل المتاحة للمواطنين.
بناء القدرة الصناعية لإنتاج المركبات والمكونات محليًا.
توفير وظائف عالية المهارة وتنمية الخبرات الفنية.
بناء القدرة على التكيف مع تقلبات أسعار الوقود.
تحسين الصحة العامة من خلال تحسين جودة الهواء.
بحلول 2023 كان هناك نحو 40 مليون سيارة كهربائية تجوب شوارع العالم، بزيادة قدرها 35% عن العام السابق. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يمثل إلا جزءًا ضئيلًا من عدد السيارات في العالم، فإنه يعكس تحوّلًا لافتًا في توجهات قطاع النقل.
وبينما يظل استخدام المركبات الكهربائية منتشرًا أكثر في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة، فإن عددًا متزايدًا من المُدن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تعمل على إدخال المركبات الكهربائية في منظومة النقل العام لديها.
تمثل المركبات التي تعمل بالبطاريات خيارًا واحدًا فقط للحكومات التي تسعى إلى إيجاد حلول نقل نظيفة، بينما تقدم المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني بديلًا واعدًا بمزايا فريدة.
فعلى غرار المركبات التي تعمل بالبطارية، لا تنتج المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود أي عوادم، إلا أن استخدام الهيدروجين الأخضر ،كما توفر المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود عديد من المزايا التشغيلية منها:
مسافة أطول: تتميز المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود عادةً بقدرتها على قطع مسافات أطول من تلك التي تعمل بالبطارية؛ لأن خلايا وقود الهيدروجين تتسم بكثافة طاقة أعلى لكل وحدة وزن مقارنة بالبطاريات.
سرعة التزود بالطاقة: يمكن إعادة تزويد المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود بالطاقة في غضون 5 إلى 15 دقيقة فقط، مقارنة بالساعات العديدة التي يستغرقها عادة شحن المركبات التي تعمل بالبطارية.
كفاءة الوزن: في قطاع النقل الثقيل، تتميز خزانات الهيدروجين بوزنٍ أخف بكثير من أنظمة البطاريات الضخمة، ما يسمح بزيادة الحمولة الصافية للمركبة ويحد من تآكلها وتلفها.
استمرارية العمل:يتسم أداء المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود بالتميز وخاصةً في مجال الخدمات اللوجستية التي تستلزم قطع مسافات طويلة وتقليل فترات التوقف إلى الحد الأدنى.
المهام ذات الطبيعة الخاصة: تتميز المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود بكفاءة الأداء حتى في الظروف الصعبة أو البيئات الوعرة مثل التضاريس الجبلية، أو البرد القارس، أو حالات الطوارئ التي تؤثر في إمدادات الطاقة.
لا تقتصر فوائد الهيدروجين الأخضر على قطاع النقل فحسب، بل تمتد لتشمل دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق مزيد من فرص العمل. والسبب في محدودية هذا الاستخدام يرجع في المقام الأول إلى عدم الجدوى الاقتصادية. فبينما أصبحت المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطارية فعالة من حيث التكلفة في أسواق كثيرة، تواجه المركبات التي تعمل بخلايا الوقود تحديًا كبيرًا يتمثل في ارتفاع تكلفتها، ما يجعلها خيارًا غير عملي في أغلب الحالات.
من المتوقع أن تتحسن الجدوى الاقتصادية لإنتاج مَركبات الهيدروجين، فمع تقدم تقنيات إنتاج الهيدروجين النظيف، ستشهد التكاليف انخفاضًا كبيرًا.
أما بالنسبة للمدن التي تخطط لبناء منظومة نقل أكثر كفاءة وأقل تلويثًا للبيئة، فإن التوجه لاستخدام تقنيات المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات وتلك التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني يُقدِّم حلولًا مُخصصة لمستقبل حضري أكثر ازدهارًا من الناحية الاقتصادية. وسيتعين على الدول أن توازن بين مقوماتها المحلية واحتياجاتها الفريدة لتحديد المسار الأمثل لاستخدام وسائل نقل أقل تلويثًا للبيئة.