السعودية تعتزم توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع أمريكا بـ 600 مليار دولار
تخطط السعودية لتوسيع استثماراتها في الولايات المُتحدة لاستكمال الشراكات الاقتصادية والتجارية التي بدأتها مُنذ فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأولى، والتي شملت فرصا في قطاعات واعدة لها انعكاسات مُباشرة في نقل وتوطين التقنية وتوفير فرص العمل والاستفادة من القفزة التنموية التي تشهدها السعودية بوصفها الاقتصاد الأسرع نموا بين دول العشرين.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبدى خلال اتصال مع ترمب أمس رغبة السعودية بتوسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية في الولايات المُتحدة خلال السنوات الأربع المُقبلة بـ 600 مليار دولار، انطلاقًا من قناعة المملكة بقدرة إدارة ترمب على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار.
ويعكس اتصال ولي العهد بالرئيس ترمب بعد يومين من تنصيبه مكانة المملكة لدى القيادة الأمريكية الجديدة وتقديرها لمحورية دورها في المنطقة والعالم، كما يؤكد على استراتيجية العلاقة وإرادة القيادتين على الارتقاء بها لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين.
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى قدرة إدارة الرئيس ترمب بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار.
يشار إلى أن السعودية والولايات المُتحدة ترتبطان بعلاقات تحالف استراتيجية مُنذ ثمانية عقود تقوم على أساس الاحترام المُتبادل والمصالح المُشتركة والندية في التعامل كحليفين وصديقين.
ويتزامن إعلان السعودية عن الرغبة في توسيع استثمارات المملكة وعلاقاتها التجارية في الولايات المُتحدة مع إعلان صندوق "سوفت بنك" الذي تمتلك السعودية حصصًا فيه عن عزمه تخصيص 500 مليار دولار في استثمارات خاصة بالذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
أعلن ترمب عن مشروع أمريكي تحت اسم "ستار غيت" يخطط لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع المقبلة، بقيادة "أوراكل" و"أوبن إيه آي" و"سوفت بنك".
وقال رئيس مجموعة "سوفت بنك" ماسايوشي سون خلال ذلك الإعلان إن المجموعة ستستثمر 100 مليار دولار على الفور في المشروع، بهدف توسيع هذا المبلغ إلى 500 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن الاستثمار لم يكن ليحدث لولا فوز ترمب في الانتخابات.
يذكر أنه خلال السنوات الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة، الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وزاد من حصصه في العديد من الشركات الأمريكية.
وأظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي، أن الصندوق الذي يدير أصولاً تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته في الأسهم الأمريكية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو ستة مليارات دولار عن الربع الثاني من العام ذاته.
كما زادت المملكة من حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية في أكتوبر الماضي إلى أعلى مستوى في أربع سنوات.
وتزايدت استثمارات السعودية في سندات الحكومة الأمريكية، حيث يمتلك المركزي حالياً سندات خزانة بقيمة 144 مليار دولار.
استحقاقات التعاون المشترك
تنتظر الرياض وواشنطن خلال السنوات الأربعة المُقبلة العديد من الاستحقاقات في مجالات التعاون المُشتركة الهامة المُتفق عليها مُسبقًا.
وفي مقدمة تلك المجالات (الصناعات العسكرية، استكشاف الفضاء، تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي، تطوير الطاقة النووية) وغيرها؛ وهو ما يتوقع أن يتم في ضوء استثمارات ثنائية مُشتركة بين القطاع الخاص في كلا البلدين بمليارات الدولارات بما يُحقق المصالح المُشتركة للجانبين.
وجاء تركيز اتصال ولي العهد بالرئيس ترمب على بحث سبل التعاون بين البلدين، لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب، يأتي تأكيدًا لأهمية العمل بين الدولتين في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.