سجلت واردات السعودية من الهواتف الذكية نموا سنويا بنسبة 25.6% خلال العام الماضي، لتبلغ 26.1 مليار ريال، وفقا لبيانات حصلت عليها "الاقتصادية" من الهيئة العامة للإحصاء.

ويعكس هذا النمو اتسارع التحول الرقمي في السعودية، وازدهار سوق الهواتف الذكية، التي باتت تمثل ركيزة أساسية في الحياة اليومية والتعاملات الاقتصادية، لا سيما في ظل البنية التحتية المتطورة للاتصالات، وانتشار خدمات الـ 5 جي.

وفيما بلغت واردات السعودية 20.8 مليار ريال في 2023، استوردت السعودية أكثر من 22.9 مليون جهاز ذكي في 2024، بزيادة 29.1% عن العام السابق، ليصل إجمالي الأجهزة المستوردة خلال السنوات الثلاث الماضية إلى نحو 55.4 مليون وحدة بقيمة إجمالية تجاوزت 64.4 مليار ريال.

ويعزو خبراء في القطاع هذا الارتفاع إلى التوسع المستمر في استخدام الهواتف الذكية كأدوات أساسية في الخدمات المصرفية، الحكومية، التجارة الإلكترونية، والنقل الذكي، إضافة إلى التحول الرقمي الشامل الذي تقوده السعودية ضمن مستهدفات رؤية 2030.

دعم من التمويل والتقسيط والتجارة الإلكترونية

قال هيثم بوعائشة، مستثمر في قطاع الاتصالات والتقنية، إن تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية جاء مدفوعًا بتسهيلات التمويل التي توفرها شركات "تمارا" و"تابي"، فضلًا عن النمو المتسارع في التجارة الإلكترونية التي رفعت معدلات الطلب، بالتزامن مع توسع الخدمات الرقمية في القطاعات الحكومية والخاصة.

وأشار إلى أن الهواتف الذكية أصبحت الأداة الأولى للوصول إلى الخدمات، من الشراء عبر التطبيقات، إلى التعليم عن بُعد، والرعاية الصحية، وحتى السياحة وحجوزات الطيران والفنادق.

دور السعودية كمركز لوجستي وإعادة تصدير

أوضح ضاحي الشمري، مالك سلسلة متاجر هواتف ذكية، أن السوق السعودية تشهد ارتفاعًا في معدل استبدال الأجهزة سنويًا، إضافة إلى العروض الترويجية والتقسيط الميسر، ما أدى إلى توسيع قاعدة المستهلكين.

كما أشار إلى دور السعودية كمركز إقليمي لإعادة تصدير الهواتف الذكية إلى الأسواق المجاورة، حيث شكلت هذه الأجهزة نحو 27.5% من إجمالي السلع المعاد تصديرها خلال 2024.

بدوره قال مبارك الخالدي، مختص في مبيعات الهواتف الذكية، إن اتساع الاعتماد اليومي على الهواتف أسهم في زيادة الشريحة المستهلكة، خاصة مع تحول البنوك إلى تطبيقات ذكية لإدارة علاقات العملاء.

الصين تتصدر.. والهند وفيتنام تاليا

تصدرت الصين قائمة الدول المصدّرة للهواتف الذكية إلى المملكة، بحصة بلغت 20.2 مليار ريال تمثل 16.5 مليون جهاز، تلتها فيتنام بـ4.3 مليار ريال (4.7 مليون جهاز)، ثم الهند بـ1.7 مليار ريال (1.7 مليون جهاز). وسجلت الواردات من الولايات المتحدة والإمارات أرقامًا محدودة نسبيًا، بـ16.5 مليون ريال و7 ملايين ريال على التوالي.

وتُظهر هذه الأرقام التغير في خريطة التصنيع العالمية، حيث أصبحت الهند وفيتنام مراكز رئيسية لإنتاج وتجميع الأجهزة الذكية، في إطار توجهات كبرى الشركات مثل "أبل" لتنويع سلاسل التوريد.

سوق نشطة وموزعون كبار

تضم السوق السعودية عددًا من كبار المستوردين مثل "STC"، "موبايلي"، "زين"، و"أكسيوم تليكوم"، إضافة إلى سلاسل التجزئة الكبرى مثل "جرير" و"إكسترا". وسجل القطاع نموًا بنسبة 6% في الربع الرابع من 2024، مدفوعًا بزيادة التسوق الإلكتروني والعروض الترويجية الموسمية.