الطلب على المجوهرات في السعودية يرتفع 35% خلال الربع الأول

الطلب على المجوهرات في السعودية يرتفع 35% خلال الربع الأول
الطلب على المجوهرات في السعودية يرتفع 35% خلال الربع الأول
ستيفاني كادمان
الطلب على المجوهرات في السعودية يرتفع 35% خلال الربع الأول
أندرو نايلور

شهدت السعودية زيادة في الطلب على المجوهرات خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 35% على أساس سنوي، بينما ارتفع الطلب على السبائك والعملات المعدنية 15%، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسات العامة في مجلس الذهب العالمي.

نايلور قال "إن الطلب على المجوهرات والسبائك والعملات المعدنية في السعودية خالف الاتجاهات الإقليمية"، مبينا أنه رغم الانخفاضات الأوسع في جميع أنحاء المنطقة، تُبرز هذه الأرقام جاذبية الذهب الدائمة في الخليج كمخزن للقيمة وأصل ذي أهمية ثقافية.

وأضاف "مع استمرار تقلب البيئة الاقتصادية، نتوقع أن يظل الاهتمام بالاستثمار في جميع أنحاء المنطقة قويًا في الأشهر المقبلة."

يأتي ذلك في وقت ذكر فيه مجلس الذهب العالمي أن إجمالي الطلب على الذهب خلال الربع الأول من عام 2025 (بما في ذلك الطلب خارج البورصة) بلغ 1,206 أطنان، بزيادة قدرها 1% على أساس سنوي، في ظل ارتفاع قياسي للأسعار، تجاوز فيه سعر الذهب 3,000 دولار أمريكي للأونصة.

وأوضح أندرو نايلور، أن الطلب على الاستثمار في الذهب في الشرق الأوسط ظل قويًا في الربع الأول من 2025، مدعومًا باستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتوقعات الأسعار الإيجابية.

من جانبها، قالت لـ "الاقتصادية" رئيس الاتصالات لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس الذهب العالمي ستيفاني كادمان، "إن انتعاش صناديق الذهب المتداولة في البورصة أدى إلى زيادة إجمالي الطلب الاستثماري بأكثر من الضعف ليصل إلى 552 طنًا، بزيادة قدرها 170% على أساس سنوي، وهو الأعلى منذ الربع الأول من 2022".

تدفقات صناديق الذهب
تسارعت تدفقات صناديق الذهب المتداولة في البورصة حول العالم، لتصل إلى 226 طنًا في الربع الأول، حيث دفع زخم الأسعار وعدم اليقين بشأن سياسة التعريفات المستثمرين إلى التوجه إلى الذهب كملاذ آمن، بحسب كادمان.

وأشارت إلى أن إجمالي الطلب على السبائك والعملات المعدنية ارتفع بنسبة 3% على أساس سنوي، ليظل مرتفعًا عند 325 طنًا خلال الربع الأول، مدفوعًا بارتفاع استثمارات التجزئة في الصين، التي سجلت ثاني أعلى ربع سنوي لها على الإطلاق.

وقاد المستثمرون الشرقيون جزءًا كبيرًا من الطلب العالمي على السبائك والعملات المعدنية، ما عوّض ضعف الطلب الغربي مع انخفاض الإقبال في الولايات المتحدة بنسبة 22% على أساس سنوي، إلى جانب انتعاش متواضع بلغ 12 طنًا في أوروبا، لكن من مستوى منخفض للغاية في الربع نفسه من العام الماضي.

أشارت ستيفاني كادمان إلى أن البنوك المركزية حول العالم دخلت عامها الـ16 على التوالي من الشراء الصافي، مضيفةً 244 طنًا إلى الاحتياطيات العالمية في الربع الأول وسط حالة عدم اليقين العالمية المستمرة.

ضغوط الأسعار الشديدة
بينما انخفض هذا المستوى من الطلب بنسبة 21% على أساس سنوي، إلا أنه لا يزال قويًا ويتماشى مع المتوسط ​​الفصلي للسنوات الثلاث الماضية من الشراء القوي والمستدام، بحسب رئيس الاتصالات لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس الذهب العالمي.

وأضافت "من غير المستغرب أن يتأثر الطلب على المجوهرات سلبًا حيث وصل سعر الذهب إلى 20 أعلى مستوى له على الإطلاق في الربع الأول. وصلت أحجام التداول إلى أدنى مستوياتها منذ تراجع الطلب بسبب جائحة كوفيد-19 في 2020".

ومع ذلك، حافظت سوق المجوهرات على مرونتها نسبيًا، ولا سيما من حيث القيمة، في ظل ضغوط الأسعار الشديدة. وشهد الربع الأول زيادة بنسبة 9% على أساس سنوي في إنفاق المستهلكين ليصل إلى 35 مليار دولار أمريكي، حيث شهدت جميع الأسواق، باستثناء الصين، زيادة في قيمة الطلب على المجوهرات الذهبية.

كان إجمالي المعروض من الذهب مستقرًا نسبيًا على أساس سنوي، عند 1,206 أطنان في الربع الأول، حيث قابل انخفاض طفيف في إعادة التدوير إنتاج المناجم القياسي في الربع الأول. كما استقر الطلب على التكنولوجيا عند 80 طنًا، مقارنةً بالربع الأول من 2024.

صناديق الاستثمار المتداولة
قالت لويز ستريت، كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي: "لقد كانت بداية العام متعثرة للأسواق العالمية، حيث أدت الاضطرابات التجارية، وإعلانات السياسة الأمريكية غير المتوقعة، والتوترات الجيوسياسية المستمرة، وعودة المخاوف من الركود، إلى خلق بيئة شديدة من عدم اليقين للمستثمرين. في هذا السياق، مهد الطلب الاستثماري على الذهب الطريق لأعلى مستوى طلب في الربع الأول منذ 2016."

على مدار الأشهر العشرة الماضية، عاد المستثمرون إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وزادوا مخصصاتهم منذ الربع الثالث من العام الماضي، وفي أبريل، تجاوزت التدفقات الآسيوية إجماليها في الربع الأول.

ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للنمو، حيث انخفضت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العالمية بنسبة 10% عن أعلى مستوى لها في 2020.

وبالنظر إلى المستقبل، لا يزال من الصعب التنبؤ بالمشهد الاقتصادي الأوسع، وقد يُتيح عدم اليقين هذا فرصًا واعدة لارتفاع أسعار الذهب. ومع استمرار الاضطرابات، قد يرتفع الطلب على الذهب كملاذ آمن من المؤسسات والأفراد والقطاع الرسمي في الأشهر المقبلة.

الأكثر قراءة