تعتزم الهيئة السعودية للمهندسين تطبيق خريطة العمارة السعودية من خلال تدريب المكاتب والشركات الهندسية على مختلف الطرز المعمارية الـ 19 المعتمدة في المملكة سواء للمباني التجارية أو السكنية.
وفقا لما أكدته الهيئة لـ "الاقتصادية"، ستطرح للمهندسين والمهندسات الأفراد فرصا للحصول على دورات مكثفة في العمارة السعودية، بهدف تأهيلهم ليصبحوا مدربين معتمدين في المجال.
السعودية أطلقت مطلع الأسبوع الجاري خريطة العمارة التي تشمل 19 طرازا معماريا مستوحى من الخصائص الجغرافية والثقافية للسعودية بهدف تحسين المشهد الحضري وجودة الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية والناتج المحلي.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس اللجنة العليا للموجهات التصميمية للعمارة السعودية أكد خلال إطلاق الخريطة أن العمارة السعودية تبرز التنوع الثقافي والجغرافي للسعودية، مشيرا إلى أنها تأتي ضمن مساعي السعودية في تطوير مدن حضرية مستدامة تتناغم مع الطبيعة المحلية، وتوظف الطراز المعماري التقليدي بأساليب حديثة.
بلغ إجمالي الكادر الهندسي المسجل لدى الهيئة في مختلف التخصصات الهندسية من سعوديين وأجانب 256 ألف فرد، يشكل عدد المهندسين والمهندسات السعوديين منهم 66 ألف فرد، وإجمالي الأجانب 190 ألف فرد.
عدد المكاتب الهندسية وصل إلى 2212 مكتبًا هندسيًا، بينما وصلت أعداد الشركات الهندسية 2076 شركة هندسية وفقًا للموقع الرسمي للهيئة.
خريطة العمارة السعودية تشمل: "العمارة النجدية، العمارة النجدية الشمالية، عمارة ساحل تبوك، عمارة المدينة المنورة، عمارة ريف المدينة المنورة، العمارة الحجازية الساحلية، عمارة الطائف، عمارة جبال السروات، عمارة أصدار عسير، عمارة سفوح تهامة، عمارة ساحل تهامة، عمارة مرتفعات أبها، عمارة جزر فرسان، عمارة بيشة الصحراوية، عمارة نجران، عمارة واحات الأحساء، عمارة القطيف، عمارة الساحل الشرقي، والعمارة النجدية الشرقية".
الهيئة السعودية للمهندسين بينت قيامها بتقديم الاعتمادات المطلوبة لمزاولة المهنة في التخصصات الهندسية والمعمارية، كما أشارت إلى إنشاء شعب هندسية متخصصة، منها شعبة العمارة والهندسة المعمارية بهدف تعزيز الوعي وتوفير منصة لتبادل الخبرات العلمية والعملية والبحثية، ما يسهم في تطوير القطاع الهندسي في السعودية بشكل مستدام.
هيئة المهندسين أوضحت أدوارها في تجهيز وإعداد الكوادر البشرية الوطنية المدربة لتغطية حاجة السوق المحلية عبر برامج تدريبية مكثفة تستهدف تطوير الكوادر الوطنية بهدف تمكين تلبية متطلبات السوق المحلية بمهارات ومعارف متقدمة.
وتعتمد هيئة المهندسين خططا تدريبية متكاملة لتدريب وتأهيل المهندسين في القطاع الخاص والمكاتب والشركات الهندسية، وفقًا للمناطق المستهدفة، وذلك على 4 مراحل.
كما تولي اهتمامًا خاصًا بحديثي التخرج من خلال برامج توجيهية وورش عمل متخصصة بهدف رفع مستوى الوعي حول العمارة السعودية.
خبراء هندسيون أكدوا لـ "الاقتصادية" أنه من المنتظر أن تسهم خريطة العمارة السعودية في صناعة هوية ثقافية للمدن والمحافظات ودعم القطاعات الثقافية والسياحية والإنشائية في السعودية.
إطلاق الخريطة يمثل ترسيخا للقيم النسبية للمدن السعودية لتعكس الجوانب الثقافية والبيئة الطبيعية والخصائص المكانية بشكل يسهم في تحويل المدن السعودية إلى محركات اقتصادية.
هيئة المهندسين أكدت للصحيفة السعي إلى نشر ثقافة العمارة السعودية على نطاق واسع عبر برامج تطويرية، وعقد ورش عمل داخل الجامعات لتعريف الطلاب والطالبات بأهمية الهوية المعمارية السعودية، وتجهيزهم للدخول إلى سوق العمل بمستوى معرفي ومهني متميز.
من المتوقع أن تحفز العمارة السعودية الإبداع، بحيث توجه عملية التصميم المعماري والعمراني نحو حلول معاصرة تعكس القيَم الجمالية والتراثية السعودية، ما يسهم في تطوير بيئة عمرانية حديثة ومتجذرة في الطابع المحلي، كما تعزز الاقتصاد المحلي، وتدعم القطاعات الثقافية والسياحية، من خلال تصاميم تظهر عمارة كل نطاق جغرافي.
