قضية خارج الأولويات .. الإجهاد الوظيفي يكلف الشركة المتوسطة 5 ملايين دولار سنويا

قضية خارج الأولويات .. الإجهاد الوظيفي يكلف الشركة المتوسطة 5 ملايين دولار سنويا

من السهل تجاهل الإجهاد الوظيفي باعتباره مجرد مصطلح طنان شائع في عالم الشركات، لكن تبين أن الأمر خلاف ذلك. فما يبدو أحيانا أنه مصطلح غير مفهوم ربما يكون له تأثير كبير في أرباح الشركة.

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة الطب الوقائي الأمريكية "ذا أمريكان جورنال أوف بريفينتف ميديسين"، أن الإجهاد الوظيفي يتسبب في تكاليف تزيد على 5 ملايين دولار سنويا للشركة الأمريكية المتوسطة التي تضم ألف موظف.

تختلف التكلفة، وفقا لمجلة "فورتشن"، باختلاف درجات السلم الوظيفي. فبالنسبة إلى الموظف العادي، غير الإداري، الذي يتقاضى أجرا بالساعة، تبلغ التكلفة على صاحب العمل ما متوسطه 3999 دولارا سنويا. ويرتفع هذا الرقم إلى 4257 دولارا للموظف غير الإداري ذي الراتب، و10824 دولارا للمدير.

ومع أن المديرين التنفيذيين أقل إرهاقا بشكل عام من زملائهم الأقل درجة، فإنهم في النهاية يكلفون أصحاب العمل أكثر بكثير عندما "يصطدمون بالحائط"؛ 20683 دولارًا سنويًا.

وبحسب الدراسة، ينشأ نحو 10.5% من تكاليف الإجهاد الوظيفي عن الغياب عن العمل، بينما يرجع 89.5% إلى موظفين يحضرون إلى مكان العمل، لكنهم يفشلون في بلوغ الإنتاجية المطلوبة بسبب الإرهاق وعدم الانخراط في أجواء العمل.

وعلى الرغم من أن الباحثين قدموا تقديرات للخسائر المالية الناتجة عن الإجهاد الوظيفي، فإنهم قالوا إن دراستهم لا تأخذ في الحسبان ما وصفوه بـ"تأثير الشبكة". فكلما زاد عدد الموظفين الذين يشعرون بالإرهاق، زاد انتشار هذا الشعور بين العاملين، خاصة من هم على اتصال وثيق بالموظفين المنهكين.

قال الدكتور بروس واي لي، أستاذ سياسات الصحة والإدارة في جامعة مدينة نيويورك، المشارك في تأليف الدراسة، لمجلة "فورتشن": "يمكن أن يكون العديد من المواقف والمشاعر معديا للغاية".

قد لا تعطي أماكن العمل التي تعاني الإجهاد المهني، الأولوية لمعالجة فقدان الحماس وتجنب العمل المرهق، إلا إذا اضطرت لذلك. لكن الدكتور لي يُحذر من أن الانتظار حتى تبدأ الأمور في التدهور قد يكون كارثيا. قال: "معظم المؤسسات تأخذ الأمر على محمل الجد إذا انخفضت مبيعاتها"، لكن الإجهاد المهني "يجب أن يُؤخذ على محمل الجد بالقدر نفسه لأنه يؤثر في تكاليفها".

الأكثر قراءة