تسعى السعودية إلى إبرام صفقات في قطاع التعدين بهدف تأمين إمدادات المعادن الحرجة لدعم خطتها الصناعية، في حين يشهد القطاع موجة من محاولات الاندماج.
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف قال في مقابلة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن الانضمام إلى موجة الاندماج في القطاع "قد يكون وسيلة جيدة لدخول السوق أو على الأقل الحصول على فرص للوصول إلى الأصول المختلفة بطريقة أكثر تنظيماً". ولم يوضح ما إذا كان يعني شراء حصص في الأصول أو شراء الشركات بشكل كامل.
تتطلع السعودية منذ فترة إلى إبرام صفقات بينما تمضي في خطتها الطموحة للتحول الاقتصادي. أسفرت جهود المملكة في الخارج عن نتائج محدودة حتى الآن، حيث جرى إتمام صفقة كبيرة واحدة وأخرى قيد التنفيذ في باكستان، لكن جهود إبرام الصفقات في الآونة الأخيرة من قبل شركات كبرى قد تمنح السعودية فرصة لاستثمار السيولة المتاحة.
قال الخريف إن "منارة المعادن للاستثمار" وهي شركة سعودية مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، قد تكون مهتمة بشراء حصة شركة "باريك غولد" في منجم زالديفار للنحاس في تشيلي. وأضاف خلال المنتدى الاقتصادي العالمي: "تشيلي دولة تتمتع بموارد غنية في قطاع التعدين، والعلاقات بين (باريك) و(منارة) جيدة للغاية".
تتطلع "باريك" إلى بيع حصتها البالغة 50% في منجم "زالديفار" في تشيلي، حسبما ذكرت "بلومبرغ" في وقت سابق من الأسبوع. وتملك شركة "أنتوفاغاستا" (Antofagasta) الحصة المتبقية.
صفقات كبيرة
شهد قطاع التعدين عدة محاولات لإبرام صفقات كبيرة في العام الماضي. وأجرت مجموعة "ريو تينتو" و"غلينكور" محادثات في مراحل مبكرة حول دمج أعمالهما لتكوين شركة كبيرة تنافس "بي إتش بي غروب" (BHP Group)، التي لطالما كانت من عمالقة الصناعة.
شركة "بي إتش بي" نفسها حاولت العام الماضي شراء شركة "أنغلو أميركان" في صفقة بقيمة 49 مليار دولار -ما دفع "أنغلو" إلى تسريع عملية إعادة هيكلة أعمالها في إطار استراتيجيتها للدفاع عن نفسها- قبل أن تتراجع في نهاية المطاف.
قارن الخريف جهود صناعة التعدين العالمية بالتحركات السعودية في صناعة الأغذية. اشترت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني "سالك" حصة في شركة "بي آر إف" (BRF SA)، أكبر منتجة للدواجن في البرازيل خلال عام 2023. قدمت "سالك" أيضاً عرضاً بقيمة 4 مليارات دولار للاستحواذ الكامل على وحدة الأعمال الزراعية لمجموعة "أولام" (Olam) العام الماضي.
أخذت السعودية أول خطوة كبيرة لها في صناعة التعدين الدولية بالاستحواذ على حصة 10% في وحدة المعادن الأساسية التابعة للشركة البرازيلية "فالي" (Vale) عام 2023.
وفي باكستان، لا تزال السعودية تتفاوض بشأن التفاصيل الرئيسية لشراء حصة في مشروع تعدين النحاس والذهب الذي تسيطر عليه شركة "باريك غولد"، بما في ذلك موقع معالجة المعادن المستخرجة من المشروع، كما قال وزير النفط الباكستاني هذا الشهر.
وقال الخريف: "توجد بعض الأمور الصغيرة للغاية يجب الاتفاق عليها من ناحية تجارية. وآمل أن نتمكن من إغلاق هذه الصفقة قريباً جداً".
